المتابع للمشهد السياسي الجنوبي الراهن ,سيتوقف امام جمله من المتغيرات والتطورات المتسارعة على اكثر من صعيد ,وفي مقدمتها ,تأتي الزيارة التاريخية لقياده المجلس الانتقالي ,الى كلا من محافظتي شبوه وحضرموت ,حيث الاستقبال الجماهيري الحاشد المنقطع النظير في التاريخ المعاصر الذي احاطتهم به جماهير شبوه وحضرموت ,ليؤكد من جديد ,.بان الجنوب جسم واحد متلاحم حول قضيته الوطنية العادلة ,قضيه الحرية والاستقلال من مخلفات الاحتلال البغيض والذي لاتزال بعض من اراضي وطننا الغالي في المحافظتين ترزح تحت الاحتلال بمسمياته المختلفة حوثي مؤتمري اصلاحي ,لانهم بالنسبة للجنوبيينسيان لا يختلفان في جوهرهما الاحتلالي الغازي . ان الاهم في هذه الزيارة التاريخية الاستثنائية ,ليس طابعها الاحتفالي العظيم ,رغم المكانة الجيو استراتيجية والحضارية والاقتصادية لمحافظتي شبوه وحضرموت ,لأنها الرئة الذي يتنفس منها الجنوب ,والشريان الذي يتدفق منه نبض الحياه في الجسم الجنوبي المتقد حيوية وعنفوان ,اهميه الزيارة تكمن في دلالات توقيتها وخلفياتها وابعادها السياسية ومفاعليها وتأثيراتها على المسرح الجنوبي ,الذي تتصارع فيه الارادات المختلفة على من يحكم الجنوب في المستقبل ؟من هو الممثل الشرعي لتطلعات شعب الجنوب ؟لأنه بات واضحا هناك من البعض يريد ان يتنازع مع المجلس الانتقالي احقيه تمثيل شعب الجنوب في اي تحولات قادمة ,.حتى ان جميع التسريبات من افكار ومبادرات ,عن التسوية المرتقبة يتم فيها وبصوره متعمده اقصاء الجنوب من نصوصها ,حتى الإشارة اليتيمة الذي نوهت الى احتمال تشكيل مجلس رئاسي من الاطراف الفاعلة ,فتمت الإشارة الى الحراك الجنوبي ,بدلا من المجلس الانتقالي في مناوره سياسيه ماكره من اعداء الجنوب ,بحيث يحتاج الامر الى توضيح من هم ممثلي الحراك الجنوبي ؟ليظهروا للعالم بان الجنوب منقسم على نفسه ولتأكيد هذا الزعم اقيمت فعالية ساحه العروض اكثر من مره لإعطاء انطباع للخارج بانقسام الشارع الجنوبي ,والهدف منه الطعن بشرعيه المجلس الانتقالي حيث لم يهدى لهم بال منذ قيامه . ان اثاره موضوع التمثيل الجنوبي الان وبهذه الحده ليس بريئا ,وليس بمحض الصدفة فهو يؤشر الى هلع وخوف ينتاب اعداء الجنوب الكثر ,والذي بدى فيه المجلس الانتقالي وحيدا يصارع ويقارع منظومه الاحتلال وتوابعه الجنوبية ,والزيارة الى شبوه وحضرموت ,هي جزء من هذا الصراع والجدل المحتدم ,وابلغ رد من قياده المجلس الانتقالي للمشككين في شرعيته على الارض الجنوبية . لاجدال على الاطلاق ,في انه لابد ان تكون هناك قواعد مشتركه يتفق عليها الجنوبيون ,ولانقاش ايضا في ضرورة ان يكون للجنوب مرجعيه ثابته ,تجمع عليها القوى الفاعلة في الشارع الجنوبي تجنبا لحاله الانقسام والتشرذم الحالية ,ولكن ياترى ماهي المرجعية الذي يقترحها خصوم المجلس الانتقالي في الشرعية ؟هل هو دستور الجمهورية اليمنية ؟هل هي السته الاقاليم ؟هل هي مخرجات الحوار الوطني الشمالي ؟هل بتحالفاتكم المشبوهة مع حزب الاصلاح بزعامة الجنرال علي محسن ؟على ماذا يتفق المجلس الانتقالي معكم ؟. اذا كان من ضرورة للاتفاق بين المكونات الجنوبية الفاعلة ,لابد ان تنطلق من منظور سياسي يرى في الجنوب الكيان والهوية الجامعة الحاضنة لجميع ابنائه ,بعيدا عن مخلفات الماضي الاحتلالي . ,هل انتم جاهزون لهكذا ثوابت ومرجعيات ؟ ان الاصطفافات الحالية القائمة في واقعنا ,المحلي شملا وجنوبا ,اعاده عجله التاريخ الى عهد ماقبل سبتمبر واكتوبر .,مع تابت وحيد لايقبل التغير او المس فيه وهو بقاء المؤسسة القبلية الحاكمة في صنعاء على السلطة والثروة ,بالتحالف مع اعوانها واذرعها من القوى خارج مكونات شمال الشمال ,بما فيها القوى الجنوبية ,الذي تحالفت معها على مدى العقود المنصرمة .والمتفقه على ابقاء سيادتها على الجنوب كأرض وجغرافيا وثروه بعد ان يشطب من قاموسها كل ما يرمز الى الجنوب ,من وطن وتاريخ وهويه وانسان . ان تكالب القوى الشمالية جميعها على المجلس الانتقالي ,هو استمرار للعقلية العنجهية المتخلفة ,الذي تنظر الى الجنوب كفرع من اصل ,وهي وان اختلفت فيما بينها تكتيكيا على توزيع حصص السلطة والثروة ,وفق تبدل اللاعبين وتغير موازين القوى ,الا انها لا تختلف في النظرة الى مستقبل الجنوب ,وضرورة بقائه تحت النفوذ الصنعاني ,حتى المفاوضات المقترحة يتم صياغتها بحيث تشمل مكونات الشمال حصرا فمثلا في العام 2011 كانت المفاوضات تجرى ,بين القطبين الاحمرين علي صالح ,وعلي محسن وحلفائهما ,اما اليوم فمايتم تقديمه من افكار للمفاوضات ,بحيث تعقد بين المكونات الشمالية والحوثي .وانصار الرئيس صالح والشرعية الذي هي الناطق الرسمي باسم حزب الاصلاح وزعيمه الروحي الجنرال العجوز علي محسن ,لتصبح المفاوضات شماليه شمالية بامتياز . ان خطورة هذا الصراع من كونه ,صراع على مشروعين سياسيين كبيرين ,فتجربه الجنوب المريرة مع نخب شمال الشمال سيما بعد احتلال صيف العام 94 وفشل مشروع بناء الدولة الوطنية المدنية الحديثة الذي كانت دوله الجنوب السابقة نواتها الأساسية ,لكن قوى الفيد والهيمنة ,قضت على هذا الحلم الوطني الجميل ,لأنه قوى الشمال المهيمنة على سلطه القرار ,عاجزه عن بناء الدولة الوطنية الحديثة ,والانتقال الى مفهوم المواطنة لعدم تمكنها من تجاوز البنيه القبلية الحاكمة ,نظرا لكونها عاملا حاسما في تكوين شكل السلطة ومضمونها . ان عجز وعدم رغبه نخب شمال الشمال في تأسيس الدولة الوطنية الحقيقية القادرة ,القائمة على العقد الاجتماعي بين مكوناتها الأساسية نتج عنه تعثرات في العملية السياسية وصراعات ,تحولت الى رمال متحركة ,تحتاج معها في كل مرحله من المراحل الى توافقات الحد الادنى ,كما راينا ذلك ,في العام 2011 وبعدها في العام 2014 وحاليا يقف الجميع امام مفترق طرق ,حيث المجلس الانتقالي بمشروعه الوطني النهضوي من جهة ,وبقيه الاطراف ,مع تغير التراتبية فيما بينها بتغير موازين القوى العسكرية والسياسية من جهة اخرى فالحوثي في مقدمه هذه الهرمية بعد ان اسس دولته الخاصة بكل المقومات الضرورية , انه من الغباء والسذاجة بمكان ,اذ يعتقد البعض في الاقليم والعالم ,بان الحوثي سيترك السلطة او سيتنازل عنها بكل سهوله في اطار مايروج له من تسويات ومبادرات وافكار لصالح الاطراف الاخرى الضعيفة والمتهالكة ,فلنستذكر شريط الماضي القريب ,بعد اجتياح الحوثي لصنعاء وتوقيع ماعرف باتفاق السلم والشراكة ,تذكروا كيف كانت سلوكيات الحوثي في تلك الفترة وكان فيها اقل قوه وتأثيرا من اليوم .فقد استطاع فرض ارادته على الجميع عندما طالب وبنبره تحدي صارخ تغيير رئيس الوزراء المقترح بن مبارك واستبداله بخالد بحاح ,تصورا مليشيا تحتل العاصمة وتفرض على رئيسها تعيين رئيس وزراء مقبول من جانبها ,هل في وقاحه وصفاقه اكثر من هذه ؟ولم يكتفي الحوثي بذلك ,بل عمد الى محاصره الرئيس هادي وشل حركته وكذا رئيس الوزراء ,وقام الحوثي بتعيين مندوب سامي في كل مؤسسة ووزارة للإشراف على نشاطاتها بحيث يكون له حق الفيتو ,على اي قرار او اجراء يتخذ هناك ,فبعد هذا السلوك العنجهي الهمجي ,كيف لكم ان تتصوروا امكانيه اي اتفاق او حلول مع جماعه الحوثي والذي باتت اليوم تمتع بقوه اكبر بأضعاف الاضعاف من السابق . انه ليس من المفيد في هذه الظروف المصيرية الذي يمر بها الجنوب ,استخدام لغة التخوين والاقصاء لأي مكون جنوبي للمساهمة في بناء الجنوب المنتظر جنوب الغد , جنوب الحرية والاستقلال ,ان الاوان لتسويه اوضاع الجنوب واخراجه من ازمته المستعصية ,ووقف النزيف الحاصل في بنيته الداخلية ,لكي لانخسر كل شئي ويستفيد منه اعداء الجنوب . ان القضايا الخلافية بين المجلس الانتقالي وخصومه السياسيين ,هي قضايا مصيريه وجوهريه ,والانقسام بشأنها عمودي ,ويحاول اعداء الجنوب منحها الصبغة المناطقيه لان قوى الشمال ترى فيها السلاح الفتاك لتفكيك التماسك الجنوبي ,وتعلق عليه الآمال بإعادة نظام الاحتلال من جديد الى ارض الجنوب الذي تحررت من رجسه والى الابد ,ولكي نقرب الصورة اكثر للقارئ الكريم ,سنضطر الى اقتباس بعض مما جاء في كلمات الرئيس السابق صالح الذي تحدث فيها عن اطراف الشرعية الحالية وهولايحتاج الى تعليق حيث قال صالح حرفيا مايلي "لاتوجد قضيه يمنيه يمنية احنا اتركونا واحنا عنسد :لاتخافوا عنسد احنا وبن دغر وعنسد احنا والدنبوع عنسد احنا وعلي محسن لاتخافوا هم بضاعتي وخبزي وعجيني افهموا افهموا مارضيتوا تقراوا ولا قريتوا مابين السطور ,افهموا هولاء بضاعه صالح وهولاء بضاعه عفاش ايش تشتو ؟انا انا لاتخيل لهم بارق ويركنوكم يحلبوكم ومايعفعلوا لكم شئي ,والله مايدوها شبر لافي نهم لا في صرواح ولا في ميدي ولا في الجوف ولا في الصلو ولا في الضالع ولا في شبوه ولا بيدوها شبر هم عارفين هم مقتنعين مايشتوش يتحركوا لانهم يشتوا يحلبوكم لأنه لو قد تحركوا وحققوا انتصارات خلاص ماعد فيه من وين عيحلبوكم فهم جالسين من اجل الزلط يحلبوكم "انتهى الاقتباس كلمات الرئيس السابق عفاش واضحه قاطعه الا تكفي لتكون مرجعيه جنوبيه نتفق عليها ؟,لقد افصح لنا عفاش مايدركه كل جنوبي ,لكن من المؤسف ان لاتدركه بعض القوى الجنوبية الذي لاتزال تحلم بالماضي العفاشي البائد . انه من المؤسف ان دول التحالف لم تستطيع فهم هولاء الذي وصفهم الرئيس السابق صالح بانهم بضاعتي وخبزي وعجيني . الى متى ستظل حاله الاستحمار والاستغفال عن رؤيه الحقائق والوقائع الساطعة ؟والذي يدفع ثمنها شعب الجنوب معاناه وعذابات يوميه . ان كلام الرئيس عفاش هو رساله الى كل جنوبي ,لمن لايزال يشكك فيما يجرى من حولنا من احداث وتطورات في انها معركه تاريخيه وطنيه تحرريه , يقودها المجلس الانتقالي بقواه الوطنية ,وبين قوى الاحتلال بمسمياتها القديمة الجديدة والذي شخصها لنا الرئيس عفاش وبدون رتوش او ديكورات تجميل . انها الحقيقة الذي لايريد البعض الاعتراف بها .وهي ان الصراع المحتدم في الجنوب هو .بين طريقين لاثالث لهما ,اما مع الجنوب الحر المستقل ؟اما مع عوده الجنوب الى زمن الاحتلال البغيض بغض النظر عن العناوين والمسميات اللازمة له .