التسريبات للمسودة المبادرة الاخيرة تكشف انها فصلت بصفات ومواصفات ومقاسات شمالية إذا كتب لها النجاح، سيبتلع الجنوب، وستدخل اليمن والمنطقة في صراعات ستأكل الأخضر واليابس ولن تنعم المنطقة بالأمن والاستقرار لأن الجنوب الضامن لأمن وأمان المنطقة من التمدد الشيعي الفارسي المدعوم امريكيا وغربياً قد ابتلع قبلها وسيأتي الدور عليها وقد سبق ونبهت لهذا في عدة مقالات، إن أمن الجنوب من أمن السعودية والمنطقة. هذه المبادرة الجديدة المسربة ولا أعرف لماذا سربت، هل ليرفضها الجنوب؟ أو ليفرض عليها تعديل على اعتبار أنه المنتصر أو لأن رئيس مجلس الرئاسة جنوبي، أو لأسباب أخرى. من هي القوى السياسية التي تفاوضت بل وتوافقت على هذه الصيغة، للمبادرة المسربة هي بالتأكيد قوى شمالية انقلابية في صنعاء (حوثية – مؤتمرية) وشرعية في الرياض ومأرب (إصلاح – مؤتمر – ناصري) هذه القوى الشمالية تفاوضت وتوافقت مع نفسها وخرجت بهذه الصيغة، مع العلم أن هذه القوى مجتمعة لا تمثل إلا طرف واحد، هو الطرف الشمالي (المهزوم) في هذه الحرب بدليل إن عدن لا يوجد فيها عسكري واحد شمالي بسلاحه في نقطة لحفظ أمن الاحتلال. ونستعرض بشكل سريع بعض النقاط لابتلاع، بل وهضم الجنوب أرض وإنسان. 1- مجلس الرئاسة يتكون من خمسة أعضاء، يعني ثلاثة شماليين مع الوحدة، مقابل واحد مع فك الارتباط، وقد يكون (الاجراء الحتمي الذي لا يكتمل الاتفاق إلا به) جنوبي لكنه من دعاة الوحدة أو حتى من دعاة فك الارتباط وهذا مستبعد تماماً يعني أن مجلس الرئاسة المكون من خمسة أعضاء اربعة اعضاء مع الوحدة ضد عضو مع فك الارتباط، حتى لو كان هذا العضو رئيس مجلس الرئاسة (سيبتلع الجنوب). 2- بعد دمج مجلس النواب والشورى يضاف نصف عددهم أي الثلث وإن كان هذا الثلث المضاف كله حراك جنوبي، وهذا مستحيل، لأن الحوثيين يريدون نسبتهم في التمثيل يعني 80% لقوى الشمال (الجنوب سيبتلع). 3- الحكومة تتكون من 25 حقيبة إضافة إلى رئيس الوزراء، خمس حقائب للحراك مقابل 15 حقيبة من دعاة الوحدة (قضي على الجنوب). 4- اعتماد الدوائر الانتخابية الاخيرة يعني للجنوب أقل من الربع، الدوائر الانتخابية مقارنة مع الشمال (انتهى أمر الجنوب). 5- اعتماد السجل الانتخابي الاخير وطبعاً كلنا نعرف أن السجلات الانتخابية ملعوب بها من أول انتخابات برلمانية بعد الحرب 94 واحتلال الجنوب ويعني هذا حتى أقل من الربع للجنوبيين حسب الدوائر المعتمدة، لن نحصل عليها في التمثيل البرلماني أي (لا تقوم للجنوب قائمة). 6- الطامة الكبرى هو سحب السلاح من المقاومة الجنوبية أو بمعنى ادق من الجنوبيين علماً بأن قرار 2216 عدل وفق مواصفات القوى الشمالية، الحوثي – الاصلاح – المؤتمر ، علماً بأن الاسلحة التي ستسحب ستسلم للمنطقة الاولى التابعة للأحمر ،، على اعتبار أنها محايدة ولم تشرك في الحرب، وهنا لن يبتلع الجنوب وحسب، بل (سيهضم). أين قانون الاممالمتحدة الذي يكفل للشعوب حق تقرير مصيرها؟ أين الجنوب المنتصر من هذه المبادرة؟ معلوم أن المنتصر في الحرب هو من يفرض شروطه وليس العكس! المنتصر هو من يكتب التاريخ... ونحن المنتصرون المتواجدون على الأرض. ولنفترض حسن نية في تسريب المبادرة وهو التعديل فيها لخلق توازن شمالي جنوبي مؤقت، لحين فك الارتباط، أقترح الآتي:- 1- الضغط على الشريعة للمشاركة في الفريق المكون من 4 لجان بنسبة عالية تليق بدور الجنوب، لتصديه وافشاله المشروع الفارسي (المد الشيعي). 2- تشكيل لجنة خامسة بنسب متساوية 50% لقوى الشمال شرعية وانقلابية، و50% للجنوبيين لإتمام ما تبقى من فك الارتباط، بين الدولتين على ان تستمر الدولتين بدولة اتحادية مزمنة لسنتين، مكونة من 3 اقاليم، اقليم جنوبي ، واقليمين شماليين اقليم سني واقليم شيعي، ويمكن أن تكون عاصمة الاقليمين (تعز) ولو مؤقتاً. وقبل هذا كله يجب على الجنوبيين الحفاظ على المكتسبات التي تحققت وسرعة العمل على الآتي: 1- افتتاح قناة تلفزيونية جنوبية في عدن لأهمية الاعلام وحفاظاً على التوازنات الاعلامية مع اعداء الجنوب. 2- تحرير المناطق المتبقية من الاحتلال، (كرش، مكيراس، بيحان). 3- تطهير شبوة وحضرموت من التواجد العسكري من الشرعية الشمالية أو هكذا تسمي نفسها، وتحجيم نفوذها في الجنوب عامة. 4- استدعاء الجيش الجنوبي وتفعيل دورة في الحفاظ على المكتسبات الجنوبية وسرعة دمج المقاومة، الجنوبية في الجيش الجنوبي.