عندما تحرر الجنوب في العام 2015 من الغزو الحوثي العفاشي، كان بإمكان الحكومة الشرعية تفادي كل هذه الأزمات التي تحدث اليوم، وتطبيع الحياة في الجنوب المحرر مجدداً، من خلال توفير الخدمات، وعدم ممارستها للفساد، لكنها أصرت على ممارستها للفساد وأقدمت على اكل الأخضر واليابس، ولم تترك مجالاً او فرصة واحدة أمام الشعب الذي خرج من الحرب، على أمل أن يلقى رعاية وينعم بعيشٍ كريم لكنه خرج من الحرب إلى الجوع والتعذيب. لم تكن الشرعية صادقة بإدارة شؤون الجنوب، ومارست المحسوبية والإرتزاق، والعداء للشعب الجنوبي، بحجة أنه إنفصالي، وجرعته الآلام بالأزمات المفتعلة كالكهرباء، والمياه، وقطع المرتبات، وإنعدام المشتقات النفطية، وإرتفاع الأسعار وإنهيار الريال اليمني أمام العُملات الأجنبية.
عرقلت أذرع الإخوان، في الشرعية ملف الخدمات في محافظة عدن، عندما كان اللواء الزُبيدي محافظا لها، بهدف إفشاله وإظهاره بأنه عاجز كما تفعل الآن في محافظة حضرموت بالبحسني، وفعلا حققت غايتها، ثم أقالته، لكنها وقعت في صدام آخر وخطأ لم يكن بحسبانها، وهو تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي أصبح بمثابة كابوس لها، رغم عجزه وعدم تحقيقه أياً من الأهداف التي صرح بها في البيانات التي يصدرها.
لم تكن الشرعية أمام أي صدامات ولا معارضات بعد الحرب، وكان الجميع آمل فيها الخير، لكنها عرقلت نفسها بنفسها، وإلا لكان الجنوب الآن أفضل من ذي قبل في ملف الخدمات، وإقالة مدير أمن عدن شلال شائع التي تتردد هذه الأيام، إن صحت ستكون هي الأخرى كارثة عليها، وعليها تحمل نتائج وتبعات القرار،.