قبل أيام سمعنا الرئيس السابق علي صالح يقول: علي محسن وبن دغر أعرفهم وهم بضاعتي وخبزي والعجين.. وما قاله علي صالح إنما هو صادق وهو كذوب. فالجنرال علي محسن.. عرفناه ليس بعيداً عن بيت علي صالح ومن نفس البيئة ونفس التربية والثقافة وهو من أكابر منظومة صالح التي هيمنت على اليمن طائفياً سلطة وثروة فخرج منها صالح بسبعين مليار دولار فماذا يا ترى خرج منها الجنرال ؟؟؟ عرفنا الجنرال أنه كان اليد الطولى لعلي صالح في حربه على الجنوب وقد كانت حرب تجارة رابحة فيها مكسب وليس فيها خسارة. واليوم يقود الجنرال حرب تحرير الشمال فهل تحولت إلى حرب تجارة فيها مكسب وليس فيها خسارة ؟؟؟ حرب كر وفر من تبة إلى تبة ولا تتعدى ذلك. مواقع تتحرر من الحوثي ثم تُباع إليه بأبخس الأثمان. حرب نشاهد فيها سلاح الشرعية سليماً بيد الإنقلابيين وفي ميادين الإستعراض. حرب معلقة لا يبدوا فيها حسم عسكري ولا حسم سياسي طالما الصراف يصرف.
أما بن دغر فقد أثبت وبجدارة أنه من بضاعة ومنظومة علي صالح الفاسدة ومن نفس الطينة والعجينة حتى قبل أن يقولها صالح. بن دغر كان له تاريخ مقزز أيام الإشتراكي .. وفجأة رأيناه في أحضان علي صالح فاحتضنه وبشدة حتى أنك لا ترى علي صالح وبن دغر في صورة واحدة إلاَ وهما حاضن ومحضون.
وكما فعل علي صالح بالجنوب من دمار فعله بن دغر دماراً بل وزاد عليه. لا تسألوا عن الدسائس والمؤامرات والفتن والتحريض والكراهية التي شغل الرجل بها نفسه ليل نهار. ولا تسألوا عن الكهرباء والماء والتعليم والصحة والمجاري والديزل والبترول والرواتب والسيولة والغلاء التي أهلك بها أهل عدن حتى أنك تراهم سكارى وما هم بسكارى ولكن حقد الرجل عليهم شديد.
ما كان بن دغر في الجنوب غير أنه فاشل فاسد وحامل مشعل.. فلا تسألوا عن المؤسسات المالية والنقدية المنهارة ولا تسألوا عن البنك المركزي الفاشل ولا عن إيراد نفط حضرموت وغيره من الإيرادات ولا تسألوا عن مساعدات الإعمار والسيولة المفقودة بالمليارات ولا عن تهريب النفط والمال .. ولا ولا ولا.
تلك هي ما نراها اليوم شرعية هادي وبضاعته وقد كانت هي نفسها شرعية علي صالح وبضاعته. ما يقارب ثلاث سنوات والجنوب محرراً تحت سلطة الشرعية وما زادوه إلاَ دماراً وهلاكاً وفساداً وضياع.. والتحالف العربي لا يهمه في ذلك من شيء غير أنه يقاتل وبشراسة دعماً للشرعية. فهل هي سياسة أم هي انتكاسة أم هي من علامات الساعة ؟