قبل ثورة 26 سبتمبر 1962م كانت اليمن (ملكية) يحكمها (إمام) وكانت منغلقة ومتخلفة.. ومن فضائل إمامها (العدل) وما علمنا أن إمامهم كان يملك (70 مليار دولار) كتلك التي يملكها علي صالح ولو بمقياس زمانهم. بعد ثورة 26 سبتمبر تعرضت الثورة لإنتكاسة من دسائس ومؤامرات ثم إغتيالات لرجالها الشرفاء كان آخرهم إبراهيم الحمدي. بعدها جاء علي عبدالله صالح أختطف الثورة وأختطف الجمهورية وأسس لنفسه (الجمهورية الثانية) من طراز فريد تحت هيمنة منظومة حكم فاسدة من العائلة والجنرالات والمشايخ والفبيلة الطائفية غير إنه عملها تحت إسم النظام الجمهوري بعد أن أختلق لنفسه دستور مفبرك وانتخابات مزورة وبرلمان قبلي وحكومة من ذات منظومته الفاسدة وأسس أحزاب من نفس الطينة وأحزاب مثل العجينة فزادت منظومته فساداً وإفساداً تغيرت مفاهيم وتقاليد وثقافات فلا نظام ولا قانون والعرف القبلي بقيمه الإنسانية والإجتماعية أفسدوه ، أفسدوا نفوس وأفسدوا عقول وأخلاق وذمم وضمائر وكل شيء عندهم صار مباحاً من أجل السلطة والمال.. وما عرفنا أن الإمام يحي وأولاده كانوا يملكون (70 مليار دولار) ولو بمقياس ذلك الزمان كتلك التي يملكها رئيس الجمهورية الثانية أو كتلك الثروات الهائلة التي لا تزال في قبضة شركاء منظومته الفاسدة بكل مسمياتها (إنقلابية) أو ( شرعية) وما سمعنا يوماً أحدهم يقول هذا حرام يا علي صالح.
ليس من أجل الجمهورية وليس من أجل ثورة 26 سبتمبر وليس من أجل بلد غارق في الفساد وليس من أجل شعب مظلوم مقهور وجائع وإنما من أجل السلطة والمال أختلفت العائلة وأحتدم الصراع في عام 2011م بين فروع العائلة المالكة منهم من يريد أن يخلُف ومنهم من يريد أن يورث فتوسعت الأطماع وبرزت الضغائن وسقط علي عبدالله صالح وأنقسمت معه منظومته الفاسدة وانتفض الحوثي مغاضباً وانتشر محارباً فمنهم من رحل هارباً ومنهم من تقدم إليه مصافحاً ومباركاً.
ساد الهرج والمرج وتضاربت المصالح وبقي علي صالح في صنعاء رئيساً مخلوعاً لجمهوريته الثانية متحالفاً مع الحوثي وصار هادي رئيساً شرعياً (لجمهوريته الثالثة) عاجزة عن تحرير الشمال وتزيد الجنوب المحرر تدميراً فخسرت الإثنان.
(جمهورية ثالثة) رئيسها في الرياض ونائبه في مأرب ورئيس حكومته في (معاشق) أما الوزراء فهم نازحون في بلاد العالم.
(جمهورية ثالثة) بلا أرض وبلا شعب كذلك الذي نراه في ميدان السبعين لا عاصمة ولا مؤسسات ولا خدمات ولا برلمان ولا قضاء ولا شرطة والبنك المركزي يترنح ومواردها تُنهب رسمياً وشرعياً.. وما نرى غير أن البلاد قد وقعت في المجهول لا مكان فيها لدولة ملكية كانت أو جمهورية إنقلابية كانت أو شرعية ولا تسألوا عن (تعز) وهي غارقة في الفوضى والعصابات والولاءات والمليشيات وأُمراء الحرب وتجار الحرب والنهب والجبايات والناس بلا رواتب ولا معاشات.. فأين تذهبون ؟