يسألني الكثير ممن يعرفوني لماذا لم أعد اكتب أو لماذا قلت كتاباتي؟! الحقيقة ليس هناك خوفا يمنعني و لا تهديد و لا شئ من هذا القبيل رغم وجود بعض النصائح الحادة التي أخذت نوع من التوبيخ الشديد من قبل بعض الشخصيات، قد يفهمها البعض بأنها تهديد مبطن.. و لم امتنع عن الكتابة أيضا بسبب القلق المبالغ من قبل الأحباب، لسبب بسيط أن كتاباتي عامة و صديقة و باردة التأثير لاتستهدف شخصيات بأسمائهم و لا حتى بالإشارة إليهم إذا ما إستثنيت عدونا الذي تجرأ و إستباح الحبيبة عدن و همم بها دينا و عرضا و ارضا.. و لا أعتقد أن مقالاتي تمتلك شعبية و لست شخصية معروفة ذات تأثير إلى درجة يكترث لها أولئك الفاسدين، كما أن متابعيني بالفيس لا يتجاوزون العشرات.. الفاسدون لديهم مايكفيهم و يشغلهم من شخصيات مؤثرة مخيفة إن كتبت مقال ترى عداد المتابعة يفوق سرعة الصاروخ في الثانية... يستنفذون جل تركيزهم على اولئك الأشخاص الذين يملكون المصادر و يحركون السلاحف، يعرفون منابع نتن فسادهم و مكأمن ضعفهم، يعرفون أقنعتهم بأشكالها و ألوانها، و يعرفون أين يخفون وجوههم القبيحة الحقيقية و متى ينزعون تلك الأقنعة... هم لا يخشون أمثالي فانا لا أملك إلا ما اشعر به و ليس لدي المعلومات المدعومة ب الأدلة التي لدى أولئك الذين يملكون أقلام إن جروها مرة واحدة دمرتهم و جعلتهم يترنحون من فوق عروش فسادهم.. اذا فإن ما يعيقني عن الكتابة و ليس منعي عنها هو أني مثل عامة الناس، اهدرنا كل وقتنا في وضع ثقتنا بمن كنا نضع عليهم الآمال فاضمحلت و تلاشت و أصبحنا نعيش الصدمة و جفاف المصادر و البيئة التي كنت أتزود منها كلمات الحماس و عبارات الإمتنان في مقالاتي.. إنتهى أملي في ناس وضعت فيهم ثقتي و كنت ارأهم أنقياء يعملون بإخلاص لإجل عدن،، و هي بوصلة كل مشاعري،، من ما أصابها و تطبيب جراحها.. و للأسف مثل حال الكثير الذين تبدلت ارآهم و خفت حماسهم لم أعد أثق بمصداقية أي فصيل موجود على سطح أرض عدن او خارجها يسعى بجد ليعيد لها و لأهلها إبتسامتهم.. مصالحهم الشخصية أضعفتهم و هزمت روح الكثير منهم،،،، كبرت كروشهم و تضخمت أجسامهم و توردت وجوههم و ظهر عفن الفساد على سطح حركاتهم و سكناتهم.. سنتان و نصف و تجاوزت إلى الثلاث، و الأوضاع تزداد سوء إلى سوء و هم لا يجيدون إلا الكلام و الثرثرة و الرقص على ألآمنا و صرف الوعود التي لا تغني و لا تسمن من جوع، لا يجيدون إلا التخوين و إلقاء التهم على غيرهم.. جميعهم يبلغون إلى تلك المراحل حيث بريق المال ثم يسلكون نفس الطريق كل بأسلوبه و لكنهم يسيرون بنفس الآلية و كأنهم ريبوتات مبرمجة على نفس البرنامج، برنامج الفساد... لا ترى منهم إلا دأبهم على برامج سفريات مكوكية بين المناطق او بين عواصم العالم، مؤتمرات، حشود، مقابلات، تصوير، افلام الأكشن البوليسية و الإثارة الهوليودية و البوليودية... يحيطون انفسهم بأرتال من الحرس و الحشم.. يتطاولون في العمران.. يكثرون من العقارات.. يقتنون السيارات الفارهة.. يكنزون ثروات أفلاطونية.. لايفكرون إلا بأنفسهم و ذويهم و المقربين و التابعين و المطبلين و المنافقين، بينما الأوضاع التي تخص عامة الناس تهرول إلى الهاوية السحيقة فلا ترى في وجوههم حمرة خجل و لا نظرة أسى.. لا يحرك الجوع المنتشر كالسرطان يأكل في أجساد اهالي عدن إلا شهيتهم لمزيد من الأفكار في استغلالها لجني المزيد من الثروات، لا يفكرون بطوابير الأجساد النحيلة المحرقة من أشعة الشمس إنتظارا لسراب الرواتب في أيام جنائزية حزينة إلا في كيف يستغلونها و ذرف دموع التماسيح لتحقيق نصر سياسي على الخصوم.. لا يهمهم لهثنا وراء الخدمات الضرورية و المستلزمات المنزلية إلا لإلقاء اللوم على كائنات أخرى غيرهم.. لا يزعجهم طلابنا الذين يذهبون الى مدارس أصبحت و كأنها أماكن تجمعات شباب لاغير بدون فائدة علمية... لا يخيفهم و لا يأتالمون و لا يكترثون لعلماء دين تنزفهم عدن بشكل مخيف و لا لمصلون يذهبون إلى المساجد ليصلون الفجر و كأنهم يذهبون الى أرض معركة يحيق بها الموت من كل جانب، يسقط فيها منا الضحية، لا يعلم هو و لا من بقوا أحياء لها سر... حتى القاتل نفسه ينفذ دون أن يشعر بالذنب لماذا يخطف روح هذه الضحية و يحرم أطفاله و أسرته من حبيبهم ربما فقير و مسكين لا يهدد او يضر في حياته أحد! نعيش مع سؤال و حيرة لماذا يقتلوننا مالذي جنيناه غير جوعنا و حياتنا التعيسة لماذا يخافون من أنفاسنا الواهنة و هي كل ما نملك إلى هذا الحد؟! المشهد أصبح واضحا، الفاسدون قسموا مدينتنا و ثرواتها إلى مربعات بينهم برزخ و لكنهم يبغيان، و ان بغوا إختصموا و ان إختصموا تقاتلوا و لكن ليس فيما بينهم و و لا بإلحاق الأذى فب بعضهم بل يتقاتلون بنا نحن.. يقطعوا علينا الكهرباء و البترول و الحياة... للمزايدين نقول ان زهرة المدائن عدن تغرق في ظلام دامس لفترات طويلة..فما هب الحلول الذي قام به أي طرف علشان تطبلون اه؟! قولوا للمنافقين الدولار وصل إلى الخمسمائة ريال ايش التصعيد الذي لطالما اوجعتوا دماغنا فيه؟ قولوا لهم خافوا الله الذي مرجعنا جميعا إلى بين يديه كيف تشوفوا البنزين الذي يجف من المحطات و خزانات سياراتنا بينما انتم تجوبون الوطن بمئات الأطقم مع خزانات البنزين فل و صهاريج الديزل على ظهر سيارات تمشي خلفكم لتزودكم به حين الحاجة... عدن تعاني و اهلها يموتون و انتم لا تجيدون إلا حشد كل طرف إعلامه و يحمل مسؤلية قتلنا الأخر..ليس للدفاع عنا بل إستخدام رخيص في حرب إعلامية عبثية لكسب مزيد من النقاط ضد الخصم.. و هكذا أصبحنا حلبة المصارعة التي يصفون بها حساباتهم دون أن يضر أحدهم الآخر... فنحن من نجوع و نشقى و نموت و نعرى! سنبقى على موقفنا نحمل المسؤلية جميع القوى المؤثرة الموجودة في عدن و لم تحرك ساكنا، و حتى تتغير الأحوال و تصحوا الضمائر و يغزو القلوب الخوف من الله، الذي غاب عنها فتعنترت البلطجة.. أما الآن و بعد قرابة الثلاث سنوات لاشئ نراه غير أطلال و بوم و غراب ينعقان على مزيد من الخراب..... و لا نرى الا إستغلال لأوجاعنا و كل تفاهة ردود الأفعال الواضحة أمامكم.. فعن ماذا تريدونني أن أكتب؟! حسبنا الله و نعم الوكيل!!