قدم المفلحي إستقالته للرئيس هادي مع شرح مفصل يثبت تورط حكومة بن دغر بعمليات فساد يندى لها الجبين.. رسالة المفلحي التي قدم فيها استقالته بعد ان طفح به الكيل رمى فيها الكرة الى ملعب الرئيس هادي الذي من المنتظر ان يرد عليها خلال الساعات القليلة القادمة .. طبعا و وفق الاعراف السائدة في مثل هذه الظروف لن يقبل الرئيس استقاله المفلحي لانه ببساطه اذا فكر بقبولها فهو يضع نفسه في زاوية الاتهام والشراكة مع الحكومة في عمليات الفساد وعلى ذلك سيكون مضطرا لرفضها والنظر في حلول او اجراءات تعيد تصحيح الامور.. السؤال الذي يفرض نفسه الان ماهي المعالجات الممكن ان يقدم عليها ويمكن ان تجعل الفلحي يعد عن قراره بالاستقالة؟ اقل ما يمكن ان يطرحه الرئيس او يعد به هو اجراء اصلاحات وزارية في الحكومة عبر اجراء تعديل وزاري في بعض الوزارات ولكن هل نستطيع ان نقول ان هذه الاجراءات ممكن ان تحل المشكلة ؟... طبعا الحديث عن اصلاحات وزاريه او تعديل وزاري يشمل بعض الوزارات لن يحل المشكلة ولن يكون كافي لعدول المحافظ المفلحي عن قراره والعودة لممارسه عمله كمحافظ لعدن وذلك لسبب بسيط وهو ان المفلحي في رسالته التي قدمها للرئيس لم يشر الى وزراء بعينهم او لمجموعة منهم بل خص بالذكر رئيس الوزراء احمد عبيد بن دغر والذي وصفه بانه اختطف الماء من افواه الناس وحجب الضوء عن عيونهم.. لن يعدل المحافظ عن قراره اذا ما قرر الرئيس هادي اجراء اصلاحات وتعديلات وزاريه مع الابقاء على رئيسها بن دغر المتهم الاكبر والابرز في دعم الفساد ومنظومته ولن يكون من المنطق ان يعاود المحافظ العمل من جديد في منظومة الدولة مع رئيس حكومة اتهمه المحافظ بالفساد بشكل علني في رسالة الاستقالة.. استقالة المحافظ هي قنبلة مدوية للجميع وستكون انعكاساتها كبيرة من يتمعن في فحوى ومضمون الرسالة سيجد ان المحافظ وضع الرئيس امام خياران لا ثالث لهما فأما ترحل الحكومة برئيسها واما يرحل المحافظ ولا مكان للحلول الوسطية... للامانه وفي مثل كهذا مواقف لا نستطيع الا ان نثمن ونجل للمحافظ هذه المواقف الوطنية التي تنم عن معدن اصيل للرجل... سنترقب الساعة القليلة القادمة وسنكون في انتظار ما يمكن ان تفرزه هذه النقبلة المدوية التي اطلقها المحافظ عبدالعزيز المفلحي وكيف سيتعامل الرئيس هادي معها ؟...