أتحفنا بن دغر قبل أيام وهو يتحدث عن الواقعية السياسية ليعيد إلى الأذهان ويذكرنا بالسياسيين الأكثر كذبا وما أكثرهم اليوم والذين لا يتورعون في احتقار وعي الشعوب ضانين أن الجماهير مثلهم في التبدل ويرضون بالإهانة فنرى كثرة هرطقاتهم وشرور فتنهم ونستطيع القول ان هؤلاء فقراء سياسة وفقراء اخلاق وقيم فما بالهم ستخنقهم وسيقون في فخهم وشر اعمالهم. يتحدثون عن الحرية وعدم الاقصاء ويمارسون الاقصاء والتهميش في نفس الوقت بدليل ان ابن دغر يطلب من قيادات محافظة عدنوالمحافظات الجنوبية الاخرى ترك السياسة والانشغال بالأمور الادارية والخدمية الاجتماعية وكأنه يقول اتركوا علي محسن الاحمر واليدومي وعبد الوهاب الانسي يفكرون نيابة عنكم وهذا في حد ذاته اهانه واستخفاف بالقيادات المحلية في المحافظات الجنوبية ... اضافة الى ان ذلك اشترط واضح ومسبق يا ناي تحسن في المحافظات الجنوبية لن يحصل الا بتقديم تنازلات مصيرية من قبل الجنوبيين وهذا مايطبق عليه قول الشاعر :- خرج الثعلب يوما في ثياب الواعظين فمشى في الارض يهدي ويسب الماكرين يدرك الكل ان المرحلة الحالية هي مرحلة طرح المشاريع السياسية لمستقبل اليمن والجنوب العربي ويبدو ان رئيس الحكومة يريد من الجنوبيين وقواهم السياسي هان تكون مثل (شاهد ماشافش حاجة) وهذا هو الخزي والعار بعينه. يجب ان يعرف الجنوبيون ماهي الضمانات المستقبليه لطموحات وآمال تطلعات الشعب الجنوبي في مختلف المحطات والمحافل وان يكونوا اصحاب الرأي والمشورة في شؤونهم وقضاياهم لا ان يكونوا مهيئين اصابعهم ليبصموا على مشاريع الاخرين اعداء الامس اعداء اليوم فالجنوب ليس جنازة يدفنونها متى شاءوا ويضعونها في ثلاجة التبريد مترى ارادوا وينافقون ويزايدون بها وعليها عندما يحلولهم ذلك وهذا يظهر بوضوح عندما يطلب من القيادات الجنوبية النأي بنفسها عن شأنها الاساسي من خلال تغزيم مفهوم العيش الكريم من ماء وكهرباء وماكل وكأن هناك بهائم فقط تعيش على ارض الجنوب متناسين ان الحياة قيم ومفاهيم وسلوك وكرامة وعزة وإباء. وهنا ينبغي على الحكومة ان تضع نصب اعينها مايجري في الجنوب من نضالات وتضحيات وطموحات لا ان تنظر فقط الى هواجس ورغبات ومشاريع الاخران المفلسين والقوى اليمنية الاخرى المعادي للجنوب وشعب الجنوب وبيت القصيد في هذا الجانب يجب ان تفهمه اطراف التحالف العربي واللبيب من الاشارة يفهم. ويظهر جليا من الممارسات الرسميه للحكومة التي تتنافى مع مهمتها الاساسية في المحافظات الجنوبية المحررة ولايحتاج اكتشافها لجهد كبير فهي تتحدث عن نفسها فمنذ وصول حكومة معاشيق الى عدن ظهرت المخاوف الكبيرة والتفجيرات والجرائم البشعة في عدن بالذات وهذا يطرح اكثر من استفهام وهل يعني ذلك استخدام سياسية العصا والجزرة؟!!!. والحقيقة تفرض نفسها بان من يتجاهل او يجهل الوقائع والحقائق على ارض الجنوب فان عليه ان يتمحص ويدقق جيدا فيما يجري على الساحة الجنوبية وعلى هؤلاء المتجاهلين ان لاينسوا تاريخهم البعيد والقريب المخزي لان من يتجاهل او يجهل تاريخه لن يدرك ويعي تاريخ الاخرين وان النصر دائما للحق وللشعوب البطلة التي تجيد فن المواجهة.