هذه الكلمة من اشهر كلمات صالح قبل مماته ، كلمة قالها وهو منتشي وحوله مايقارب المئات من قيادات المؤتمر ومشائخ القبائل في صنعاء ومن حولها ، هدد صالح كل من سيفكر بالعبث بصنعاء ويحاول الهرب انه سيتم محاسبته - في إشارة لمليشيات الحوثي - وسط تصفيق حار وإشادة بما قاله من الحاضرين ، والحقيقة ان الكل توقع ان صالح عاد إلى رشده وسيصلح غلطته وسيطهر صنعاء من المليشيات الحوثية المدعومة من إيران ، الا ان بعدها باسابيع سُحل صالح ورفاقه وتم التمثيل بهم دون ضجيج او حتى إدانة او استنكار من قبل رفقاء النهب والسلب وقبائل الطوق، بل البعض منهم هرب والبعض الاخر بايع المليشيات. الوضع اليوم في صنعاء صار مخيف جدا ، فصنعاء التي كنا نتغنى بتلونها وتنوعها ونشيد بهما ، صارت مظلمة ويسودها اللون الاسود ، فالاختلاف وتعدد الاراء ورحابة الصدر الذي تتميز بها صنعاء لم يعد موجود ابداً ، المؤسف اليوم ان في صنعاء لا صوت يعلو فوق صوت السيد ومليشياته . الحقيقة اليوم ان صنعاء تغيرت كثيراً ، فلم تعد صنعاء ذات الصدر الرحب المتقبله للجميع ، صنعاء التي احضنت الامامة والجمهورية والاحزاب السياسية و منها الدينية وتعايشت مع كل الاديان والمذاهب والطوائف ، في الواقع ادركت ان الوضع مخيف - ومختلف جدا عن كل الاحداث - في صنعاء عندما تواصلت مع احد الاصدقاء هناك ، فصديقي الذي استمتع بنقاشه الطويل - والذي غالبا ماينتهي الا عندما يغلب احدنا النعاس - رغم اختلافنا ، صار متحفظ جدا ولم يجاوب على اي استفسار مني الا ماتعلق بكيف صحته . الخوف الحقيقي اليوم ليس من مقتل من صنعه منذُ بدايته وانما في التحول المخيف الذي - لاول مرة - تعيشه صنعاء ومحاولة تصديره لباقي المحافظات ، فالميلشيات اليوم تسحل وتقتل حلفائها وكل من اختلفت معهم بالتوجهات السياسية .