تشهد معركة تحرير صنعاء من أيدي المتمرّدين الحوثيين تطوّرات متسارعة، حيث يجري التقدّم بشكل متزامن على عدّة محاور ما ساهم في تشتيت جهود الميليشيات الحوثية، بينما تقترب تشكيلات الجيش من نطاق المدينة. وبدأ خطّ يفصل المدينة بشكل كامل عن المناطق الجنوبية في التشكّل ممتداً من محافظة شبوة بالجنوب الشرقي التي استعيدت آخر مناطقها من أيدي الحوثيين، باتجاه الغرب حيث تعز والحديدة حيث استعادت القوات الموالية للحكومة الشرعية بدعم كبير من قوات التحالف العربي مؤخراً مدينة الخوخة. وأكدت مصادر قبلية وإعلامية، انضمام شيخ قبلي بارز مع قبيلته في إحدى مناطق مديرية نهم شرق صنعاء، إلى الجيش الموالي للشرعية، وإعلانه القتال ضد ميليشيات الحوثي الانقلابية. وأفادت المصادر أن الشيخ أحمد الشليف، وهو أحد مشايخ نهم (من قبائل طوق صنعاء)، أعلن انضمامه للشرعية، ودعا جميع أبناء قبيلته لقتال ميليشيات الحوثي. وأوضحت المصادر أن الشيخ الشليف ومقاتليه قد طهروا منطقة الشليف بالكامل في مديرية نهم من ميليشيات الحوثي الإرهابية، وأسروا عددا منهم. وأشارت إلى أن الشليف وهو عضو اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام (جناح الرئيس الراحل علي عبدالله صالح)، دعا كل أبناء القبيلة لقتال الحوثيين، وإهدار دم أي شخص من القبيلة يكون في صفوفهم.
وجاء هذا الإعلان على وقع تهاوي ميليشيات الحوثي المتسارع في جبهة نهم شرق وجبهات القتال الأخرى، وأفادت مصادر ميدانية يمنية، بأن قوات الجيش الوطني شنت هجوماً كبيراً ومباغتاً بالمدفعية الثقيلة على مواقع الميليشيات المتبقية في مديرية نهم. وبحسب شهود عيان فإن أصوات الانفجارات سمعت في مناطق أرحب وهمدان وعيال سريح. ويأتي الهجوم بمساندة طيران التحالف الذي قصف مواقع وتعزيزات الحوثيين في مناطق متفرقة في مديرية نهم.
وأكدت المصادر أن الجيش وضع يده على مجموعة من الوثائق المهمة والمعلومات القيمة من الأسرى في بيحان في محافظة شبوة وهي ما وصفت بكنز معلوماتي يوضح أماكن تواجد الألغام والقناصة وأماكن وجود الميليشيات الانقلابية سواء كان في محافظة شبوة أو غيرها من المحافظات. وقال الجيش إن المعلومات ستغير من استراتيجية ومسار المعركة.
وشنت مقاتلات التحالف غارات جوية على مواقع ميليشيات الحوثي الانقلابية بمحافظة البيضاء. وذكرت مصادر أن طيران التحالف استهدف بغاراته آليات عسكرية للميليشيات في مواقع الحمة والمطراش والمتار، بمديرية القريشية. وأسفرت الغارات عن تدمير آليات الميليشيات علاوة على تكبيدها خسائر في الأرواح. وذكرت مصادر متطابقة أن ميليشيات الحوثي الانقلابية بدأت سحب آلياتها العسكرية من محافظة البيضاء باتجاه محافظة ذمار. وكانت وحدات الشرعية اكتشفت في المنطقة السابعة مطلع الأسبوع الجاري، عددا من المقابر المخفية في المواقع التي كانت تسيطر عليها الميليشيات. وقال العميد عبد القادر مريط رئيس أركان المنطقة السابعة إن الجيش الوطني عثر على قبور لعناصر الميليشيات الانقلابية في عدد من المواقع المسيطر عليها من قبل الجيش الوطني مؤخراً دفنت بطرق مخفية حتى لا تنهار معنويات المقاتلين الجدد الذين يتم إرسالهم كتعزيز إلى تلك المواقع.
وقال العميد مريط إن (150) عنصراً من الميليشيات الحوثية سقطوا خلال هذا الأسبوع في جبهة نهم. بالإضافة إلى عشرات الجرحى أغلبهم سقطوا بفعل ضربات مقاتلات التحالف العربي ومدفعية الجيش الوطني.
وأضاف أن الجيش حرر عددا من المواقع الهامة والحاكمة لمنطقة البارق، مما رفع قدرة الجيش في التحكم بطرق إمدادات الميليشيات الحوثية الإيرانية، وتمكنت مدفعية الجيش من قتل وتدمير عدد من العناصر والآليات التابعة لها. وأكدت مصادر ميدانية أن ستة من عناصر الميليشيات الانقلابية سلموا أنفسهم للجيش الوطني بعد إعطائهم الأمان.
إلى ذلك، تمكنت قوات الجيش ووحدات المقاومة، من تحرير منطقة الصفراء آخر جيوب الميليشيات في مديرية عسيلان». وبذلك يصبح الخط الدولي الرابط بين شبوة ومأرب مفتوحا بالكامل . وكان قائد المنطقة العسكرية اللواء جبران، أعلن الاثنين أن محافظة شبوة تعد محررة بالكامل عدا بعض الجيوب التي يجري ملاحقتها.