في الطريق الى الصلو احدى مديريات محافظة تعز يبحث سائقي المركبات عن طرق غير التي دمرت والتي اغلقت بسبب الحرب، حتى يسهل وصول مئات المسافرين الى اسرهم ومحبيهم خصوصا في مناطق الصراع ، لكن السهولة لن تجد طريقها الى هؤلاء المسافرين فالمسافر الذي يريد الوصول الى الصلو يتكبد وجع تلك المسافات التي يقطعها. طرقً بعيدة جداً مترامية الأطراف ، نقاط تفتيش موزعة على طول الطريق تقوم بتفتيش ادق تفاصيل المسافر المنهك دون مراعات لسن او جنس فالجميع يجب ان يفتشوا وبدقه ، يمر المسافر عبر مناطق خاليه من الحركة لا يجد فيها ما يسد رمقه من ماء او مأكل وعليه التحمل حتى الوصول الذي لا يعلم متى يأتي. طريق الخَضره بفتح الحاء أكثر الطرق خطورة عن غيرها ويطلق عليها البعض بطريق الموت ، فهذه الطريق التي تصل بين الدمنة وجبال الصلو وقدس ، عرفها المسافر بعد أن دمرت طرق واغلقت اخرى بسبب النزاع التي تشهده مدينة تعز واريافها ، فتعتبر هذه الطريق الطويلة والبعيدة والوعرة جدا هيً الأسهل والأقرب حالياً لمديرية الصلو وبعض المناطق التابعة لمديرية قدس المحاذية لجبل الصلو، طريقَُ يسكنها الموت تماما تتسلقها الشياطين ليلاً ونهاراً جهاراً ، فيموت فيها المسافر خوفاً وجزعاً وخاصةً ذلك النقيل الذي تصعده السيارات تسلقاً اشبه بأحد سباق مغامرات التسلق لكن ابطالها هنا ليسو برياضيين وانما مواطنين مجبرون علئ خوض هذا السباق والمغامرة بارواحهم املاً بالوصول فائزين الئ قراهم ليتسلموا جوائزهم بلقاء ذويهم.
تروي ام مجد ( احدى نساء قرية في الصلو) حيث تقول انها منذ ان تتلقى اتصالاً من زوجها الذي يعمل في محافظة الحديدة يخبرها فيه انه راجع اليهم ، فانها تموت بعدد الدقائق التي يقطعها زوجها وصولا لها ولأطفالها ، يعمل والد مجد في احدى البقالات في مدينة الحديدة ، يعود لأطفاله بعد ايام من وجع الغربة ، ويصل اليهم بعد اكواما من المتاعب مثله مثل مئات العائدين لأسرهم وذويهم ، طرقُ بعيدة يحتويها الموت من كل جانب وحرب يدفع المواطن ضريبتها الكبيرة دون ان يبالي به احدُ من الأطراف المتحاربة فالمواطن هو الضحية وهو وحدة من يتجرع ما تترتب عليه هذه الحرب ، وقد يزداد الضحايا وتتضاعف المعاناة ان لم يكفُ المتصارعين عن القتال ، فمتى يا ترى ......!؟