قد يكون الانسان ناجح في تخصصه ومبدع ايضاً وهذه ميزة طيبة، ولكن عندما يجمع الشخص الكثير من المزايا والصفات الحميدة الى جانب القيادة كالحكمة وحب الاخرين ونقاء السريرة ونبل الاخلاق والقيم والاصلاح بين الناس فهذا كرم من الله وهِبة عظيمة خص به هذا الشخص بعينه .. إنني ومهما كتبت واستحضرت ذاكرتي للحديث عن القائد الراحل الحاضر في ضمائرنا ووجداننا العقيد/ علي محسن الحيدري "ابورعد" فلن نوفيه بشيء من حقه حتى وأن استحضرت المفردات ومرادفاتها من جميع معاجم اللغة فالحديث لا يعبر عن الموصوف كما يجب وكما تبتهل مخيلتي ويريد ذاتي .. انه وعلى الرغم من العمر القصير للعلاقة التي جمعتنا بالفقيد البطل والتي لاتتجاوز بضعة اشهر إلا انها أثمرت الكثير والكثير وجعلتنا نعرف عنه كل شيء طيب وجدير بالاشادة ، كان القائد البطل ابو "رعد" يمثل القائد الوحيد الذي تكاد الا توجد في وحدته العسكرية أي اشكاليات ولم ترفع لنا اي مشاكل اثناء قيادتنا للواء بارشيد انذاك بل اننا كنا بالاضافة إلى ذلك نستعين فيه لحل الكثير من القضايا والاشكاليات التي تطرأ على مستوى اللواء.. لقد كان حضوره المتميز بين زملائه من خلال اسلوبه الراقي وحكمته الواسعة وابتسامته البهية يبدد الكثير من الاشكاليات ويجمع القلوب على كلمة سواء، بالاضافة لكونه اضحى قدوة حميدة ووجوده يشكل طاقة معنوية فريدة لزملائه ورفاقه وافراده، ومصدر ثقة وإلهام لمنهم حوله وعامل من عوامل النصر .. لقد شكل رحيد القائد البطل "ابو رعد" خسارة جسيمة ألمت بالوطن وبنا جميعاً، وأن رحيله يستوجب على الجميع اقتفاء طريقه وتتبع خطاه المباركة طيبة الأثر، فلطيب الله ثراك ايها القائد الانسان، نم قرير العين فقد خلفت تركة طيبة من القيم والإخلاق النبيلة وليفخر رعد واخوته واهله ورفاقه جميعاً بهذا الإرث الطيب .. اسأل من الله جل جلاله ان يسكنك فسيح جناته ،مع الشهداء والانبياء والصديقين والحمد لله رب العالمين..