الحديث عنه لا ينتهي عن خلقه وتواضعه وحبه للجميع. كان الإنسان والكريم المتواضع، صاحب الفكر النير والرؤية العميقة، وهو إلى شخصه الكريم وتواضعه العظيم وفكره النير .. كان رجل دولة بامتياز وقائدا سياسيا محنكا، تاريخ من العطاء المتدفق والحكمة والسياسة على الصعيدين المحلي والدولي . ليس مجاملة بل حقيقة أن القائد الإنسان مثلا ومثالا لرجل الدولة في أحلك الظروف وأصعب المراحل، فقد سطر القائد أروع معالم العطاء السياسي والاقتصادي، وحقق الإنجازات على الصعيد المحلي والخارجي.. تولى منصب رئاسة الدولة وكان المسؤولية بالنسبة له مغرم لا مغنم ، تجلت حكمة الرجل في إدارته للدولة ،فعمل على بناء التلاحم الوطني بين مكونات الشعب الإماراتي وأرسى قواعدها بالوحدة الإماراتية والانتقال بالإمارات من التمزق إلى الوحدة وساهم بالنهضة والازدهار. فقد جعل القائد شعبه الإماراتي نصب عينيه وسعى إلى بناء المواطن علميا ومهاريا وسياسيا وعسكريا ، أولى القائد شعبه رعاية واهتمام قل أن تجد لها نظير، وكان رحمه الله يعتبر ذلك واجبا من واجباته تجاه وطنه وشعبه، وليس هبة أو منة كما يمارسها البعض . نستذكر حكمة وانجازات القائد الإنسان المرحوم بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والعالم العربي يمر بظروف بالغة الحساسية . لم يكن خير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله يقتصر على وطنه وشعبه في العطاء بل تجاوز ذلك إلى الشعوب العربية فكانت مواقفه عظيمة ومنها على سبيل المثال لا الحصر عطائه للشعب اليمني فكان للرجل بصمات في تقديم الدعم والعون والمساهمة في بناء اليمن في شتى المجالات ، فساهم في بناء جسور الثقة بين المكونات السياسية ،و تحقيق الوحدة اليمنية ، ودعم اليمن في البنى التحتية . ولم يتوقف دعم الإمارات للشعب اليمني برحيل الشيخ زايد بل ظل حاضرا إلى يومنا هذا، فكان أبناء زايد الخير خير خلف لخير سلف بوقوفهم مع الشعب اليمني ودعمهم المستمر للوصول باليمن إلى بر الأمان، وهذا موقف لن ينساه الشعب اليمني لأبناء الشيخ زايد رحمه الله ولدولة الإمارات العربية المتحدة ، وسوف يسجله التاريخ في أنصع صفحاته. إن مواقف وعطاء الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله ثم بعده الشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة وسمو الشيخ محمد بن زايد وسمو الشيخ منصور بن زايد وسمو الشيخ عبدالله بن زايد وجميع أبناء زايد .. ستبقى حية في ذاكرة الأجيال اليمنية القادمة، ومعروفا لن تنساه . ففي اليمن تجد المدرسة التي بناها زايد وتجد الطريق الذي عبده زايد وتجد المستشفى الذي أنشأه زايد....الخ . وهذا غيض من فيض. اليوم وبعد مرور (14)عاما على رحيله لا زال زايد حيا في قلوب شعبه وفي قلب كل يمني وعربي .. نسأل الله أن يرحمه وأن يجزيه عنا أحسن الجزاء.