بلدة كرش الحدودية وكما يصفها البعض بأنها بوابة الجنوب الغربية، كغيرها من المناطق على مدى مايزيد على ثلاث سنوات تسيطر عليها مليشيا الحوثي، وقد هجرت أهاليها وأعاثت بمنازلهم الخراب بين تفجير ونهب للممتلكات وتحويل بعضها إلى مخازن للأسلحة، وزراعة أراضيها بمختلف أنواع المتفجرات والألغام،استفاق أبناؤها خلال الأيام الماضية على تكبيرات التحرير ولكن سرعان ما خاب ما أملوه فكان الغضب والاستياء شعارهم، هذا ما حاولنا أن نجمعه من خلال لمسناه منهم،فإلى ماقالوه: كتب/أكرم العزبي
شهدت بلدة كرش الحدودية معارك شرسة خلال الأيام الماضية، تدخل فيها طيران التحالف العربي بشكل مباشر، أسفرت تلك المعارك عن تحقيق انتصارات كبيرة وسيطرت فيها المقاومة على مواقع جديدة شمال البلدة، وسط انهيارات كبيرة في صفوف العدو مكن المقاومة من اغتنام أسلحة خفيفة ومتوسطة إثر تركها من قبل المليشيا بعد اشتداد الضغط عليها من مختلف الجهات. هذه الانتصارات الكبيرة والمتسارعة لم تدم طويلا، حيث بعد أيام من تلك الانتصارات تفاجئ الجميع بانسحاب المقاومة من تلك المواقع بشكل يدعو للغرابة، تاركينها للمليشيا دون مواجهات كبيرة تذكر. هذه الانسحابات بدورها خلفت سخطا شعبيا واسعا في أوساط المواطنين العاديين الذين أبدوا استياءهم الكبير والواضح من هذه الأعمال التي وصفوها بأنها(خيانة لأرواح الشهداء ودماء الجرحى) ،وحملوا تلك الانهيارات قيادة المنطقة الرابعة وقيادة جبهة كرش. مقاتلون في جبهة كرش وحول هذه الانسحابات علقوا بقولهم: (أنهم لم يتلقوا الدعم الكافي من قبل القيادة من الذخائر والتغذية وغيرها) واضافوا أنه وخلال ثلاثة أيام رابطوا فيها في مواقعهم بأنه(لم تصرف لهم سوى 28 طلقة آلي لكل فرد،وأن الماء والغذاء كان يأتيهم من بعض المواطنين، فيما لم توفر لهم القيادة ذلك). سكان محليون في بلدة كرش وصفوا تلك الخطوات بأنها (ليس سوى عملية من عمليات الاسترزاق على حساب أرواح الجرحى ودماء الشهداء ونزوح وتشريد الأهالي من قراهم في كرش) متسائلين في الوقت نفسه (عما إذا كانت القيادة تعلم بأنها لن تتمكن من الحفاظ على انتصاراتها فمن الذي يجبرها على تعريض حياة الأبرياء للقتل والأسر والجرح والتشريد،والسماح للمليشيا بمزيد من الانتهاكات في القمع وتفجير المنازل وزرع العبوات الناسفة والألغام في الطرقات والوديان، وهو ما سيتحمل تبعاته المواطن البسيط ، فيما القيادة في منأى عن ذلك ولن تطالها تلك الأعمال طالما وهي تصدر أوامرها من الفنادق وتحت المكيفات، وتكتفي بالزيارات الخاطفة للجبهات ). محللون ومثقفون كان لهم رأي فيما حدث في كرش وبالأخص تلك الانهيارات السريعة حيث وصف بعضهم ذلك بأن (ماحدث كان نتاجا للأوضاع الأمنية التي شهدتها محافظة عدن خلال الأيام الماضية ) والذي تزامن مع تلك الانهيارات ،معللين وصفهم لتصريحات القيادة التي أرجعت ذلك إلى أن الطيران رفض التدخل في المعارك في الأيام الأخيرة بسبب ماتشهده عدن من حالة من الفوضى. تيار آخر منهم فند تلك الادعاءات والتي قدمتها القيادة مستشهدا بتدخل الطيران وتنفيذه لما يقارب ست غارات متتالية في نفس الليلة التي حدثت فيها تلك الانهيارات والتي تقدم فيها الحوثيون وسيطروا على تلك المواقع، ووصفوا ماحدث بأنها ( خطة من الشرعية تهدف لإثارة الشارع ضد المجلس الانتقالي وأن مثل هذه الأعمال من شأنها تحدث فجوة كبيرة بين المواطنين الجنوبيين، وأن وراء هذه الأعمال أحزاب وجماعات معروفة). وبعيدا عن كل تلك التحليلات والتوقعات توجهت شخصيات اجتمعاعية وناشطون في المناطق التي تقع تحت سيطرة المليشيا في أطراف بلدة كرش المتمثلة بقرى وادي نتيد والعلفقي والعلوب توجهوا بمناشدات سريعة وعاجلة لدول التحالف العربي والقيادة السياسية ممثلة بفخامة رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي وقيادة المنطقة الرابعة وقيادة جبهة كرش ب(سرعة تحرير ماتبقى من هذه المناطق والتي أصبحت تحت وطأة المليشيا منذ ثلاث سنوات، وقد حولتها إلى حقول من الألغام والعبوات الناسفة التي أصبحت تؤرقهم وتهدد حياتهم في المستقبل خصوصا وأن السيول قد قامت بجرفها وتوزيعها في الأراضي الزراعية وهو ما يصعب مهمات الفرق الهندسية من اكتشافها وإخراجها) . وأضافوا ( إن كان ماحدث قد كان أمرا فرض على الجميع قبل تدخل دول التحالف العربي، فلماذا التأخير والتأجيل الان وقد أصبحت كل الظروف مهيأة ومناسبة لعملية التحرير) خاصة وأنه سبق وأن تقدمت المقاومة وتجاوزت هذه المناطق ووصلت إلى مابعد مدينة الشريجة ،ولكنها سرعان ما انسحبت، وهو الأمر نفسه الذي قامت به خلال الأيام الماضية. واختتموا حديثهم بقولهم:(أملنا كبير بعد الله سبحانه وتعالى في الاستجابة لماشدتنا من قبل التحالف العربي والقيادة السياسية وقيادة المنطقة الرابعة وقيادة جبهة كرش ).