بسم الله الرحمن الرحيم برغم الطفرات الكبيرة التي حققتها التكنولوجيا والتطور العلمي في مجالات الحياة المختلفة ومنها المجال الصحي إلا أن السرطان ذلكم المرض المتوحش والخبيث الذي يحصد أرواح الملايين سنوياً لايزال أمره غامضاً ومستعصياً حتى اللحظة دون أن يستطيع الأطباء التوصل إلى إيجاد العلاج الناجع له ..!!.. ويمثل السرطان – الذي يصادف غداً الرابع من فبراير اليوم العالمي لمكافحته والتعريف بخطورته – مصدر قلق وخوف لكل دول العالم بما في ذلك الدول المتقدمة كون الحالات المصابة به – والتي غالباً ما ينتهي بها الأمر في آخر المطاف إلى الوفاة في الغالب – في تزايد مستمر ؛ ففي غضون الفترة الممتدة منن 2005 م وحتى 2015 م فقط أودى بحياة 84 مليون نسمة على مستوى العالم ... تصوروا ..؟!!.. ووفقاً لأبحاث السرطان التابعة للأمم المتحدة فإن أمراض السرطان ستهدد حياة أكثر من 13.2 مليون شخص سنوياً بحلول 2030م ..!!. أما في بلادنا فالأمر أكثر خطورة ومخيف للغاية ، فالسرطان يهدد ثلث سكان اليمن وتصل عدد الحالات المصابة بهذا المرض الخبيث الذي لا يرحم أحداً إلى ما يزيد عن 22000 حالة سنوياً ويموت بسببه ما يقارب 12000 شخص سنوياً حسب آخر إحصاءات المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان التي تمر هذه الأيام بظروف غاية في الصعوبة نتيجة الحرب التي أهلكت الحرث والنسل وأتت على الأخضر واليابس ، وهو الأمر الذي أثّر كثيراً على نشاطها الخيري في مساعدة مرضى السرطان من خلال دعمهم وتوفير بعض أنواع الأدوية لهم مجاناً وغير ذلك من نشاط المؤسسة الذي قد سيتوقف إذا لم تمد يد العون والمساعدة للمؤسسة . وبالنسبة لمنظمة الصحة العالمية فقد ذكر يوم أمس ممثلها باليمن الدكتور نيفيو زاغاريا وجود 30 الف مريض جديد بالسرطان في اليمن كل عام مؤكداً أنهم سجلوا خلال العام الماضي 10500 حالة جديدة ولم تحصل سوى 40% من الحالات على العلاج بشكل كامل وفاعل !!..بل أن الجميع في اليمن مهددون بالسرطان ؛ فمزارعو القات يفرطون في استخدام مبيدات وأسمدة فتاكة مجهولة المصدر في كثير من الأحايين ، ومحظورة دولياً . ولا يختلف الحال مع مزارعي الفواكه والخضراوات - التي لا يمر يوم علينا دون ان نتناولها - يلجأون إلى مثل تلك المبيدات والأسمدة والمواد الكيماوية الخطيرة ويكثرون من استخدامها بهدف سرعة انضاج المحصول وحصاده على حساب صحة الإنسان وحياته .. وقد لا يخفى على أحد أن أعداداً كبيرة من اليمنيين تذهب للعلاج في الخارج لاسيما مرضى السرطان ، وتبذل وتبيع كل ما لديها من أجل تأمين تكاليف العلاج الباهظة ، والسبب الرئيس في ذلك هي المبيدات والأسمدة والمواد الكيماوية التي تستخدم بلا حسيب أو رقيب ..!!. زكريا محمد محسن