حرر الجيش اليمني بإسناد كبير من التحالف العربي أمس مدينة حيس جنوب محافظة الحديدة الاستراتيجية المطلة على البحر الأحمر، وقال في بيان «إن قواته وبدعم من التحالف وصلت إلى مركز مديرية حيس، وسط اندحار ميليشيات الحوثي الانقلابية الإيرانية ومقتل العشرات من عناصرها». وقالت مصادر ميدانية ل«الاتحاد» إن قوات الجيش مسنودة بجماعات المقاومة الشعبية وطيران التحالف اقتحمت حيس وهي ثاني مدينة يتم تحريرها في الحديدة بعد مدينة الخوخة الساحلية، بعد ساعات من الاشتباكات العنيفة في محيطها، مشيرة إلى أن قوات الشرعية تمكنت من دخول قرى الضاحية والقاهرة وحسي الحنجلة والجريب القريبة من مركز المدينة، قبل أن تواصل تقدمها إلى المركز وتسيطر على مبنى المجمع الحكومي».
وأشارت المصادر إلى أن قوات الجيش أحكمت سيطرتها على معظم أجزاء حيس، فيما سجلت اشتباكات متقطعة مع جيوب للميليشيات في الشارع الرئيسي شمال المدينة التي تبعد نحو 100 كيلومتر إلى الجنوب من ميناء الحديدة. وقال مصدر «تم اقتحام حيس من محاور عدة، ونجحت قوات الجيش والمقاومة بإسناد جوي من التحالف في انتزاع السيطرة على المدينة»، لافتاً إلى أن طيران التحالف ساند تقدم قوات الجيش وشن قرابة 20 غارة على مواقع الميليشيات التي لاذت بالفرار باتجاه مدينة الجراحي المجاورة».
وأكد مصدر عسكري أن قوات من الجيش بقيادة قائد المقاومة التهامية، العميد أحمد الكوكباني، قامت بعملية التفاف ناجحة من الجهة الغربية لحيس وقطعت الطريق الشمالي المؤدي نحو الجراحي بهدف ضبط عناصر الميليشيات الفارين، وتحسباً لوصول تعزيزات للمتمردين من جهة الجراحي. وأشار إلى انضمام نحو 200 مسلح من خلايا المقاومة في حيس لقوات الجيش ومشاركتهم في ملاحقة الميليشيات وتحرير أحياء المدينة التي يقطنها أكثر من 55 ألف شخص.
وخلفت الغارات الجوية والمعارك في حيس عشرات القتلى في صفوف الميليشيات بحسب بيان للجيش. فيما أفادت إحصائيات أولية لمصادر عسكرية ميدانية بمقتل ما لا يقل عن 30 حوثياً وأسر 13 آخرين خلال المعارك في المدينة، إضافة إلى استسلام عشرات من عناصر الميليشيات لقوات الجيش الذي ذكر عبر موقعه على شبكة الإنترنت، أن قواته فرضت سيطرتها على حيس، وشرعت في تمشيط أحياء وشوارع المدينة بعد هروب جماعي لعناصر الميليشيات إلى الجراحي.
وقالت مصادر محلية في حيس إن قوات الجيش توغلت مساء أمس باتجاه مزارع في منطقة المعاصلة التابعة للجراحي، فيما اعترضت الدفاعات الجوية التابعة للتحالف صاروخاً باليستياً أطلقته الميليشيات باتجاه مدينة الخوخة المحررة. وبتحريرها مدينتي حيس والخوخة، تسيطر قوات الجيش والتحالف على الطريقين الرئيسيين (القديم والساحلي) اللذين يربطان بين محافظتي الحديدةوتعز التي تواصلت فيها المواجهات العنيفة بين الجيش والميليشيات.
وتمكنت قوات الجيش من السيطرة على خط الرمادة الرابط بين تعز والمخا والحديدة وتحرير قرية العدنة شرق المدينة. وقال مصدر عسكري إنه بعد تطهير شرف العنين في مديرية جبل حبشي أصبح خط الرمادة تحت سيطرة الجيش كما تم تحرير قرية العدنة. وأشار إلى مواصلة قوات الجيش تقدمها باتجاه جبل الوعش ومقتل 9 من المليشيات الانقلابية. وأعلنت قيادة محور تعز مقتل القيادي الحوثي، مجلي حسين مجلي، خلال المعارك مع قوات الجيش في منطقة شرف العنين ببلدة جبل حبشي غرب تعز، مشيرة في بيان إلى أن قوات اللواء 17 مشاة أحرزت تقدماً نوعياً في جبهة شرف العنين، وحررت تلال الجبيرية والصفراء في المنطقة الجبلية الاستراتيجية. وأضافت أن قوات الجيش تواصل تقدمها باتجاه قرية الصراهم، ومنطقة الرمادة الواقعة على الطريق الاستراتيجي بين تعزوالحديدة.
وحررت قوات الجيش، أمس، مواقع استراتيجية على الحدود بين تعزولحج، وفق ما أكد المتحدث باسم المنطقة العسكرية الرابعة، النقيب محمد النقيب، لافتا في بيان إلى أن قوات الجيش في اللواء الثاني حزم والمقاومة تمكنت بعد معارك عنيفة مع الميليشيات من استعادة السيطرة على المرتفعات الجبلية التي تربط بين سوق الربوع ومنطقة الشريجة (جنوبتعز) والخطوط المؤدية إلى جبل النبي شعيب بالقبيطة شمال لحج. وذكر أن خمسة من الحوثيين لقوا مصرعهم خلال المواجهات المسلحة، وأن قوات الجيش تمكنت من أسر أحد عناصر الميليشيات والاستيلاء على أسلحة وذخائر كانت بحوزة المتمردين.
وأكد قائد جبهة كرش الحدودية بين لحجوتعز، العقيد عبدالحكيم الشعيبي، أن تحرير هذه المواقع سوف يغير من سير العمليات العسكرية ضد الميليشيات التي تتلقى كل يوم ضربات موجعة، مشيداً بدعم وإسناد التحالف لقوات الجيش في معاركها ضد الحوثيين.
وشنت مقاتلات التحالف أمس غارات على مواقع لميليشيات الحوثي في مدينة ناطع بمحافظة البيضاء. وقال مصدر عسكري إن الطيران قصف مواقع للانقلابيين في منطقة المسوح على أطراف ناطع بالقرب من مدينة الملاجم المجاورة، موضحاً أن القصف أسفر عن تدمير معدات عسكرية ومدفعية للميليشيات، فيما احتدمت المعارك بين الطرفين في العديد من المواقع بين ناطع والملاجم، وعلى مساحة قدرها ثمانية كيلومترات، حسبما ذكرت مصادر في المقاومة، لافتة إلى أن قوات الجيش قصفت بالمدفعية الثقيلة مواقع للميليشيات في منطقتي أعشار والحمراء على أطراف ناطع.
وشنت مقاتلات التحالف سلسلة غارات على مواقع للميليشيات في بلدتي كتاف وباقم الشماليتين في محافظة صعدة معقل الحوثيين. وذكرت مصادر عسكرية من طرفي القتال أن خمس غارات أصابت أهدافاً للميليشيات في بلدة كتاف، بينما دمرت غارات أخرى مواقع للحوثيين في باقم حيث أعلن الجيش فرض سيطرته على جبلين استراتيجيين في منطقة مندبة القريبة من الحدود السعودية، وأضاف في بيان أن قواته تمكنت من السيطرة على جبلي قعم وبتر جنول منطقة مندبة في جبهة علب الحدودية وذلك بعد معارك ضارية مع الميليشيات الانقلابية». ونقل البيان عن قائد اللواء 63، العميد ياسر مجلي، قوله «إن قوات الجيش دحرت الميليشيات من جبلي قعم وبتر في مندبة بعد معارك خلفت 7 قتلى من المتمردين، إضافة إلى أسير حوثي مصاب». وذكر مجلي أن قوات الجيش استعادت كمية من الأسلحة المتوسطة والخفيفة بينها ستة صواريخ ومدفع وقاذفات «آر بي جي».
وتواصلت المواجهات في جبهتي حرض وميدي الحدوديتين بمحافظة حجة الحدودية مع السعودية. ونفذت مقاتلات التحالف أكثر من 25 غارة على مواقع وتحركات وأهداف للميليشيات في المدينتين، وقصفت أهدافاً في بلدة عبس الساحلية جنوبي مدينة ميدي، وأعلنت قيادة المنطقة العسكرية الخامسة، تفجير ألغام بحرية كانت الميليشيات نشرتها في المياه الدولية وجرفتها الأمواج إلى قبالة سواحل المدينة، وقال مصدر مسؤول إن زراعة الألغام البحرية رسالة تهديد من الميليشيات للمجتمع الدولي بهدف الضغط لإيقاف تقدم قوات الجيش الوطني والتحالف العربي لاستعادة الحديدة».
