أصبح عالمنا أفكارا وروى وأراء تنطلق من أفواه هنا أو هناك , ولكل شخص الحق والحرية في طرح أفكاره ومعتقداته .....
ألا أن الغريب في الأمر عدم تقبل بعضنا لبعض في طرح الأفكار ...،، وكأنه يتصارع الجميع من اجل فرض العقلية على الأخر .. ،، و يتناسى هؤلاء أن لكل إنسان عقليته وفكره وهذه طبيعته التي نشأ عليها ..،،، و يتناسى هؤلاء أيضا أن الاختلاف سنه كونية من عند الله ونعمة وهبها الله إيانا،،، أن جعل لنا عقولا وفكرا وحرية واختيارا ولم يجعلنا مسيرين بل مخيرين...
ويبقى علينا أن نقبل بفكر الآخرين , وليس معنى القبول هنا هو الأخذ بالأفكار وإنما التريث والأخذ بأسبابه و السماح بإعطاء الأخر الفرصة لطرح فكرته ... ويبقى علينا التحاور والتناقش معه بأسلوب ثقافي متحضر دون ارتفاع الأصوات عالياً أو فرض أفكارنا عليه فكما أننا لم نقبل بفكره من حقه ألا يقبل بأفكارنا... و علينا أن نتذكر أن ((أاختلاف الرأي لا يفسد للود قضيه ))
(( بتصرف))
قد يستغرب البعض من هذه المقدمة ولكن أود الإيضاح باني لجئت لهذه المقدمة لإيقاف ذلك السيل الجارف من الشتائم والسب خصوصا وان البعض يلجئ للسب والشتم معتقدا أن ذلك ردا على ما نشر،،ن في مقالين مختلفين عن السيد حيدر العطاس والسيد سالم صالح تلقيت نصيب الأسد من السب والشتم سوء بالردود في المواقع أو عبر الايميل والبعض بمسجات على الجوال إلى داخل المشفى التي أتلقى فيها العلاج منذ 5 أشهر والله إلى هذا الحد وللأسف لم يقم احد هؤلاء بمناقشة ما نشر وإنما انزلق في سبه وشتمه وبالطبع إنا من الناس الذي لا يحب الرد ولا أحب أن اشتم إخواني خصوصا أبناء الجنوب ولا اسمح بشق العصا بيننا وإذا اختلفنا في الرأي أظل احترم الأخر واحترم قيادتنا في الخارج جمعيهم واعرف جيدا أن من يرد بأسماء مستعارة ليس من أبناء الجنوب وإنما أطراف تحاول شق الصف الجنوبي في هذه الأوضاع الراهنة ..
الدخول إلى قلب المقال :
*علي ناصر محمد ، أحد قاده الكفاح المسلح في جنوب اليمن، عاصر أحداث جسام بعد الاستقلال وتمكن بحنكته السياسية من تجنيب الجنوب خسائر فادحه..... يحظى بشعبيه كاسحه في جنوب اليمن،وتحديدا في عدن...
*عمل الرئيس علي ناصر (أبو جمال) لإيقاف حرب الاستنزاف بين شطري الوطن اليمني، وتمكن من إبرام مصالحة بين الجبهة الوطنية المدعومة حينها من قبل الجنوب والنظام في الشمال ... واتجه في خطوات مدروسة نحو تطبيع الحياة بين الشطرين بهدف تحقيق إعادة توحيد اليمن.
* الرئيس علي ناصر لم يلتزم الصمت لا قبل و لا بعد حرب صيف 94م ، كما فعل غيره الذي ضل صامتا دهرا ، ثم ظهر فجأة ليكرر نفسه بشكل ممل وبائس..
*وعلى صعيد الشطر الجنوبي، شهد الناس انفتاحا اقتصاديا ملموسا، وتحسنت أوضاع المواطن الجنوبي إلى درجه ملحوظة...كما على تحسين العلاقة مع دول الجوار منهيا حقبه من أزمة الثقة بين وتلك الدول.
*علي ناصر محمد اختار طواعية الخروج من بلده بهدف إنجاح وحده 22 مايو، لم يشترط منصبا في دولة الوحدة ..... وبعد حرب صيف 94م دعا إلى تضميد الجروح و انتهاج سياسة واقعية مع نتائج الحرب, ولم تكن القضية الجنوبية محور اهتمامه فقط، بل كانت القضية اليمنية والشأن اليمني هو الحاضر في قلب وذهن الرجل...
*كان لديه الإمكانية خلال حرب 94م وبعدها في ظل الصراع الإقليمي والدولي أن يلعب دورا بارزا باتجاه تحقيق موقع رفيع في ظل الصراع القائم، لكنه توقف عند النصح والجهد من أجل الحفاظ على يمن موحد...ورفض علي ناصر عرض من الرئيس علي عبد الله صالح في عمان أبان توقيع وثيقة العهد والاتفاق بالعودة للوطن وكان هدف الأخير كسب تأييد علي ناصر له ولحربه ضد الجنوب وشق الصف الجنوبي لكن علي ناصر محمد رفض ذلك رفضا قاطعا ..
*علي ناصر محمد كان بإمكانه التزام الصمت والمراقبة عن بعد والاكتفاء بنشاطه البحثي في المركز الذي يرأسه منذ سنوات ، وبرغم كل العروض التي قدمت له بدء من توليه منصب نائب أو رئاسة الحكومة، إلا أنه ظل زاهدا متمترس عند موقفه في حبه لوطنه شماله وجنوبه ... هذا النوع من القادة يستحق التقدير والاحترام من الجميع سلطه ومعارضه...
*ومع تطور الأوضاع في السنوات الأخيرة بالاتجاه السلبي، وبالذات في جنوب البلاد، كان صوتا يدعو إلى البحث عن حلول واقعية لمعاناة الناس في الجنوب بصورة خاصة واليمن عموما... وعندما أدرك أن اليمن يسير باتجاه كارثي رفع شعار (نعم للتغيير لا للتشطير) ... شعار ينم عن حرصه الشديد على استقرار الأوضاع في وطنه ووضعه فوق كل المصالح الذاتية لفرقاء الصراع...
* الرئيس علي ناصر لم يلتزم الصمت لا قبل و لا بعد حرب صيف 94م ، كما فعل غيره الذي ضل صامتا دهرا ، ثم ظهر فجأة ليكرر نفسه بشكل ممل وبائس.. ...
*الرئيس علي ناصر محمد قائد وزعيم وطنيا ، ورقم صعب لا يمكن تجاوزه، لكن المطلوب أن تكون جسور التواصل بينه وبين الداخل اليمني سلسة وواضحة، بعيدا عن رغبة البعض لاستخدامه ورقه ضاغطة لصالح هذا الطرف أو ذاك...
سيبقى ( أبو جمال) رمزا كلنا نحترمه؛ لأنه كان مع وطنه من البداية ولم يختفِ أو يناور أو يظهر فجاه ليدعي بطولة.