على الرغم من مشاركتنا للشباب منذ اندلاع الثورة في الكثير من المسيرات والاعتصامات التي تشهدها اليمن لأول مرة قي تاريخها المعاصر، إلا أن كل ذالك لن يعمينا في أن نسطر ونقدم في هذه اللحظات التاريخية التي تعيشها البلاد' أعظم تحية وأجلا وتقدير وكبريا واحترام لشهدا الثورة, والى كل أولئك الشباب الثائرين والفتيات الثائرات على الظلم والفساد والاستبداد الجاثم على صدورنا منذ ثلاثة عقود ونيف. لقد استطاع الشباب من كلا الجنسين وفي جميع ساحات الاعتصامات أن يثبتوا للعالم حقيقة المقولة التاريخية التي اشتهر بها اليمنيين القدماء منذ زمن الرسول علية أفضل الصلاة والتسليم," الإيمان يمان والحكمة واليمنية" وللمصادفة العجيبة فان تلك العبارة نفسها منحوتة بوسط الساحة التي يعتصم بها الشباب في صنعاء, نعم فكم كان أولئك الشباب حكماء وعقلا عند ما خرج للساحات معلن ثورته السلمية والتي تهدف لإسقاط نظام الرئيس صالح وكافة رموزه, وكماء شاهد العالم اجمع فقد ضلت تلك الثورة سلمية وحضارية من ناحية الشباب' لكن شاهدنا كيف تعرضت تلك الثورة على الرغم من طابعها السلمي للقتل والقمع الوحشي من قبل سلطة نظام صالح الذي جميع سلطاته بما فيها البرلمان الذي أصبح بلا شرعية دستورية.
ثلاثة شهور انقضت من عمر الثورة والشباب لا يزال سلميا في ثورته, صابرا في معاناته تجاه ما يتعرض له في الساحات' ورغم ذالك إلا أن السلطة ماضية في استخدام كل أساليب القمع مع المحتجين, تلك السلطة التي تحاول جاهدة لجر الشباب إلى مربع العنف, سوى من خلال استفزازات قوات الأمن وبلاطجتها للمتظاهرين في الساحات, أو من خلال تصريحات المسئولين بمن فيهم الرئيس صالح. والذي وصف شباب اليمن في أكثر من مناسبة بأنهم شباب مظللين والتابعين للخارج وبأنهم شعب متخلف وقبلي متعصب' ورغم كل ذالك ألا أن الشباب " المتحضر والمتثقف" استطاع أن يواجه كل ذالك بحكمته اليمانية وبصدوره العارية غير عابة بوحشية النظام, أن أولئك الشباب استطاعوا أن يذهلوا العالم مما يراه, حيث ان العالم ينظر للشعب اليمني على انه شعب تنتشر فيه الأمية والجهل والفقر والسلاح بكثرة مما يجعله عرضة للحروب مستقبلا, لكن الشعب خرج في الساحات أمام العالم ليريهم الصورة الحقيقية والمثالية عن الإنسان والمجتمع اليمني الحكيم والمتسامح' وما الفقر والأمية والسلاح المنتشرة في أوساط الشعب ما هي إلا واحدة من أهم انجازات نظام صالح المتشبث بالسلطة بأسنانه وأظافره.
تحية بعنف ثوري منظم نقدمها لكل النسوة الذين كسرا حاجز الخوف وخرجن للساحات متحديات قوات الامن وغيرها من اجل إيصال أصواتهن للعالم والمتمثلة بمطالبة النظام بالرحيل, تحية لشبابنا الذي نفض غبار الخوف,, وخرج مناديا ببناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة , ومناديا برحيل الدولة البوليسية الأسرية الرجعية, والمهينة لكرامة الإنسان اليمني والعابثة بثروات وخيرات الوطن,وختاما نتمنى من اللجنة المنظمة لجائزة نوبل العالمية أن ينصفوا شباب الثورة اليمنية, ويمنحوهم لهذا العام جائزة نوبل للسلام, وذالك تقديرا وتكريما لنضالهم اللاعنفي وثورتهم السلمية والحضارية..