ما زال أذناب نظام صالح الموالون له بالفكر السياسي الاستعماري يصولون ويجولون في أرجاء اليمن وعلى الشبكة العنكبوتية بالتحديد لقتل ودفن القضية الجنوبية التي تبلورت بعد حرب صيف 94 نتيجة ممارساتهم الخاطئة بحق الجنوب. خلال تجّوالي بين المواقع الالكترونية صادفني مقال غريب بعنوان[القضية الجيبوتية نشره موقع "عدن الغد" ]لكاتبه من الجيل المنغرس في وحّل الديكتاتورية والمشربة من خزانات العنصرية تنفي بشكل قاطع عن وجود أسم للقضية الجنوبية وتتوعد الجنوبيين بحرب طويلة الأمد،وخلال قراءتي للمقال لاحظت أسلوب كتابتها الركيك في استجلاب الجُمل إضافة إلى تزويرها للوقائع وكأننا جئنا من كوكب آخر تقول كاتبة المقال في إحدى الفقرات))الصحيح هو وجود شيء اسمه القضية الجيبوتية وهي قضية مجموعة من السياسيين الذين حاولوا في العام 1994 تشطير اليمن والعودة بعجلة التاريخ إلى الوراء إلا ان محاولاتهم البائسة تلك جوبهت برفض شعبي واصطفاف وطني عظيم وشاهدنا يومها معاقلهم وهي تتساقط واحدة تلو الأخرى حتى تم تحقيق الانتصار العظيم لشعبنا اليمني في السابع من يوليو 1994((.
لقدّ أنكرت كاتبة المقال اسم القضية الجنوبية ونسبتها إلى مجموعة من السياسيين وليس لشعب وأمسكت بخيوط اللعبة لتقلب الضحية إلى جزار والجزار إلى ضحيةو جهلت انه عندما تمّ توقيع وثيقة[العهد والاتفاق] في 1994 اتفقت جميع القوى السياسية بأنة من يُعلن الحرب يُعلن الانفصال وتناست انّ شعب الجنوب هو من قدم إلى الوحدة فقدّم مساحة تفوق مساحة الشمال مرتين وقدم موارد طبيعية كثيرة ووووالى آخرة فماذا قدّم الطرف الآخر للوحدة وللشريك الجديد,قتل الوحدة في مهدها باِعلان حرب ظالمة على الجنوب دون آي مبرر وتبِعة ممارسات شيطانية بحق أبناء الجنوب فاستباحوا أرضهم وتمّ تشريدهم إلى الخارج وحرم أبناء الجنوب من المشاركة في الثروة والسلطة وهم شركاء اساسيون في الوحدة.
أنّ جهل كاتبة المقال بالتاريخ تارة ومحاولة تزويره تارة أخرى ليتناسب معا فكرها لهو أشّد أنواع الإرهاب الفكري المستشري اليوم,ولم تكتفي بذلك بل توعدت الجنوبيين المُتبنون لمشروع [فك الارتباط] بحرب طويلة وقوافل من الشهداء حسب قولها.
وتعود الينا الكاتبة المخضرمة في إحدى الفقرات لخلط الأوراق واختزال القضية الجنوبية في القضية الشمالية وتُشدد بأن أبناء الشمال لن يقبلوا بأي حل وكأنهم هم المتحكمون في الأرض وأننا مهاجرون تمّ استقدامهم بثمن بخس ولم تعرف المغوارة بأننا شعب حرً تربى على القيّم وجهلت بأن القضية الجنوبية هي أكثر شرعية من الشمالية لأن القضية الشمالية هي قضية سلطة بينما القضية الجنوبية هي قضية أرض وهوية وهذا أنّ دل فإنماء يدل على جهل محدِقً بصاحبة.
وفي آخر المقال تتحدث كاتبة المقال عن حجم التطوّر العمراني والخدمات في الجنوب بعد الوحدة!!!!,عن آي خدمات تتحدثين ياهذه عن الكهرباء التي تنطفئ أكثر ممّا تشتعل أمّ عن المستشفيات التي خلت من الأدوية أمّ ربما عن المدارس التعليمية وخلوها من ابسط مقومات الدراسة. أمّا التطور العمراني فلولا ثروات الجنوب هل كان نظام صالح سيبني شيئا وهل كان سلطة صنعاء والمناصرين لها سيُصبحون مليارديرات في عشية وضحاها.
أنّ الدجل والتزوير والإرهاب الذي يمارس بحق شعب الجنوب لن يثنيه عن مطلبه في استعادة الأرض والهوية وأن التاريخ هو منّ تسطره الشعوب ولايمكن شطبة بجرة قلم,أنّ القضية الجنوبية هي قضية عادلة شَهِدَ لها العدو قبل الصديق بشرعيتها فعلاما الإنكار. وختما لايسعني الا أنّ اقول[إذا كنتَ لا تدري فتلك مصيبةٌ *** وإن كنتَ تدري فالمصيبةُ أعظمُ]