هل وصل الوضع في اليمن الى بوابة الحل ؟ المؤشرات التي رافقت زيارة جيفري فيلتمان الى صنعاء، تؤكد ان "المبادرة الخليجية" عادت بقوة الآن لتنهي الازمة اليمنية وتؤمن انتقالاً سلساً للسلطة، وفق ما اقترحته دول مجلس التعاون الخليجي ووافقت عليه المعارضة اليمنية، ولم يكن ينقصه الا توقيع الرئيس علي عبدلله صالح، الذي اشترط في اللحظة الاخيرة ذهاب المعارضة الى القصر الجمهوري لكي يوقع. واضح الآن ان صحة "المبادرة الخليجية" احسن بكثير من صحة الرئيس اليمني، الذي يتلقى العلاج في السعودية في وقت تتوارد انباء متناقضة عن عودته الى صنعاء. والمبادرة التي سبق ان توقفت، تعود الآن بقوة ربما لتشكل المخرج الوحيد للوضع المتأزم في اليمن. وهكذا لم يكن مفاجئاً ان يعلن فيلتمان بعد محادثاته مع نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي: "ان من الضروري المباشرة فوراً بإجراءات نقل السلطة لضمان حال الامن والاستقرار في اليمن". واذا كانت الدائرة العائلية المحيطة بصالح وخصوصاً نجله العميد احمد قائد الحرس الجمهوري، الذي تردد انه التقى فيلتمان، تعارض هذا الانتقال، فإن فيلتمان لم يتوان في القول: "ان المبادرة ستنفذ لا محالة". ويشكل الانتقال السريع للسلطة ضرورة سياسية ملحة بالنسبة الى المعارضة، كما انها ضرورة اجتماعية لليمنيين الذين يواجهون ازمة معيشية خانقة، ثم انها ضرورة قصوى بالنسبة الى اميركا ودول الاقليم، التي تتخوف من استفحال نفوذ تنظيم "القاعدة"، الذي سيطر على زنجبار عاصمة محافظة ابين، وهو ما اثار ويثير مزيداً من المخاوف من ان يتوسع النشاط الارهابي بالتعاون بين الصومال وجنوب اليمن، بما يهدد خطوط الامداد النفطي للغرب ويعرض دول الخليج النفطية للاعمال الارهابية. محمد قحطان المتحدث باسم المعارضة، أكد التفاهم مع فيلتمان على ضرورة المباشرة الفورية في نقل السلطة الى نائب الرئيس وفقاً للمبادرة الخليجية، أي ان يتولى الرئاسة مؤقتاً ثم يتم الشروع في تشكيل حكومة وحدة وطنية تمهد لانتخابات عامة. وتأكيداً لالتزام المعارضة بنود المبادرة حرص قحطان على القول: "اذا قرر الرئيس صالح ان يعود الى البلاد مواطناً عادياً فأهلاً وسهلاً به، اما ان يعود رئيساً فهذا ما يرفضه الشعب اليمني". فيلتمان حمل معه تطمينات اخرى جاءت على لسان اللواء علي محسن الاحمر، وهو احد اقوى القادة العسكريين وقد انشق باكراً وانضم الى المعارضة، وقد قال: "اذا وصلت المعارضة الى السلطة فإنها ستكون حليفاً يمكن اميركا ان تعتمد عليه في مكافحة الارهاب اكثر من اعتمادها على صالح: "سنقاتل الارهاب كمسألة حياة او موت". واللواء الاحمر قاتل الحوثيين من قبل وتشارك الآن فرقة من جنوده في القتال ضد "القاعدة" في زنجبار. *إيلاف