تحية عربية خالصة إلى أبناء الجنوب الذين استطاعوا أن يسطروا لهم في التاريخ العربي المعاصر, على أنهم أول الشعوب العربية الذي استطاع كسر حاجز الخوف ضد أحد أكبر الأنظمة العربية قمعاً ودموية, ذالك الشعب الذي خرج بمسيرات سلمية منادياً بالحرية وإعادة حقوقه المسلوبة. وتحية أخرى إلى اأناء الثورة في الشمال. وعلى الرغم من بسالة وصمود وسلمية وإصرار أبناء الجنوب على تحقيق مطالبهم إلا أنهم ومنذ اندلاع ثورة البن الشبابية, أصبحنا لم نعد نسمع عن قضية الجنوب , ولا نشاهد مسيرات أو مهرجانات ولا أي من الإعمال التي كان ينظمها الحراك, أننا أصبحنا لا نشاهد حتى الدعوة للاعتراف بالقضية الجنوبية, من خلال مشاركة أبناء الجنوب في مسيرات الثورة الشبابية.
يا أبناء الجنوب عليكم أن تفيقوا, قبل أن تقع الفأس في الرأس, عليكم أن تعرفون قبل غيركم أن تجاهلكم لقضية الجنوب بأي طريقة كانت, أنة ليعني بمثابة الإعلان عن تخليكم عنها تماما, وأنه ليعني أيضاً خيانة كبرى منكم لدماء مئات الشهداء الذين سقطوا من أجل هذا القضية الوطنية التاريخية, وما أصعب وقع الخيانة على النفس البشرية.
إن هناك أعمالاً في الوقت الراهن تتطلب من الجنوبيين القيام بها,مثل التمسك أكثر بقضية الجنوب دون مساومة أو ارتهان , والاستمرار في المسيرات والمهرجانات الخاصة بقضية الجنوب, والأهم أيضاً الدعوة لتشكيل مجلس وطني انتقالي جنوبي, يضم فيه كفاءات جنوبية من الداخل, ان هذا إنشاء هذه المجلس ليس معناه تكريسا للانفصال بقدر ما هو التأكيد على الحق الجنوبي في الحضور والمشاركة على الساحة الوطنية, أن هذا المجلس سيكون هو الضامن الوحيد لأبناء الجنوب في مرحلة ما بعد سقوط النظام, للمشاركة بالتساوي في السلطة والثروة بين شمال الوطن وجنوبه, أن ذلك المجلس سيعيد لأبناء الجنوب الكرامة والمكانة والقدرة على المشاركة في صنع القرارات المصيرية داخليا وخارجيا, , بعد أن أحرم وأقصي من ذالك طول عمر الوحدة المنصرم .
حاليا ًيجب على الجنوبيين أن يكونوا في سباق مع الزمن, وأن يلتفوا أكثر حول قضيتهم, لأن مع قرب رحيل النظام أصبح وضع القضية الجنوبية حساس جداً, خصوصاً بعد التخاذل الحاصل من أبناء الجنوب, وأن لا أحد يستطيع التكهن كيف سيتعامل النظام القادم مع هذا القضية, أنا شخصياً لا استبعد أن يأتي النظام الجديد ولا يعير قضية الجنوب أدنى اهتمام, بل انه سيجعلها كواحدة من قضايا أو مشاكل البلاد الثانوية, فمثلاً بعد سقوط نظام صالح مباشرة ربما يتحجج ذالك نظام الجديد بان البلاد مثقلة بهمومها الانتخابية, ويجعل من الحوار حول هذا القضية مرتبط بعودة استتباب الأمن والاستقرار السياسي وعودة الاقتصاد لوضعه الطبيعي, وحل هذه المشاكل تتطلب وقتا زمنيا من 5_2 " سنوات وهناك ربما ما اخفي أعظم , بعدها ربما تتعرض القضية للجنوبية للإهمال وبعدها تطوى كما كنت علية في السابق وتستمر معاناة الجنوبيين .
وما يدعم اعتقادنا وخوفنا من النظام القادم بشان قضية الجنوب , هي تلك التصريحات التي كان يتشدق بها قادة حزب الإصلاح, وخصوصاً أبناء الأحمر ومنهم حميد الذي لدية طموح سلطوي فاضح, تلك التصريحات التي أصموا بها أذاننا , عن مظالم الجنوبيين والأقصى الذي يتعرضون له, وعن ضرورة حل القضية الجنوبية حلاً عادلاً, وعن أن الرئيس القادم يجب أن يكون جنوبي. كل تلك التصريحات ذهبت أدراج الرياح, وأصبحت غير موجودة في قواميس هؤلاء المسئولين, وقد تناسوا وتخلوا عن تلك التصريحات بالتزامن مع اندلاع الثورة , وتجاهلوها أكثر مع قرب سقوط نظام صالح. وهناك من يقول بأن مسئولين بحزب الإصلاح يعتبرون أن القضية الجنوبية من مخلفات وبقايا النظام مثل القاعدة والحوثي' واذا كان هو يعتبر ان القضية الجنوبية من مخلفات الحراك فعلية أن يعتبر الوحدة مع الشمال كذلك. والإصلاح مرشح بقوة للاستيلا على السلطة القادمة, لأن هو من يقف وراء تلك الثورة ويمولها ويمثلها داخليا ًوخارجياً , أن القضية الجنوبية في خطر أكثر من أي وقت مضى, فهل يعي أبناء الجنوب هذا الخطورة ويتصدوا لها ؟؟
وختاماً لا شك أن أبناء الجنوب يعلقون آمالاً كبيرة وعريضة على المؤتمر الوطني الجنوبي الذي سيعقد أواخر الشهر الجاري في بروكسل بشان القضية الجنوبية. ونتمنى على هذا المؤتمر أن يتبنى الدعوة لإنشاء مجلس وطني انتقالي جنوبي .