حسن زيد بن يحيى أي حل للإشكالية الحالية لنظام صنعاء العسكري القبلي لا يستوعب تمثل تعدد و تنوع مكونات الواقع المجتمعي المنتفض , حتما لن يؤدي بأي حال من الأحوال للتهدئة والاستقرار المطلوبين إقليميا ودوليا , الخطاء لم يكن وليد اللحظة الراهنة حيث بدا متزامنا مع قيام الدولة الوطنية الناشئة في الشمال \صنعاء 1918م و الجنوب\عدن 30 نوفمبر 67م , اللتان انتصبتا اعتمادا على قوة الشرعية الثورية دون ان يعني ذلك الانتقاص من نضالات الشعب الرائعة في الساحتين , الاعتراض على عدم إعادة الشرعية للأمة بعد الاستقرار السياسي للدولة الناشئة , اعتبارا ان حق تقرير المصير مكفول لكل الأمم فكيف يستثنى منه الناس في الشمال والجنوب؟!.
تغييب حق تقرير المصير مره أخرى له تبعات خطيرة لا تفقها القوى التقليدية السائدة منذ الاستقلال , ممثلة بالنظام , اللقاء المشترك , المشايخ , العسكرتاريا , لأنها أساسا رجعية فكرا و تكوينا تاريخيا انعكس سلوكا بعدم قدرتها على تمثل من ثم التعبير عن حقيقة مكونات الواقع المجتمعي في الشمال أو الجنوب و اختلاف خصوصيات كل منهما عن الاخر في النواح الثقافية , التاريخية , الاجتماعية .. الخ وما يحتوياه داخليا من تعدد وتنوع , الجنوبيين بعد هزيمتهم صيف 94م استوعبوا الدرس و أعادوا لحمتهم الوطنية على قاعدة التصالح والتسامح الجنوبي – الجنوبي , شمالا حتى اللحظة تكابر كل الأطراف المتصارعة الاعتراف بتناقضات التي عكستها صراعات ملكي – جمهوري , أحداث أغسطس 68م مطلع و منزل , المناطق الوسطى , حرب صعده .. الخ.
ذلك هو المشهد السياسي دون رتوش أو تزويق , المستجد بالإشكالية ويزيدها تعقيدا من أوكلت إليه الأطراف المعنية بالأزمة (اليمنية) مفاتيح الحل ويحظى بثقتها المطلقة (اليانكي) النموذج العولمي للتقدم , الحرية , حقوق الإنسان داخليا لمجتمعه , أيضا , لا يخفى على الجميع ان له وجهه الاخر القبيح الباحث بانتهازية عن مصالحه و ما بعدها الطوفان , بتأكيد البحث عن المصالح في العلاقات الدولية يظل مشروعا , الاعتراض على تمرير الشره الأمريكي داخليا من قبل الأطراف المحلية دون مقابل له ليس بضرورة ان يكون متكافئا , لكنها فرعنة الاستبداد البلدي التي تستكبر التنازل لشركاء الوطن على طاولة حوار مفضلة (التكويع) المذل للخارج.
لان المطلوب وده من قبل الجميع (اليانكي) يعرف حقيقة وجهه القبيح المكروه في كل أصقاع المعمورة , تسلل للازمة ممتطى المبادرة (الخليجية) واليد السعودية الطولى بميادين القوى التقليدية العسكرية , القبلية و الدينية , لان الواقع بذلك التداخل كجنوبيين علينا التعامل معه كما هو ليس للسيطرة عليه أو الاستكانة له لكن على طريق تجاوزه , بالطبع إمكانية (الحراك) متواضعة مقارنة باللاعبين الداخليين والخارجيين على ذلك المشهد السياسي , مما يفرض بالضرورة الاستعانة بصديق , الحراك الجنوبي هنا يتصارع مع نظام صنعاء الذي احتل الجنوب صيف 94م كذا الجماعات الأصولية التي خرجت من رحم النظام اليمني , المعروف عن (اليانكي) ان ما يعنيه فقط مكافحة (الإرهاب) لتامين ممرات الملاحة الدولية بخليج عدن وباب المندب بعد انسحابات سلطة 7/7 من بعض المناطق الجنوبية الجماعات الأصولية الإرهابية هي من ملئ الفراغ . تيسر لها ذلك بعد ان أنهكت سلطة الاحتلال الحراك الجنوبي , الغرب بإمكانيات مراكزه البحثية لديه دراسات وافيه عن طبيعة المجتمع الجنوبي المدنية المنفتحة على العالم , المصلحة الوطنية الجنوبية الآن تفرض التعجيل بطرح مسالة إعادة تأهيل (الحراك) أمريكيا من خلال إعادة الجيش الجنوبي العلماني المنضبط كمخلب قط لمكافحة الإرهاب , و إعادة تسويق محاسن استعادة دولة (ج.ي.د.ش) المدنية كحاجز جغرافيا رخيصة التكلفة بين مصالح العالم الحر على الخليج الفارسي و اليمن (ج.ع.ي) البيئة الحاضنة للإرهاب , مع تطمين العالم والجوار الإقليمي الاستعداد على المساهمة الايجابية بحلول للمشكلة السكانية – الاقتصادية الشمالية بتقاسم بين الساحة الجنوبية و دول الإقليم ذهابا نحو رفاهية الجميع , أما قيم السيادة , الحق , الحرية وغيرها لا تدغدغ مشاعر (اليانكي) الذي بوابة الوصول إليه عبر مصالحة الحيوية فقط. نقطة نظام : _رائعة شاعر : ( تجابروا يا ناس شعوا الدنيا دنيه ... مغرورة غلابه فيها الفين ليه ) وأيضا رائعة: ( الجبر بيته على الدنيا .. ان مت انا جبركم ما باه) التي غرد بها بلبل بناء المبدع الفنان عوض احمد يسكن في فندق "كرتون" !! أليس عيبا مبدعا مثل الأستاذ الشاعر عبدالله مقادح ترحله مأساة زنجبار لافتراش "كرتون" على الهواء الطلق !! صدق متنبي أبين الشاعر المشطر عندما قال : هذا زمان الهيك ... يا سعد من كان هيكه