لم أكن أعرف الرجل (الأستاذ علي عبيد الصلاحي) من ذي قبل، لكن اسمه ظل يتردد كثيراً في الآونة الأخيرة إلى مسامعنا في المدينة (المنصورة) وهو يقدم الكثير من الخدمات الجليلة لأبنائه الطلبة في المدارس، وكذلك للشباب في فرق الحواري والنادي في مديرية المنصورة حيث مقر سكنه، والتي تعد (مديرية المنصورة) من كبريات المدن والمديريات في المحافظة عدن أن لم تكن على مستوى الجمهورية، بعد اتساع رقعتها وزيادة عدد سكانها بعد النهضة العمرانية الكبيرة وإنشاء وحدات وأحياء سكنية جديدة فيها. الأستاذ علي الصلاحي يعمل بصمت ازاء ذلك منذ سنوات دون ضجيج أو بهرجة إعلامية ترافقه لخدمة أبناءه الطلبة والطالبات في المدارس (الابتدائية والثانوية) لإيمانه بالقضية التي يحملها والأفكار التي ينشدها والتي تصب جميعها في قالب الأحلام التي تراوده في إعادة الوهج للصرح التعليمي والتربوي الذي فقد هيبته ومكانته تدريجياً خلال عقدين ونصف من الزمن قبل أن تتردى أوضاعه مؤخراً، وذلك سعياً منه في المساهمة مع بقية الأطراف ذات العلاقة في النهوض بالعملية التعليمية في المديرية، قبل أن تضاف إلى اهتماماته الجانب الرياضي بشقيه الشعبي (الفرق الرياضية الشعبية) والرسمي (ممثل بنادي المنصورة الرياضي). عرفته عن كثب قبل عام تقريباً من خلال العمل المشترك الذي جمعني به في مجلس الآباء لثانوية النعمان بالمنصورة، الذي انتخب فيه رئيساً له إضافة إلى رئاسة لمجالس الآباء لمدارس أخرى مثل (مجمع خديجة للبنات – ابتدائية وثانوية – ومدرسة ابن زيدون وسعيد ناجي وغيرها)، ليتم بعد ذلك انتخابه بالإجماع أن يكون رئيساً لمجلس مجالس الآباء لمدارس وثانويات المديرية، فوجدته ذلك الرجل النشيط والمخلص لعمله والغيور على وطنه، وهو ينتقل من مدرسة إلى أخرى منذ قرع أجراس الصباح في المدارس، ليقوم بأدوار هي من مهام الوزارة وإداراتها، بعد أن توارت خجلاً من الوقوف أمام الكثير من القضايا الرئيسية، ليمسك مشعل المبادرة في بذل الجهود الكبيرة وتقديم الدعم المالي من حر ماله في محاولة منه لتحريك المياه الراكدة والمساعدة في انتشال الأوضاع المتردية في مدارس المديرية، ناهيك عن ما يلعبه من أدوار أخرى تقع تحت مسئوليته المباشرة من خلال ترأسه لمجلس مجالس الآباء في مدارس المديرية. الأستاذ علي الصلاحي .. رجل (شاب التفكير) يكتنز قلبه الكثير من الحب والوفاء والإخلاص لدينه ووطنه. رجل يدرك جيداً أن المدرسة هي (الأساس) بناء المجتمعات (بعد الأسرة) .. لذا لم يتردد في السير على الطريق المؤدي لتحقيق الأحلام أو تكل قدميه وهي تدلف نحو المدارس كل صباح لتحقيق أحلامه أو جزء منها مقدماً دعمه وخدماته كواجب وطني تجاه مجتمعه ووطنه، ومردداً عبارته المعتادة: (حتى لا يدفع أبنائنا الثمن) الرياضيين في المدينة بفرقها الشعبية أولاً ثم اللاعبين في نادي المنصورة ورواده الكثر، لم يجدوا أي حواجز تمنعهم من الوصول إلى أبواب (الصلاحي) بعد قراءتهم لكل ما يعتمل في عقلية الرجل وخلجات نفسه من أفكار وهموم وأحلام في إصلاح ما خربه الدهر.. الشباب حملوا همّهم وحلمهم إلى الرجل الذي لم يتوان لحظة من تحقيقها لإدراكه بأهميتها والرسالة التي يؤديها، كونه يرى فيهم أي (الشباب) المستقبل للوطن، وفي الرياضة تهذيب للنفوس ومرآة لتطوير ورقي الشعوب، حيث استمر في دعم كل المناشط الرياضية الشعبية وإصلاح ملاعبها وغيرها (أحد الملاعب كلف إصلاحه أكثر من (نصف مليون ريال) لتمتد يده وعطاءاته إلى نادي المنصورة ولاعبيها كمطلب شعبي من كل الشباب واللاعبين الذين استبشروا فيه خيراً وكان لهم ذلك، ملبياً لطموحاتهم في استمرار أنشطة النادي لمختلف الألعاب، التي حظيت بالدعم من حوافز مالية ومشتريات للمعدات والملابس والأحذية والرحلات وغيرها في ظل تعثر إدارة النادي من تأدية واجباتها بحجة عدم استلام مخصصاتها المالية من وزارة الشباب والرياضة التي تعد أي (الوزارة) المسئولة عن ذلك، كما لإدارة النادي نصيب من المسئولية في ا لبحث عن مداخل أخرى تساعد على تغطية بعض نفقات بعض الألعاب ولاعبيها.