عندما أصدر فخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي قرار تعيين الدكتور أحمد عبيد بن دغر تعالت الأصوات من هنا وهناك، وانقسم اليمنيون بين مؤيد ومعارض، وتحمل بن دغر الأمانة وهو يعلم تخلي الجبال عن حملها، بل والسماوات والأرض تخلت كذلك، فعمل بن دغر على لملمة ما تبقى من الدولة، وأخذ يرتب البيت اليمني، ورغم التهديدات إلا أن بن دغر ثبت ولم يلتفت لتلك الأصوات التي نالت من مسيرته النضالية . اتخذ بن دغر من عدن عاصمة اليمن الجديدة مقراً له، ومنها أتى بما لم تستطعه الأوائل، فأعاد الخدمات لعدنوللمحافظات المحررة، وزار محافظات عدة، ولم ترهبه تلك الأصوات التي نعقت كثيراً لإفشاله، عمل الرجل فوق ما يتصوره العقل، فتحامل على نفسه، ودفن أوجاعه بداخله، فهو يرى الوطن يتعافى، وليس لجسده في قاعدة الدكتور بن دغر أن يرتاح، فالتعب سيذهب، ولكن الوطن في قاموس الدكتور بن دغر إذا ذهب فلن يعود، قاسى بن دغر وتحمل أوجاعه بداخله حتى انهارت قواه، ولم يستطع جسمه المنهك تحمل عزمه وإصراره، فلم يجد بداً من ملازمة الفراش . خارت قوى المساكين وهم يسمعون عن وعكة صحية يتعرض لها رئيس حكومتهم الذي بذل جهده ووقته وصحته لخدمتهم، وأعاد لهم مادمرته الحرب، فالرجل لم يبخل بشيء ليعود الوطن سليماً معافى، فهاهي الكهرباء تعود وخدمات المياه والاتصالات وخدمة النت تكاد اليمن تتسنم الذروة. لازم بن دغر الفراش وظل قلبه مع أبناء شعبه، ووعدهم بالعودة إليهم قريباً، فيا لك من كبير في زمن الأقزام، ويا لك من باني نهضة في زمن المخربين، فأنت الذي نزلت لتتفقد شعبك فعشت معهم وتلمست احتياجاتهم، فأغضب ذلك من لا يريدون للوطن خيراً، فاتخذوك عدواً وسنوا رماحهم لمحاربتك، وشحذوا أقلامهم للنيل من مسيرتك في بناء الوطن، فلم تلن عزيمتك ولم يضرك من كلامهم إلا إشفاقك على هذا الشعب، تحملت من أجل الفقراء في هذا الوطن المتعب والمثخن بالجراحات، فلله درك من رئيس حكومة فقت نظرائك في عزمك وتضحيتك، فقد جئت في زمن صعب ومكان أصعب، فلقد جئت في زمن التجاذبات السياسية الداخلية والخارجية، وجئت إلى وسط بركانعدن، ولكن بوجودك سكن البركان . سلامات دكتور اليمن، سلامات دكتور أحمد، وعد وتحمل فالوطن يئن وأنت طبيبه، ففي عودتك بلسم للفقراء والمساكين الذين أحسوا بالأمان في ظل حكومتك وفي ظل عهدك، عد وربنا يحميك ويحمي كل شرفاء الوطن ...
