إلى قياداتنا التاريخية في بلاد الشتات تحية إجلال لكم جميعاً نبعث إليكم رسالة عاجلة حبرها دماء الشهداء والجرحى وورقها لحاف عشرات الآلاف من السجناء وهي مسطرة بدمعة كل يتيم وأرملة. عليكم أن تتوحدوا جميعاٌ من أجل بلدكم الغالي الجنوب لأننا لاحظنا خلافاتكم أيها السادة تنعكس بشكل سلبي على الداخل وما شاهدناه في الفترة الأخيرة ما هو إلا دق لناقوس الخطر وهذا ما يجعلنا نخاف ونضع أيدينا على قلوبنا خوفاً من العودة إلى نقطة الصفر؛ لأنكم مازلتم وبحكم ما تملكونه من إمكانات مادية وثقل سياسي أصحاب تأثير في الداخل وأي خلافات فيما بينكم تنعكس على الداخل وتؤثر سلباً في مسيرة الحراك الجنوبي وبالتالي زيادة معاناة أبناء الجنوب ، وهذا ما لمسناه خلال الأربع السنوات الماضية فخلافاتكم في الخارج تنعكس على الداخل وتعيق تقدم مسيرة الحراك الجنوبي .
فهل تكونوا هذه المرة مثل قيادات السودان عند مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقكم وتتصالحون مع أنفسكم وخصوصا أن العمر لم يعد فيه الكثير والوقت أمامكم قصير جداً والشعب في الجنوب ينتظر منكم موقفا مشرفا وحازما يزيح عنه تبعات الانشقاق والعبث حيث لم يعد قادرا على أن يتحمل أكثر مما قد تحمل طيلة عقود من الزمن.
هل لكم أن تجلسوا مع أنفسكم وتسألوها لماذا يقدم الجنوب قوافل الشهداء منذ قيام الوحدة وحتى يومنا هذا ؟؟؟، فكروا في مصير الأجيال التي ضُيعت والأجيال التي ستُضيع من أجل خلافاتكم في الخارج التي عكرت صفو الداخل ، تذكروا ضحايا حرب 1994وضحايا مجزرة المعجلة ، ومحرقة مصنع 7 أكتوبر ، وشهداء الضالع وردفان ولحج وعدن وحضرموت وأبين ، وما يزال الدم ينزف حتى هذه اللحظة .
أعيدوا حساباتكم إلى الوراء قليلاً تأملوا كم من ضحايا كم من أطفال يتموا وكم من نساء تأرملت. ألا يخجلكم هذا ألا توحدكم آلاف القتلى والجرحى ومئات الآلاف من السجناء. إن لم تتوحدوا اليوم متى ستتوحدون! ، إن الدماء التي تراق في كل منطقة من مناطق الجنوب هي من تبعات أخطائكم التي لازلنا ندفع ثمنها حتى اليوم ، فهل تتصالحون مع أنفسكم ومع ضميركم أولا ومن ثم مع شعبكم وحتى مع التاريخ حتى يحفظ لكم صفحة مشرقة تعيد الابتسامة والأمل إلى الأجيال في الجنوب ، وأما أن تعتزلوا العمل السياسي ويكون أفضل لكم وأريح لنا.