على الرغم من عادات بعض الأسر المتمثلة بالحد من استعمال المرأة للهاتف المحمول، وكذلك نسبة الأمية المنتشرة في أوساط اليمنيات، إلا أن شبكات وتطبيقات التواصل أصبحت قصةً لا تكاد تخلو منها أغلب الأسر، وأصبحت نافذة لإبقاء المرأة على اطلاع وتواصل في محيط أسرتها، حتى على مستوى غير المتعلمات، واللاتي يستخدمن الهواتف لمجرد التواصل أو استعراض صور ومعلومات في مواضيع يتم تداولها في مجموعات مرتبطة بالأسرة. سماح، متزوجة وتعيش في منزل أسرة زوجها الذي هاجر بعد شهور من الزواج إلى السعودية، تقول ل«العربي» إنها تقضي الكثير من أوقات الفراغ، بعد الانتهاء من الأعمال المنزلية، أمام الهاتف، وتوضح أن التواصل يجعلها على اطلاع على حياة زوجها وهمومه اليومية، وعلى الرغم من البعد، فإن «الحضور اليومي الذي اعتدتُ عليه من خلال التواصل عبر الايمو والواتساب، لا يمكن التنازل عنه إلا بظروف استثنائية كانقطاع الانترنت». وسماح كأغلب اليمنيات، لم يتح لها إكمال التعليم، ولا تجيد القراءة والكتابة سوى بشكل محدود، ومع ذلك فإنها ومن خلال الهاتف المحمول، أصبحت تطلع على بعض الأخبار وجديد المعلومات والمواضيع المثيرة للاهتمام، لتكسر العزلة حولها، فضلاً عن التواصل وأخوتها وأخواتها وصديقاتها.أصبحت شبكات وتطبيقات التواصل نافذة لإبقاء المرأة على اطلاع وتواصل انتشار سريع في الغالب، يبدأ تعوّد المرأة على الهاتف وتطبيقات الواتس وغيرها لضرورات التواصل، لكنه يصبح مع التعود نافذة تكسر من خلالها المرأة حاجز العزلة. تقول ذكرى (جامعية 25 عاماً) ل«العربي» إن الهاتف المحمول - بشقه المتعلق بالإنترنت والاتصالات - أصبح في كل الأسر التي تعرفها، وإنه أصبح نافذة المرأة للتواصل مع أفراد أسرتها أو أقاربها الذين يسكنون في مناطق بعيدة، وتضيف أن «التطبيقات انتشرت بالبداية للتواصل الضروري فقط، ولكن وبسبب المجموعات والخصائص التي تتيح التواصل الاجتماعي، تحول لنافذة للمرأة للاطلاع، وبالأخص على الأخبار والمعلومات التي يتم تداولها بشكل واسع». ضعف الانترنت ووفقاً للحالات التي التقاها «العربي»، فإن ضعف الاتصال بالإنترنت هو المشكلة الأبرز، حيث تعتمد النساء في الغالب على الكروت من الشبكات العامة والباقات، وهذه تمضي ساعات طويلة في اليوم بضعف شديد، لكنها لا تمنع المرأة التي تجد صعوبة في متابعة التلفاز من المحاولة. وأما المشكلة الثانية فتأتي بطريقة الاستخدام وعدم وجود خبرة كافية بالتعامل مع التطبيقات. وفي الأغلب، فإن الباقات التي توفرها شركات الاتصالات (باقات يمن موبايل وهي الأشهر أو أم تي أن يمن، وسبأفون)، لا تكفي للاستفادة من الإنترنت بالتصفح أكثر أو تشغيل مقاطع فيديو أو الاتصال بصورة أوضح، بسبب محدودية السرعة والبيانات، أما الشبكات العامة تضعف في غالب الأوقات بسبب زيادة الضغط من المستخدمين أو موقع المنزل من الشبكة، وتقول أحلام، التي تمتلك هاتف «أيفون» وتتواصل مع أخوتها كما لديها حساب على «فيسبوك»، إنها لا تستخدم الشبكة إلا في ساعات محددة باليوم فقط لأنها يجب أن تظل في غرفة محددة بالمنزل تصل إليها الشبكة. القيود... ولكن وفي اليوم العالمي للمرأة، التي يركز فيها الحديث على حقوق المرأة، ورغم كون الهاتف المرتبط بتطبيقات التواصل، يخفف العزلة التي تعيشها ومحدودية تواصلها في مجتمع كاليمن في ظل الظروف الحالية، إلا أن القيود الاجتماعية التي تصادر حقوق المرأة وتتعامل معها بالتمييز، تستمر بملاحقتها حيث أن هناك نسبة من النساء أو الفتيات يجدن العوائق لاعتقاد أفراد أسرهن، كالأب أو الأخوة أو الأقارب، بعدم حقهن في امتلاك هواتف أو في استخدام شبكات التواصل. وتقول أسماء (متزوجة منذ ثلاثة أعوام ولديها طفل) وتعيش مع أسرة زوجها، إنها لا تستخدم الهاتف المحمول أمام بعض أفراد أسرة زوجها، لأنهم يعتقدون أن التواصل يشغلها عن الأعمال المنزلية، أو أن ذلك يسبب خسارة مادية لزوجها. أما بدور، فقد باعت قطعة ذهب من مقتنياتها، لتشتري هاتفاً «جلاكسي 3»، لتعويض الهاتف الذي سقط في الماء، وقد أخفت ذلك عن أسرتها، لأنه من الصعب عليها أن تطلب شراء هاتف بديل، وهناك أشياء في نظر الأسرة لديها الأولوية كاحتياجات في المنزل، لكن بالنسبة لها فقد أصبح جزءاً من حياتها اليومية، وقد اشترت هاتفاً من النوع نفسه حتى لا يظهر أنه جديد.