اليوم نرفع أصواتنا عاليةً وهادرة مستنجدين ومستجيرين للسيد رئيس الجامعة الذي وثق ببعض المنتسبين لجامعة عدن ومنحهم أمانته وثقته وبعض مسؤولياته في العمل الأكاديمي ، ووضع في أيديهم اختيار المعيدين ممن يسمون ب (المنتدبين والمتعاقدين) الذين لا يَلزم الجامعةَ بهم أيُّ التزام ، وهذا واضح في استماراتهم التي تنص على عدم مسؤولية الجامعة عن أي حق لهم من ناحية ، ومن ناحية أخرى لا حاجة للجامعة بهم ، وهذه الظاهرة من بقايا ركام سياسات المؤتمر الشعبي العام الهمجية التي لا تراعي الحق العام للمجتمع ولا الحق الخاص للأفراد ، فضلاً عن سياسته في تجذير التجهيل في المجتمع وخلق الولاءات غير الوظيفية للعلم والمعرفة والثقافة ، وشطب الاستحقاقات الدستورية والقانونية والعمل بخلافها ، وإلغاء الأنظمة واللوائح والقوانين الجامعية والعمل بالولاء ات النفعية ، وهذا يهدم الصروح العلمية التي لم تعرف مثل هذا العبث الوظيفي والفساد العلمي ، وقد كانت جامعة عدن في مقدمة الجامعات الوطنية ، بل ؛ والعربية ، واليوم نقف مستنجدين بسيادتكم لإزاحة ذلك الركام عن الجامعة ، وإذا كانت للأقسام العلمية في الجامعة حاجة إلى معيدين فليس أولى من تطبيق لائحة الجامعة في الإعلان عن ذلك ، وتحديد المواعيد وإجراء امتحانات القبول للمعيدين بلجان علمية متخصصة ومنتقاة من خيرة أساتذة الجامعة مع أعطاء الأولوية لأوائل الطلاب من الخريجين بعيداً عن تعيين أبناء المنتسبين للجامعة ممن ليسوا من الأوائل أو غيرهم .. وهذه الأيام تسعى جهاتٌ بعيدة عن العمل الأكاديمي في جامعة عدن مستغلة الظروف التي يمر بها الوطن هادفة إلى تأسيس تعامل خارج عن النظام المتبع في الجامعة ذلك النظام الذي جعلها جامعةً تحظى بسمعة عالمية وعربية وإقليمية بما يمثله خريجوها من اقتدار علمي ومعرفي وحضور أكاديمي على مستوى المعارف والعلوم والفنون المختلفة ، ومما يؤسف له أن ذلك الانحراف الوظيفي يحرم أوائل الطلاب في الأقسام العلمية من حقهم في الالتحاق بالجامعة ، ومن ثم حرمان المجتمع من صفوة العلماء الخريجين سنوياً من تلك الأقسام ويرمى بهم إلى سوق البطالة المضر لإمكاناتهم والمضر للمجتمع ، وللعلم أن الانحراف الوظيفي يأخذ بمعايير لا تتفق مع لوائح الجامعة أو أي جامعة في العالم ، ومن تلك المعايير الانحرافية الأخذ بالأمور الآتية : 1 الانتداب أو التعاقد مع موظفين في إدارات تربوية أو غيرها. 2 اعتماد سنوات الانتداب أو التعاقد مع هذه الكلية أو تلك. 3 عدم مراعاة التقدير العام (جيد جداً) وما فوق. 4 عدم مراعاة حاجات الأقسام ، واجتناب البطالة الوظيفية (1) 5 الأخذ بالولاءات القبلية والمناطقية والتكتل النفعي لهيئات التدريس والعمادات في الكليات ومراعاة أقاربهم من تلك الولاءات .. 6 عدم النظر في الرسوب الذي وقع فيه هذا أو ذاك من هؤلاء المنتدبين أو المتعاقدين الذي لا يسمح لهم بدخول الجامعة معيدين أو دارسي دراسات عليا .. 7 بعض هؤلاء لا يعرفون أبواب الكليات التي يُزعم أنهم قد انتدبوا إليها أو تعاقدوا معها .. يا سيادة رئيس الجامعة ؛ نحن لا نطلب طلباً خاصاً ، وطلبنا هو الارتقاء بالجامعة ، والعمل على إيجاد هيئات تدريسية مؤمنة بقضية العلم والمعرفة ، ومتبحرة في التخصص الأكاديمي ، وقدراتها هي التي تفرض وجودها في الجامعة وخارجها متقنة لعلومها ، ومجيدة لاختصاصاتها ، ومتمكنة من معارفها ، ومتفوقة في عطائها العلمي ، الحكم في قبولها لوائح الجامعة وقوانينها وأنظمتها ، وليس لي أن أذكّرك يا سيادة رئيس الجامعة بشكاوي طلابنا من كلية الهندسة إلى كلية التربية في شبوة !! لاحظ أعداد صحيفة الأيام (29 /11/ 2017م ، ص / 9 ، و 2 /12 ، 2017م ، ص / 9 ، و 11 / 12 / 2017 م ، ص / 1 ، 6 ، و 2 / 1، 2018م ، ص / 2) ؟ كيف لطالب ذكي أن يقضي من ربيع عمره سنواتٍ بحلوها ومرها منتظراً أن يحقق حلمه بجهده المشهود في الأوائل لكي يكون معيداً ثم دكتوراً وأخيراً أستاذاً يشار إليه بالبنان نافعاً لاختصاصه وطلابه ومجتمعه ؛ يرفع من مخرجات الجامعة ويرفد سوق العمل بقوى عاملة متقدمة ترتقي بالاقتصاد الوطني ، وترفع مكانتنا شعباً ووطناً ودولةً .. يا سيادة رئيس الجامعة ؛ كن أباً لهؤلاء الأوائل المحرومين من حقهم العلمي والقانوني ، وحرّر الجامعة من قوائم الانتداب والتعاقد واحتساب سنوات الانتداب والتعاقد من غير النظر في استحقاق التقدم العلمي للأوائل ، أين هؤلاء يوم تخرجوا من جامعاتهم من الإعادة فيها ؟؟ ولماذا ظلوا منتظرين لقرار فرضه المخلوع والقتيل في إحدى نفثات فساده السامة ؟؟ إذا كانوا يرفضون المخلوع أداةً ونظاماً فكيف يقبلون قراراته تعطيلاً وإفساداً ؟؟ فليكن لنا وجهٌ واحد هو إحقاق الحق لذويه .. يا سيادة رئيس الجامعة ؛ امنع هذه المهازل التي يمرّرها مَن تثق بهم ويوهمونك أنهم يعملون لصالح الجامعة تحت قيادتك !! إن هذه الخطوة إن تمت فإنها لن تصم أسماءهم ، بل ؛ ستظل ملتصقة باسم رئيس الجامعة ، ونحن نرى أن رئيس الجامعة أكبر من ذلك ، وأنه لن يرتضي بهذه الخروقات العلمية في التوظيف ؛ جاءت من عميد كلية أو لجنة لا تقدر حقيقة ما تعمل .. يا سيادة رئيس الجامعة ؛ جميعنا نحب الجامعة ، ولا نريد لها إلآ أن تعتلي الهرم الجامعي الإقليمي والعربي والعالمي ، ونتمنى أن يكون ذلك تحت قيادتكم ، وأن نكون المحتفين بكم وبالجامعة وبكل منتسبيها وجميع المتعاطفين معها ، ومن أجل تحقيق هذا فلنسر في ركب (2) الاختيار القانوني الصارم في الانتقاء الوظيفي للكوادر العلمية الذي تتعامل به جميع الجامعات العالمية الممثل في الآتي : 1 حصر الحاجة التوظيفية في الأقسام العلمية للاحتياج الحقيقي لا للولاءات والضغوط والمصالح الانتهازية غير المحتمكة إلى الاستحقاق العلمي . 2 إخضاع تلك الحاجة للوائح والأنظمة الجامعية التي تنظم ذلك بالإجراءت الآتية : أ استبعاد كل من لديه رسوب في سنواته الدراسية الجامعية .. ب الأخذ بالأعلى درجةً وتقديراً من بين الحاصلين على تقديري (جيد جداً وامتياز) حسب العدد المحتاج إليه فقط . ج إجراء امتحانات القبول التحريرية والشفهية من قبل أساتذة مشهود لهم بالقدرة العلمية والأمانة الأكاديمية .. د فرز الناجحين حسب الامتحانين والتقديرات وبيانات الدرجات السنوية . ه شهادة حسن سيرة وسلوك . و تزكية من القسم العلمي تؤكد اقتداره العلمي والأخلاقي . يا سيادة رئيس الجامعة ؛ هذا العمل وأمثاله لا يمت لرؤيتكم العلمية بصلة ، فأنت لا ترتضي هذا .. ولن تسمح بمروره مهما روّج له المنتفعون أو الواهمون ، وأن قلبك وعقلك وضميرك مع الاستحقاق العادل لطلابك الأوائل ذوي (الامتياز) في تقديراتهم العامة ؛ الذين يرفعون سمعة الجامعة طلاباً وخريجين ومعيدين وأساتذةً قريباً ، هؤلاء هم رصيدك التاريخي الذي سَيَذْكُرُكَ حاضراً وغائباً ، اليوم وغداً ، ثق أن شهادة الأجيال هي شهادة التاريخ الحي والمتداول بين الناس ، والمسطر بأحرف من نور في شهاداتهم وتعييناتهم ، في تاريخ الجامعة ، وتاريخ الحركة العلمية ، وتاريخ قياداتها ، وأنت واحد منهم .. لا تدع هؤلاء يشوهون تاريخ عدن وجامعتها وتاريخكم يا سيادة رئيس الجامعة .. أملنا في جامعة العمالقة (با ذيب والنوبان وفارع وبكير والعمودي) ألآ تسقط في ظل قيادتك بإعطاء الأمانة لغير المؤتمنين عليها ، وأنت أدرى وأعلم بذلك منا ، وما قولنا هذا إلآ استجارة كليم بحليم ..