في البداية نترحم على أرواح شهداء اليمن ونتمنى كل الشفا العاجل للجرحى لقد انتابنا كل الحزن والأسى حين نرى على القنوات المشاهد المروعة لسقوط الضحايا وندعوا الجنود لان يتوقفوا عن إطلاق الرصاص ضد إخوانهم فان لقمة العيش لاتكسب بقتل وزهق نفوس بريئة. وعلى النظام ان يتقي الله فان ما يرتكبه فهي جريمة إبادة ستلقى العقاب .
يبدوا ان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح يعيش في عالم أخر حيث يحيط به مجموعة من المسمين المستشارين الذين يصورون له مشهدا غير واقعيا عن مايدور في البلد وهولاء هم القلة المستفيدة من بقائه وخاصة وإنهم رموز الفساد المستشري في بنيان الدولة منذ فترة ليست بالقصيرة وما اندلاع هذه الثورة إلى ترجمة عن حالة الإحباط لدى الملايين من الشعب وهم يرون بأم أعينهم كيف يمتص هولاء دمائهم ويستنزفون مقدراته المادية تاركين خلفهم الفقر والبطالة والظلم الاجتماعي والاقتصادي وبدلا من التركيز على النهضة الاقتصادية ورفع مستوى التعليم واستيعاب المقدرات البشرية من الشباب المتعلم ظل النظام يركز على فتح جبهات الصراعات القبلية والاقتتال بين اليمنيين في صعده ومأرب وهضم حقوق أبناء الجنوب من خلال بسطة واستيلائه على الأراضي وجعل مناطق الجنوب ثكنات عسكرية تخوفا من اندلاع إي ثورة تطالب بالعدالة.
اثبت الرئيس اليمني اليوم أكثر من إي وقت مضى عناده وإصراره في البقاء في سدة الحكم وان جاء ذالك على جماجم كل اليمنيين والمجازر التي ارتكبها هذا النظام في ساحات التغيير في صنعاءوتعزوعدنوالحديدة وصعده وكل مناطق اليمن التي تنتفض ضده ما هوا إلى دليل قاطع على وحشية وعنف هذا النظام والذي تلطخت يديه بدماء الأبرياء من الشعب اليمني العظيم ميزة الطغاة في كل عصر بأنهم لا يستوعبون العبر والدروس من الذين سقطوا من قبلهم بل يظلوا يقبعوا في برج عاجي عازل عن صيحات وانين الشعوب ولكن الدرس الأخير هي التي تلقنه الشعوب ويبدوا واضحا بان فترة بقاء علي عبدالله صالح على الكرسي المهزوز بات معدود ا
ما يسموا أنفسهم من المقربين أو المستشارين مازالوا يضللوا الرئيس ويرسمون له لوحة ذات ألوان جذابة بان مايحدث هي عبارة عن لحظة انفعال جماهيري ستتلاشى قريبا وكل جمعة يحشدوا له بمجاميع مدفوعي الأجر في ساحات السبعين والتحرير, حيث يلقي خطاب الجمعة بنبرة تحدي وكبرياء متجاهلا مطلب عامة الشعب وإذا يعتقد بأنه يحظى بتأييد الكثيرين فلماذا لايذهب إلى تعز أو الحديدة أو عدن ليلقي خطبة الجمعة بين هذه الجماهير أنها كذبة كبيرة يدركها العالم فقد أصبح هذا النظام يتلاشى في كل يوم يسقط فيه شهيد جديد ولم تعرف اليمن في تاريخها الحديث مدى عنف وبشاعة نظام يطلق الرصاص على شعب مسالم.
فإذا كانت مظاهرات أنصار الرئيس تقام كل جمعة فان عامة الشعب فهي تتظاهر يوميا مطالبة برحيله السريع , إذا أمام الرئيس مشهدين مختلفين إما الرحيل أو التسلط وهذا يعني مواصلة قتلة لأبناء هذا الشعب العريق فالعالم اجمع أدرك مدى قوة ومطالب أغلبية الشعب اليمني حتى أمريكا فهي سحبت عنة البساط بعد ان استخدمته كدرع واقي أمام ما يسمى الحرب ضد الإرهاب والقاعدة وفي كل يوم نكتشف بان هذه الورقة أصبحت حارقة وأصبح النظام معزولا داخليا وخارجيا فأمريكا قد طالبته بتعجيل رحيله وأوقفت المساعدات عن النظام والاتحاد الأوربي أصبح مستعدا لاتخاذ اجراءت في نفس الاتجاه اما دول مجلس التعاون الخليجي فقد تقدمت بمبادرة تسعى إلى تنحي الرئيس اليمني ولكن يرفضها ولانستبعد ان يتراجع من جديد ويعلن موافقته وخاصة وانه أصبح شخصية مهزوزة ويعاني من انفصام الشخصية وهذا ما تجلى من خلال ما يقوله تارة وما يفعله في ارض الواقع تارة أخرى ومن سخريات السياسة تحدث عن شرعيته الدستورية فأي شرعية يتحدث عنها هذا النظام حيث فقد شرعيته منذ اللحظة الأولى لانطلاق هذه الثورة الشعبية وقتله لمئات من الأبرياء اما الخطابات التي يتم صياغتها له من قبل مقربيه تكشف إلى مدى السخرية والجهل بالواقع على الساحة إي رئيس هذا والذي لايذكر بكلمة أسف وحزن عن زهق إي روح من أبناء الشعب أين قائد الرمز والتنمية التي يتداولها مقربيه في السلطة وفي الإعلام الذي يسيطر علية هذا القائد الرمز الذي يحاول ان يزج بالبلد في حرب أهلية لايحمد عقباها فمثل هولاء الساسة يذكرنا بكتب التاريخ عن إقدام حكام
على إحراق الأخضر واليابس وكأنه يترك لنا بلدا معمرا ومزدهر اقتصاديا فلا يكفيه بان يترك البلد ملي بالفقر والجوع والبطالة اما الجانب الاخر والذي سيأتي دورة هو الكشف الثروة الهائلة التي يمتلكها في الداخل والخارج وهي ثروة كل الشعب. كما إننا نلاحظ حالة الانهيار والانفعال لبعض أركان النظام عندما تجرى معهم الحوارات على قناة الجزيرة حيث يتهموا القناة بأنها تحرض على الثورة إي أنهم عاجزين عن قول الحقيقة لماذا النظام يطلق الرصاص على شعبة والمضحك في الأمر عندما يعاتبوا الجزيرة بعدم تغطيتها للمظاهرات التي تؤيد الرئيس أليس هم من أغلق مكتب الجزيرة وطرد مراسليها حتى يخفوا الحقيقة عن العالم .
اما عندما يقول الرئيس الذي فقد شرعيته بان قطر تتدخل في شؤون اليمن أين موقفة من السماح للطائرات الأمريكية بدون طيار تقتل مواطنين في داخل الأراضي اليمنية , قطر دولة شقيقة دوما وقفت مع الشعب اليمني في أوقات المحن وما قاله رئيس وزرائها هي الحقيقة اما النظام اليمني فهو يريد ان يستيقظ المشاعر الوطنية وإذا رحل هذا الرئيس فان كل المستفيدين والفاسدين سيتساقطون جميعا ولن ينجوا من عقاب الشعب وحتى هذه اللحظة تم إزهاق أرواح أكثر من 300 شهيد وأكثر من 8000 جريح فكيف يمكن ان تتجاهل إي مبادرة هذه الدماء.
العالم اليوم فقد تغير كثيرا وكل الحقائق تصل إلى كل شعوب الأرض عبر الوسائل التقنية من انترنيت والمدونات والمواقع الاجتماعية والتلفون السيار اما الإعلام الرسمي فانه فقد واقعيته ولا احد يعطي له إي مصداقية.
اما التركة الثقيلة لهذا النظام تتمثل في تركة جيش ممزق لأنه استحدث لأكثر من نظام امني قمعي يثمثل في الأمن المركزي والأمن السياسي والحرس الجمهوري والقوات الخاصة إذا ما جدوى لكل هذه التشكيلات فهي بأساس أداة قمع ضد الشعب واستنزاف لموارد البلد حيث خلق جيوش من الدرجة الأولى وأخرى من الدرجة السفلى اقل تدريبا وتسليحا هذا ما يجب ان يعرفه العالم المتحضر فان مساعدات أمريكا والاتحاد الأوربي تذهب إلى الآلة القمعية للنظام وعلى شعوب هذه الدول ان تتحرك لحمل دولها على وقف هذه المساعدات والتي تأتي من الضرائب الذي يدفعونها وانا واحد منهم.
أمريكا والدول الديمقراطية تتحمل مسؤولية كبيرة في صمتها الطويل عن هذا النظام كما ان دول الجوار وبالذات السعودية هي الأخرى من أسهم في دعم علي عبدالله صالح وضخته بالأموال وهو استخدمها في قمعه لشعبه وتدمير مقدرات البلد ونسمع دوما بان اليمن بلد فقير في الموارد وهذا غير صحيح فاليمن لدية مصادر متنوعة من نفط وغاز وزراعة واسماك وأكثر من ذالك القوة البشرية والتي بحاجة إلى استثمارها بشكل صحيح.
ان موارد ومقدرات اليمن فقد نهبها هذا النظام وأعوانه فلا يجوز ان تظل اليمن عاجزة عن رفد والاستفادة من مقدراتها . نعم اليمن فقيرة بإدارة السياسيين لها والذين همهم الأول والأخير هو السرقة والنهب المكشوف والغير المكشوف وهذا ما تجسد في التقارير الدولية حيث أشار لأكثر من مرة بان اليمن على قائمة الدول الفاسدة وانعدام الإدارة السليمة لمواردها, هولاء الحكام جعلوا من البلد العظيم في قائمة الدول أكثر فقرا بحيث لايتجاوز دخل الفرد اليومي اثنين دولار لليوم .
هذه الثورة جاءت لتقول كفى فسادا كفى, ظلما وكفى تمزيقا وما على النظام في تسليم السلطة بعد ان ابثث للعالم قوة بطشه للشعب الأعزل والذي يحاول ان يقتلعه بصورة سلمية.
اما علي عبدالله صالح فيعتقد بان اليمن أصبحت دمية في يده وبدونه اليمن سوف تسقط إلى الهاوية هذه هي مبررات من يفقد ثقة شعبة فالشعب هو زلزال عاتي يهز نيران غضبة على كل طاغية يسعى ان ان ينام على جثثه ولن يهدا بالا لهذا الشعب حتى يحقق هدفه الأول والأخير والذي يثمثل في إسقاط نظام عفى علية الدهر ومن اجل بناء يمن جديد تسود فيه الديمقراطية الحقيقية والعدالة المنشودة .