صقر ابو حسن "الله اكبر على إبليس ذي خيم على مملكة بلقيس, الإمام الرئيس الذي مل اليمن من ترئاسه", بتلك السخرية ذات النكهة الذمارية يردد العشرات في اعتصام ساحة التغيير بذمار في سمر شبابي تقترب ساعاته من الفجر, فيما تقول نكته ساخرة أخرى: مرافق الرئيس صالح دخل على الرئيس مرة ووجهة به جروح غائرة سائلة عن سبب تلك الجروح قال, الحلاق يا فندم أزيد له مئة كل مرة وهو يعمل بي كما ترى, قال له الرئيس, غيره, رد عليه :قد قلنا قالوا اخرج من البلاد", وغيرها كثير, ومساءً يكون جميلاً, إلى حد بعيد من التألق, خاصة مع حضور النكتة الذمارية, التي اتسع رقعة سخريتها لتصل إلى كل شيء يقترب من النظام.
يحتفل الجميع بأغان حماسية وثورية, ويردد الكثير أبيات منها كحالة اكتست الكثير هنا, فقد انصهرت كل المفاهيم لتصل إلى مفهوم واحد, يراه الأغلب بات حقيقي واقرب إلى الواقع, وقد يكونون الوحيدون من يردد "الشعب خلاص اسقط النظام".
هناك, يتصل الليل والنهار, وتجاذب الجميع أطراف الحديث عن ذات الموضوع بشكل مختلف, وبسخرية لاذعة تطال أركان النظام, ويمضى الاعتصام بساحة التغير بذمار ببرنامج حافل بالأنشطة والفقرات المتنوعة, ودائماً ما يقطعها زامل شعبي يصدح به العشرات من أبناء القبائل, أثناء فترة الصباح, أثناء إعلان انضمام إلى قافلة ثورة الشباب. بسهرات ليليه تبدأ مع الثامنة تنتهي في العاشرة, يضحك الحاضرين الذين ارتصوا على مسافات متقاربة من المنصة, كثيراً, بينما تكتفي الاضاءات الخافتة, بنشر بقية المتعة المتجددة كل مساء.
الان يكون الاعتصام بذمار يدخل شهرة السادس- 8مارس الفائت أول يوم اعتصام بذمار- مع ذلك يشعر الحاضرين أنهم يناضلون بشكل مختلف فه يتحملون البرد مساءً وحرارة الشمس صباحاً, ويحضون بحرية في الحديث في "ارض الحرية" كما يطلقون عليها, فقد باتت مكان جيد للالتقاء بالأصدقاء وطرح الآراء المختلفة والتعبير برأي مستقل دون خوف من "عسس الأمن" وما أكثرهم في مدينة حضور القبيلة مهيمن. *عضو المكتب التنفيذي للمجلس الإعلامي للثورة