لقد عملت قطر وتعمل بصمت وكد بواسطة أطراف يمنية من أجل ابتلاع الجنوب بالعرض في ظل انشغال التحالف العربي وبالذات السعودية ولإمارات بالحرب في جبهات الشمال بين كر وفر لتحرير التباب والجبال , إضافة إلى جبهات جديدة فتحتها ضد الإمارات من خلال اعتراض الطائرات المدنية بالطيران الحربي وإطلاق صواريخ سكود الحوثية على السعودية , وهي تعلم أي قطر أن اعتراض الطائرات المدنية الإماراتية لا تهدد الملاحة الإماراتية وحسب , بل والدولية أيضا . وتدرك كلفة عملها الاستفزازي الباهضة لكنها غير مبالية حتى وإن تم تصنيف نظامها بالإرهابي وطبقت عليه كل القرارات الدولية المتعلقة بالإرهاب الدولي وكأنها تبدي استعدادها لتحمل تبعات شر عملها الذي يهون بالنسبة لها في سبيل اختطاف الجنوب وعاصمته عدن من يد السعودية والإمارات وأن تسحب الأرض من تحت أقدامهما تقيدها بعجلتها تدور في فلكها الإخوانجي مستغلة غياب فاعلية الجهاز الإداري والمالي في الجنوب . التحالف العربي والمجتمع الدولي منحوا ثقتهم لشرعية الرئيس هادي فاستغلت جماعة الإخوان المسلمين اليمنية ممثلة بحزب الإصلاح اليمني التي أوصلته قطر إلى سدة الحكم فيما سمي بحكومة الوفاق اليمنية إثر ما عرف بثورة التغيير 11فبراير تلك الثقة , فأحاطوا بالشرعية بل تقمصوها على مقاسهم في حكومة لم تجد ترحيبا في عدن رغم أنها جاءت بسرعة وفور تحرير المدينة بدافع ما طبعا من قطر ذات الخبرة الواسعة في إجراء المسابقات للاستيلاء على المراكز , عدن والجنوب عامة عبر الحكومة الشرعية في جو مشحون بالغضب على الشماليين وبالحرب على كل ما هو شمالي وسط حملة إعلامية تضليلية في صيف قائظ موجهة ضد الجنوبيين وانتصاراتهم ونسبتها لصالح الشماليين فيما يعرف بالجيش الوطني بهدف دمج قوات المقاومة الجنوبية فيه تقوده وسائل إعلامية قطرية , فما كان لهذه الحكومة وأدواتها المسيرة قطريا إلا أن تنتقم بأبشع وسائل الفساد من الجنوبيين والتضييق عليهم . ومن حينها غاب الجهاز الإداري والمالي المسئول في الجنوب ثم أصبح مترنحا إلى يومنا هذا لأنه بيد الحكومة الشرعية اليمنية بخلاف الجهاز العسكري والمني الذي ثبت حضوره لأنه بيد التحالف العربي السعودية والإمارات مباشرة . التحالف العربي لم يحاول قط انتزاع السلطة في الجنوب بالقوة من الحكومة الشرعية اليمنية الفاسدة الفاشلة ليفرض إرادته إداريا وماليا بقدر ما هو يحترمها يقدر مكانتها حسب مبادئه التي تلزمه التعامل مع الحكومات بعكس النظام القطري الذي يجيد التعامل مع كافة الأطر في مقدمتها التنظيمات والجماعات , ومثلما لم يحقق أي هدف من أهدافه سابقا ومحاولة إحتواء الحراك الجنوبي النظام القطري سيفشل فشلا ذريعا في تحقيق أي هدف من أهدافه الهدامة في ظل الجنوب العربي الحر تحرسه عين الله التي لا تنام وقوات مقاومتنا الجنوبية وإدارة المجلس الانتقالي الجنوبي .
المجلس الأعلى للحراك الثوري السلمي لتحرير واستقلال الجنوب من باب الحرص على المسئولية والروح الوطنية يعرب عن قلقه الشديد إزاء استهتار الحكومة الشرعية اليمنية فيما يخص توفير حقوق الناس وتلبية مطالبهم وبدرجة أساسية مطالب العسكريين والأمنيين الجنوبيين , ويؤكد أن وطنهم الجنوبي في أمس الحاجة لخدمتهم لابد من استدعائهم لإعادة تأهيلهم وتدريبهم على الأسلحة المتطورة الحديثة في معسكر بئر أحمد بدلا من الجنود والضباط الشماليين . وإنه يقف إلى جانبهم حتى تحقيق مطالبهم وصرف رواتبهم من خلال توسيع دائرة الاحتجاجات وتكثيفها حول معسكر بئر أحمد فهم عماد الوطن والتحالف العربي وفي نفس الوقت يدعو المجلس الأعلى للحراك الثوري السلمي لتحرير واستقلال الجنوب يعلن تضامنه المطلق معهم ويدعو كافة منظمات المجتمع المدني والجماهيري وعلى رأسها اتحاد نقابات عمال عدن واتحادات نقابات عمال محافظات الجنوب الوقوف إلى جانب العسكريين والأمنيين الجنوبيين وإصدار بياناتها المؤيدة لهم والمساهمة في احتجاجاتهم وإعلان الإضراب العام الشامل في حال تجاهل الحكومة الشرعية اليمنية لمطالبهم وذلك لمواجهة صلفها , الأمر الذي سيدفع المبعوث الأممي أن ينظر في مسألة إصدار قرار دولي تتولى بموجبه السعودية والإمارات إدارة الجنوب إداريا وماليا .