الضرورة تقتضي أن يكون اجتماع قيادات المقاومة الجنوبية في حالة انعقاد دائم في الوقت العصيب الراهن بسبب الظروف السيئة المفروضة على الجنوب العربي الحر وما كان له أن يمر بها لولا تقاعس تلك القيادات عن تحمل مسئولياتها تجاه الوطن الجنوبي والإتكالية المطلقة على التحالف العربي وبالذات السعودية والإمارات ليس سعيا وراء الحصول على رتب عسكرية أو مناصب وهم مقتنعين بأن رتبهم هي الحصول على هويتهم الحرة في دولة مستقلة ذات سيادة ومناصبهم هي الأمن والسلام والاحترام المتبادل مع دول المنطقة والعالم , وإنما كانت تلك الإتكالية تعبيرا لإظهار المصداقية وحب العيش معهم في أخوة حقيقية ووئام فسلموا زمام الأمور كلها بعكس الشماليين لم يسلموا أي أمر بل استخدموا التحالف لضرب مصالح وأهداف الجنوبيين سواء بالتعيينات والإعفاءات أو بافتعال الأزمات السياسية والعسكرية والمالية والخدمية في الجنوب باعتباره أراضي يمنية محررة أخضعها التحالف العربي لهم مرة أخرى بعد طرد قواتهم الأمنية والعسكرية الشمالية . قيل أن الحاجة أم الاختراع لكنها أصبحت أم الخداع الذي يمارسه الشماليون مع التحالف ضد الجنوبيين الذين تستدعيهم الضرورة للإبداع في تحمل المسئولية بواسطة قيادات المقاومة الجنوبية لبسط سيطرتهم الفعلية على أرض الجنوب لإنقاذها من الصعاب ومن كوارث تتوالى عليها من وراء حكومة شرعية يمنية لحزب الإصلاح اليمني الإخوانجي المدعوم قطريا تحاول السعودية والإمارات تعزيزها بقيادات وعناصر مؤتمرية تقودها عائلة عفاش تنشر هيمنتها وقواتها جنوبا قبل الشمال الذي يسيطر عليه الحوثيون .
الواقع المزري الشائك يفرض على قوات المقاومة الجنوبية أن يكونوا في حالة استنفار مستمر ويتواصلوا مع المجتمع الجنوبي وحراكه سواء بالبيانات أو بإشراك قيادات الحراك بل واستدعاء العسكريين والأمنيين الجنوبيين المسرحين والقدامى والمتقاعدين للاستفادة من خبراتهم لما تقتضيه الضرورة وإعطائهم مسئوليات وإنشاء غرفة عمليات وتشكيل مجلس عسكري ( هيئة عسكرية ) والذي أعلن عنه المجلس الانتقالي الجنوبي ثم تراجع ربما بضغوط من قيادة التحالف ممثلة بالسعودية والإمارات .
إن الوضع في الجنوب يمكن القول عنه بأنه منهار وآيل لصوملة القرن الماضي يتطلب إعلان حالة الطوارئ وخاصة أنه مايزال في حالة حرب طويلة الأمد مع التحالف ضد نظام صنعاء نعتبرها حربا للدفاع عن وجودنا وكياننا مهما اعتبرها التحالف من أجل إعادة الحكومة الشرعية اليمنية إلى عاصمتهم صنعاء , يكفينا تقاعس وخلان فبسواعد أبنائها تبنى الأوطان وقوات المقاومة الجنوبية هي اللبنات الأساسية لوحدات قواتنا المسلحة والأمن الجنوبية البرية والبحرية والجوية بناؤها يتم بالاعتماد على الله ثم على ذاتنا ومن خلال توزيع المهام المسألة اللازمة والملحة .