شعب الجنوب من المهرة إلى باب المندب ، جسد واحد ، يجب أن يكون ويبقى كذلك ، والمصيبة او المشكلة التي تؤلم بشخص أو بفئة أو بفصيل او بمنطقته منه ، ستؤلم بجسده كله ، وسيبقى يشتكي منها ، مالم نحزم أمرنا جميعا ونتعاون في تحمل تلك المصيبة او المشكلة ، والوقوف ضدها ومعالجتها . ربط القول الجنوبي بفعله ، لدى جميعنا ، أمرا في غاية الأهمية ، حتى نستطيع أن نحافظ على كياننا الجنوبي، ونبقيه طاهرا نقيا ، من المؤامرات والدسائس والتشويهات، التي تسعى جاهدة في الليل والنهار ، إلى إفشال مساعينا المعتزمة على إنشاء وتكوين مجتمع جنوبي مستقل ، ملبيا تحقيق الطموحات والأهداف والآمال ، المرجوة أن نرى زهاها منعكسا في حياتنا وحياة ابائنا وأمهاتنا وأبنائنا ونسائنا وضعفائنا وفقرائنا ومحرومينا، التي ومن أجل تحقيق حلمها ، كان نضالنا وكانت تضحياتنا ، فإلى زمن قريب جدا جدا ، مازلنا نتذكر كيف كنا نتفق في أقوالنا ، التي فيها رفعنا صوتنا عاليا ، المعبرة عن رفضنا كل الممارسات والأساليب التعسفية التي كانت تمارس ضدنا ، من قبل نظام صنعاء، وقد استطعنا حينها أن نربط أقوالنا تلك بأفعالنا، من خلال حرصنا أن نكون لحمة واحدة، والتواجد أغلبنا أن لم نكن جميعنا في مواقع وساحات النضال . الجنوب اليوم مستمرا في سيره على درب تحريره واستقلاله ، لكنه يتعرض لأبشع الحملات الإعلامية وأبشع الجرائم الدموية وأبشع المؤامرات السياسية ، وللأسف الشديد ، إن من أبناء جلدتنا الجنوبية ، هم من توكل إليهم القيام ببعض تلك الأعمال البشعة ،حيث يقومون بتنفيذها نيابة عن قوى وأطراف الأحتلال الحاقدة (المؤتمر والإصلاح والحوثي ) وبدعمهم وتوجيههم ، إلى جانب خلاياهم المنتشرة في مناطق كثيرة من الجنوب ، المنتظرين الأوامر أو الفرصة السانحة، ومن ثم الشروع في أعمالهم الإرهابية ضد كل ماهو جنوبي . وما أعمال البلطجة في الأسواق، والأغتيالات التي تطال أئمة المساجد ، والكمائن التي تستهدف أفراد ألوية الحزام الأمني والنخبتين الحضرمية والشبوانية ، إلا علامات تدل على مدى الحقد والشر المزروع في نفوسهم ضد أبناء الجنوب ، الحالمون أن يصلوا إلى غدهم المشرق .. وكذلك ماكان من التحضير وعقد الإجتماعات باسم المؤتمر الشعبي العام ، في العاصمة عدن ، التي تزامنت متعمدة مع زيارة المبعوث الأممي مارتن غريفيت لليمن. لمواجهة ذلك التحدي العدواني ، الذي فيه قد أجتمع خبثهم السياسي والأعلامي والأجرامي، على أبناء الجنوب ، مكونات نضالية وشخصيات وأفراد ، ممن تبقى من المناضلين الصادقين مع قضيتهم ، أن يترفعوا عن كل الضغائن والصغائر والمصالح الشخصية الذاتية، وأن يتداركوا خطورة المرحلة الحالية ، التي فيها يحاول العالم السعي إلى إيجاد حل سياسي لجميع مشاكل اليمن، ويلتحقوا بركب المجلس الانتقالي الجنوبي . أنها اللحظة الأكثر ملاءمة ، التي فيها نستطيع تفويت الفرصة على أعدائنا، من أن ينجحوا في تنفيذ مخططاتهم المحاولة إعاقتنا عن الوصول إلى هدف إستعادة دولتنا ، خاصة بعد المؤشرات الدالة على أقترابنا من ذلك ، التي فيها كان للانتقالي الجنوبي دورا مهما وبارزا ، نتيجة للانتصارات السياسية والعسكرية التي حققها داخليا وخارجيا ، فكان هو المعترف به ممثلا شرعيا للجنوب ، وأيضا كونها اللحظة التي فيها نستطيع أن نثبت للعالم مدى صدق قوة وعزيمة ربط أقوالنا بأفعالنا في نضالنا ، نحو الأنتصار لقضيتنا .