الحديث عن الشهيد الشاب ابو بكر سالم ناصر الجحربي اليافعي رحمه الله من ابناء ومواليد 1982 م بوادي ضول الشهير بمشاله يافع هو حديث ذو شجون عن واحد من شباب الجنوب الطيبين المستقيمين الابطال بكل معنى الكلمة الذين تحلو ا بشهادة الجميع في كل زمان ومكان وبين اي اقوام وفي كل الاحوال والظروف بالاخلاق الرفيعة والتواضع والشجاعة والكرم وحب الخير للناس وبالتعاون ومساعده الاخرين حتى صار محط محبه واجلال وتقدير الصغير والكبير . كان بكفاءة شاب متطلع للحرية والعزة والكرامة وبآصاله ابن ناس طيب ومحترم واصيل من اشد المهمومين بقضية وطنه وشعبه الجنوب ومن انبل الشباب المناضلين المخلصين من اجل انتصار وحرية الجنوب وبدافع نضالي تحرري حقيقي رغم انه ميسور الحال و موفر له كل سبل الراحة والنعيم كون ابوه مغترب بدوله السعودية وهو ايضا بفضل الله وفضل ابيه تمكن من الاغتراب والعمل بالسعودية . سكن وأسرته الكريمة بمنطقه الحبيلين احدى مديريات ردفان بمحافظه لحج فاشتهرت اسرته بالصيت الحسن والسمعة الطيبة هناك فتزوج من هناك من ال الحجيلي اعرق قبائل ردفان الأصيلة.
بداية ثورة الجنوبية السلمية عام 2007م كان من اوائل نشطائها المتحمسين بمنطقه الحبيلين بردفان فصنفته قوات الاحتلال الشمالي للجنوب ارضا وانسان من اهم وابرز نشطاء الجنوب بردفان فلاحقته كثير ا وزجت به في السجن في ردفان وعدن عده مرات خصوصا بعد اقتحامه لمنصة ردفان مع شباب جنوبيين عندما احتلتها قوات الاحتلال الشمالي للجنوب لمنع احتجاجات الجنوب.
بعد ذلك خاف عليه ابيه فمنحه فيزه للعمل بالسعودية لكنه ظل حاضر وبكل قوه في خضم ثوره الجنوب متابعا للاحداث وداعما للثورة والثوار حتى انه قدم ذات مره دعما للمليونيات ثلاثة الف ريال سعودي.
بداية الغزو الحوثي عفاشي الثاني للجنوب ترك الغربة ليعود مقاتلا ومدافعا بكل جبهات الجنوب عن ا لدين والعقيدةوالارض والعرض.
قدم ملحمة بطولية في معركة شرسة مع الاعداء على مشارف العند رحل يومها 8 شهداء وعشرات الجرحى ، وذلك ثاني ايام عيد الفطر المببارك2015م بعد ان ودع اسرته وبناته عقب تهنئه وسلام العيد فاستشهد عصر ذلك اليوم.
سردت لي حكاية أسطورية صنعها ابطال ثائرون وهناُ شاب ضالعي يتوكأ على عكازه ، يحكى لنا انه رفيق الشهيد في النضال والكفاح ودرب التحرير الذي خاضوه معا خاصة في متارس جبهات القتال. الحكاية تتواصل بان الرفيقين كان مع الجريح الضالعي الذي اصيب في عينه حتى اصبح لا يرى لانه اصيب في احد معارك الضالع. شارك الشهيد ابو بكر اليافعي فيها ، كان منذ بداية النضال الثوري سويا متنقلا في كل ساحات الوطن الجنوبي ينشد الحرية تحت راية السلم ونشيد الاستقلال ، رغم صغر سنه لكنه يحمل عقل كبير بحنكته وارادته التي يحملها ورجاحة عقله الذي يتعامل به مع الاحداث ومع رفقائه الثائرون،.
قدم نفسه وماله في خدمة الثورة الجنوبية وكل محطاتها .
اندفاع الشهيد ابو بكر الجحربي الاكبر كان صوب البندقية واستخدامها ضد العدو جعل من هذا الشهيد يشارك في معارك عديدة ويترك بلاد الغربة مع أي حدث في الوطن ليشارك ويكون من اوائل الثائرين . . من جبل العر الى جبل الاحمرين كان الشهيد أبو بكر سالم اليافعي حاضراً وبقوة ليس بجسده وبندقيته بل مشارك بالقتال وبدعم الثائرين ونقلهم في مركبته الخاصة وتسخير كل ما يملك من اجل الانتصار والظفر بالحرية كما كان يردد دائما .. "ما تنال الحرية لو ما بكت من كل عين ".
كان الشهيد من شباب المقاومة الجنوبية الافذاذ بل من الشباب المتعطشين ليوم النزال مع الاعداء منذ ردح من الزمن ومن الدعاة اليه قبل اعلان صافرة الكفاح المسلح الذي نعيشه اليوم ..مع شباب المقاومة في ردفان كان الشهيد اليافعي مشارك بقوة في كل المواجهات خاصة مع معارك العدو في القطاعين العسكريين الشرقي والغربي الذي نال الشهيد شرف التحرير والسيطرة عليهما مع رفقائه بردفان ويافع .. انتقل الشهيد ابو بكر اليافعي الى الضالع ليشارك في معاركها البطولية ومشارك في المجد برسالة اراد ايصالها لرفقائه ." كان الشهيد مشارك في معارك الضالع بقوة ليسقط يومها رفيقه الضالعي في مترس القتال ونفس المكان انبرى الشهيد ابو بكر لإنقاذه وتكفل بإسعافه الى يافع وعلاجه ونظر للظروف التي كانت تمر بها المقاومة ومقاوميها الابطال. فقط بتكاتفهم وتعاضدهم هذا ما رسموه في تلك المتارس " حيث ارهن الشهيد ابو بكر سالم سلاحه الشخصي لعلاج زميله الجريح الضالعي واستمر في متابعة حالته حتى شفى . وما كان حنين الشهيد ابو بكر والعودة الى جبهات القتال بعد ان شفى رفيقه واصبح لا يملك سلاح جعل من ذاك الصديق الجريح الضالعي ان يعيره سلاحه ليستخدمه ذلك الشبل اليافعي في معارك العدو ويكمل المشوار وحسب الجريح الضالعي " فان ابو بكر سالم أمتشق بندقيته الضالعية مودعا له واتجه صوب ردفان يشارك فيها المقاومة معاركها وخاصة جبهة العند التي استمر منذ بدايتها حتى الايام الاخيرة الذي عاهد فيها رفاقه الشهداء بالنضال حتى النهاية ..
ومع اشتداد المعارك خاصة يومي 19/20 يوليو 2015م واقتحام جبل الزيتون على مشارف مثلث العند كان الشهيد مع الموعد والمكرمة الربانية التي من اجلها تقاطر الالاف للمشاركة بالملاحم التي بها ظفر الشهيد الثائر وبطل من ابطال المقاومة البواسل ابو بكر سالم ناصر الحربي اليافعي بعد حياة حافلة بالنضال والتضحية صانع تاريخ لأهله وقبيلته يكتب في انصع صفحات التاريخ عشت بطلا ونلت الشهادة بمعركة الشرف في ملحمة الشرف كشهيد يافعي جنوبي حامل بندقية ضالعية على اراضي رسالة في رسالة ثورية يبعثها لنا دائما الابطال من الشهداء والجرحى في وحدة صفنا وتقرير مصيرنا المشترك فهل نكون عند تلك المسئولية العظيمة وعلى نفس الدرب سائرون .. تحية لكل اسرة شهيد وجريح وتحية لكل من يسطر الملاحم في متارس القتال ...