فهد علي البر شاء [email protected] بما أن الثورات أصبحت الوسيلة التي تحقق الغاية,وهي القشة التي قصمت ظهور الزعماء العرب,وهي من زعزعت أركان أنظمتهم وبثت الرعب في دواخلهم وأصابتهم بحالة هستيرية خرجوا بفعلها عن الطور..بما انها خدمت وقدمت الكثير للشعوب المسحوقة,فلماذا لا نستخدمها نحن الجنوبيين كي نصل الى مبتغانا وهدفنا ونحقق مطلبنا الذي ثرنا من اجله اعوام عده؟لما لا نسمع العالم الفاني أصواتنا؟ولماذا لا نصوب الأنظار إلينا ونجعل الكل يساندنا ويلبي مطلبنا بطريقة حضارية وسلمية وديمقراطية وعقلانية؟
لماذا لا نجعل الساحات والميادين والشوارع منازلنا ونلتحف السماء ونفترش الأرض ونصمد ونواجه الأعاصير والرياح والأمواج العاتية؟ لماذا نضعف ونستكين ويخبو نور بريقنا ويأفل سطوع نجمنا,ونحن أصحاب حق وقضية ومبدأ؟؟ الفرصة الوحيدة أمامنا والحل الأمثل كي نستغل بدولتنا وبوطننا الذي عاث فيه النظام وأزلامه فساداً ونهبوا ثرواته وأستغلوا خيراته ونكلوا اهله وقتلوا أطفاله وأقصوا رجاله وخبراته هي أن نثور ثورة صادقة نابعة من عمق حرصنا وخوفنا على وطننا الجنوب المنكوب بفعل سياسات الوحدة الهوجاء.
في السنوات الماضية كان للحراك صولاته وجولاته وأصدءاه في المنطقة وأقلق سكينة النظام وأرعبه حتى أستلهم الآخرون ثوراتهم وتخلصوا من براثن طغاتهم إلا أنه لم يعد بذلك الزخم الذي تعودنا عليه والذي كان يحمسنا ويحفزنا ويشعرنا بالأمل والطمأنينه والثقة بأن هناك رجال صادقون مخلصون يسعون لخلاص الجنوب.
حتى النظام ذاته في ذلك الحين لبى بعض المطالب ووعد وعود عرقوبية كي يخمد النار المستعرة في الدواخل وكي يأمن شر هؤلاء "الحراكيون" وكي يسكت المجتمع الدولي..ولكن انقلبت كل الموازين واستكان "الحراكيون" ولم يعد لهم أي أثر أو صدا وكأننا تنسينا قضيتنا وهدفنا وتخلينا عن حلمنا..في مقال سابق قلت بأن ذلك السكون والهدوء يسبق عاصفة وانه مجرد تكتيك الى ان يضعف "عود" النظام "وتنكسر" شوكته وبعدها سيعود الجنوبيين لمطلبهم الحقيقي,فإن كان كذلك فلا بأس ولا ضير في أن يأخذ المقاتل أستراحة ويعود بعدها لمواصلة قتاله,وإلا فلا مجال امامنا سوى الثورات كي نصل لتحقيق الهدف إن لم نجد صدا من الأشخاص الذين نعول عليهم خلاص الجنوب..
لأن الثورات هي الملاذ الوحيد في ظل تفكك الوطن وأنقسامه وتدهور وضعه,وهي الحل الأمثل الذي أن مارسناه بطريقة حضارية وسلمية نابعة من خوفنا على مصالحنا ووطننا وأبتعدنا عن العشوائية والهمجية والهوشلية والمشاريع الشخصية التي لا تلبي سوء مطالب صاحبها.
هي الحل الذي سنستعيد به كياننا وثرواتنا وخيراتنا وسننعم في ظله بالحياة التي يتمناها أي مواطن بسيط ذاق مرارة الحرمان والجوع والفقر والأغتراب في وطن لفظنا ورفضنا واعلن حربه علينا وكأننا مجرد متسولين ليس لنا أية حقوق أومطالب. هي الحل إذا كان من نعول عليهم الخلاص منشقين منقسمين "ويغني كلاً على ليلاه" ويسعى البعض لأستقلالية الجنوب وفق هواه ورؤيته متناسياً أن هناك شعب بأكمله يتطلع لمستقبل أجتماعي معيشي آمن لا يشوبه شائبة..هي الحل إذا كان رجال ما بعد أسقاط النظام سيمارسون معنا ذات السياسات وسيجرعوننا صنوف العذاب والحرمان وسيحرمنا من حقوقنا عمراً آخر ولن يلتفتوا إلينا وسينشغلون بالمناصب والولائم والسيارات الفارهة..هي الحل إذا كان بين أبناء الجنوب مندسين ومتمصلحين يسعون لأشباع رغباتهم وإرضاء نزواتهم والوصول الى غاياتهم واهدافهم على حساب الجنوب وشعبه وينفذون أجنده تخريبية لولاة نعمتهم..هي الحل وليس هناك حل آخر سواها لبلوغ المراد والمرام وتحقيق الهدف والغاية..