لم تكن القذيفة الأولى التي أصابت الصحافي اليمني عبدالله القادري وزملاءه في العام 2015 بمأرب، قادرة على أن تثنيه عن إرادته في إيصال الحقيقة، وبالرغم من أنها أصابت قدميه، لكن معنوياته ظلت قوية لتعاود قذائف الحوثي محاولاتها مجدداً في الإطاحة بعدسته في معارك "فرضة نهم" بعدها بعام لينجو أيضا من محاولة أسره كما ادعى الحوثيون وقتها. القادري وفي المرة الثالثة كانت قذيفة ميليشيا الحوثيين التي استهدفت طاقم المراسلين والمصورين الذين حاولوا نقل الحقيقة، فأمطروا العربة التي كانت تقلهم بوابل من القذائف، والتي أدت إلى احتراق العربة وإصابة عبدالله في رقبته، ومناطق مختلفة من جسده بشظايا متعددة، ليلقى حتفه ويقتل بقذيفة حوثية. وبحسب حديث زميله في قناة "بلقيس"، خليل الطويل"والذي نجا بأعجوبة من ذات الحادث، يقول: "كنا خمسة إعلاميين عبدالله وأنا، وزميلنا ذياب الشاطر والمصور سليمان النواب، في مهمة لتغطية انتصارات الجيش اليمني في محافظة البيضاء، وفعلاً قمنا بتصوير السوق والطريق العام الذي يصل بين مدينة مأرب ومحافظة البيضاء، وكانت الأوضاع هادئة وطريق السفر مفتوح". السيارة بعد تعرضها للقصف صاروخ موجه وتابع "ولكن حين وصولنا لنقطة مستحدثة للجيش الوطني، فوجئنا بالتعرض للقصف بصاروخ موجه من قبل ميليشيا الحوثي، تعرض كل من عبدالله وزميله ذياب الشاطر ومن كان برفقتهم للإصابة المباشرة، وكانت حالتهم تستدعي نقلهم لمستشفى بشكل عاجل، لكن للأسف بقي عبدالله ينزف لمدة عشر دقائق حتى تمكنت مدرعة من الاقتراب، ونقلناه إلى مستشفى الهيئة بمحافظة مأرب، ولكن تأخير عملية الإسعاف وعدم تواجد طاقم طبي مرافق، ضاعف من سوء الحالة الصحية حيث فقد المصابون الكثير من الدماء". وأضاف الطويل في لقاء بثته قناة بلقيس، أن عملية نقل المصابين أخذت وقتا طويلا لعدم توفر مستشفيات أو نقاط طبية تقدم خدمات الإسعاف الأولي للمصابين من البيضاء وصولاً لمدينة مأرب وهو ما تسبب في وفاته حال وصوله إلى المستشفى. ويعاني الصحفيون والمصورون في اليمن من التعرض للإصابة والاستهداف المباشر أثناء تغطية الاشتباكات، ويفتقر الكثير منهم لتوفير معدات السلامة والحماية أثناء ممارسة عملهم. خليل الطويل وفيما دار جدل حول توفير أولويات السلامة والوقاية للصحفيين في مناطق النزاعات حيث يعمل المراسلون المستقلون، دون الحصول على أدوات السلامة المهنية مثل الخوذة والدرع الواقي مما يضاعف من خطر تعرضهم للإصابات المباشرة، نفت قناة بلقيس والتي عمل القادري مراسلا لها الاتهامات بعدم توفير وسائل الحماية لمراسليهم، حيث عملت القناة على تزويد طواقمهم بمعدات ودروع واقية، لكن عدم ارتدائها من قبل المصور لعب دورا في تأثره بشكل مباشر، فيما نجا المراسل خليل الطويل رغم تعرضه لشظايا القذيفة بسبب ارتدائه الدرع الواقي.