د. اسمهان العلس للمرأة دور في صناعة هذا اليوم التاريخي 30نوفمبر 1967 . ومشاركة المرأة في الحركة الوطنية التي حققت النصر في هذا اليوم إنما كان مبكرا سبق غيره منذ ستينات القرن العشرين . ولعل أبرز حدثين قادتهما المرأة العدنية بمفردها في خضم النضال الوطني العام كانا :- الأول :- يوم إعلان طالبات كلية البنات في خورمكسر الإضراب العام وتعليق الدراسة في فيراير 1962 ، كرد فعل للسياسة البريطانية القاصرة في مجال التعليم بين البنات والأولاد آنذاك . امتد الإضراب من فيراير وحتى اكتوبر 1962 . وانضم إلى الإضراب طلاب كلية عدن وثانوية خورمكسر . ونتج عن هذا الإضراب خروج وزير التعليم من الحكومة " عبدالله ابراهيم صعيدي " وإقالة عميدة الكلية الانجليزية من منصبها " مسز بيتري " واستجابت الإدارة البريطانية لمطالب الطالبات وتأستت ثانوية البنات في الطويلة وتغير نظام التعليم للبنات . حول هذا الإضراب قال البردوني قوله في مطلع قصيدة له " صراخ صراخ وماج الردئ هنا أزبد الموج وهنا أرعد " وحول هذا الإضراب قال سياسيون يمنييون" إن إضراب الطالبات قد مهّد لثورة 26 سبتمبر 1962 في صنعاء . وجدت الأحزاب السياسية ضالتها في الانفتاح على النساء واستقطابهن في صفوفها الثاني :- اعتصام النساء العدنييات في مسجد العسقلاني بعدن - كريتر - في الفترة من ديسمبر1963 وحتى فبراير 1964 كرد فعل للسياسة البريطانية في اعتقال ومحاكمة الوطنيين من أبناء عدن . اختارت النساء اقتحام المسجد والاعتصام فيه في يوم الجمعة وقت القاء الشيخ البيحاني إمام المسجد خطبه . وقوبلت النساء من قبله بالترحيب ، كما وجه النساء بالمحافظة على نظافة المكان واحترام قدسيته . اعتصمت النساء مع أطفالهن خاصة من ذوي أسر المعتقلين . نتج عن هذا الاعتصام أن أرسلت الحكومة البريطانية فيلندن وفدا لتقصي الحقائق . كما أرسل وفد العمال المعارض وفدا آخرا . وبعد مقابلة النساء صرح الوفد " إن شعبا هذه روح نسائه لابد أن ينتصر " ظلت النساء معتصمات في المسجد الذي ما زال قائما بكامل بنائه في الموقع ذاته معتمدات على الدعم الأهلي المثمتل بالمواد الغدائية والأدوية والفرش . انتقلت المعتصمات إلى مبنى الحكومة الاتحادية في مدينية الشعب بعد أن عرفت النساء أن الوطنيين قد ضاقت بهم سجون عدن وبين وانهم نقلوا إلى مكاتب الحكومة الاتحادية ، التي تحولت الي سجن ، فانتقلت النساء ليكنّ على مقربة منهم . نتج عن هذا الاعتصام " 1- أدخلت المرأة العدنية مصطلع الاعتصام إلى قاموس الحركة الوطنية مبكرا ، فكان سلاحا استخدم من قبل النساء قبل الرجال ، واستخدمته عدن قبل أية مدينة يمنية أخرى وربما عربية وفي وقت مبكر من المناداة بحقوق الإنسان والدعم الدولي له 2- أجبرت النساء بريطانيا على الأفراج على الوطنيين بعد تدخل الحكومة الاتحادية