بعيدا عن الإفراط في التحليل والرصد لتاريخ دورات القمم العربية ومحصلة اخفاقاتها وهي كثيرة .. وبقليل من التفاؤل وما انبثق عنها من مواقف استثنائية هزت يوما ما الشارع العربي .. في بعض دوراتها كقمة اللاءات الثلاث المعروفة حين اجتمع العرب على موقف واحد ...! فقد شاب عملها لاحقا الضعف وإخفاقات متعددة ومتكررة وأصبح لصيقا بها العجز وأحاطها الضعف في جوانب كثيرة ولازال .. وأهمها عدم قدرتها على ترجمة وتنفيذ مقرراتها ومخرجات دوراتها المتعاقبة .. كذلك القمة العربية التي انعقدت موخرا في الظهران تعد نسخة مكررة لهذه الدورات وفي عددها 29 .. مع فارق صعوبة وتعقيدات المشهد العربي اليوم وتعدد بؤر الأحداث في ربوع وطننا العربي والمنطقة وازدياد تلك البؤر والتعقيدات حدة ..،، وليس ببعيد عن الحديث الذي يعاد تدويره والأقوال المعهودة في تلك القمم فبالامس واليوم ايضا تجد معظم قادة دولنا العربية يقرو وبشجاعة بضعف وتراجع وتيرة العمل العربي كمنظومة عمل مشترك ..!! وقصور الأداء والتنسيق فيما بينهم على أصعدة هامة ومتعددة وانه ليس بالمؤمل .. كذلك أشار الجميع لحجم وخطورة التحديات والمخاطر التي تحيط بأمتنا العربية .. وهذا حقيقة شي طيب وجميل ان يتم الالتقاء والاتفاق والاعتراف بهذه الأمور والحقائق وما آل اليه واقع الحال العربي اليوم والتطلع للافضل..! الغير طيب وغير مقنع وليس مقبول ايضا ان تنتهي كل القمم كالعادة بنهايات غامضة!! وتستمر وتتكرر دوراتها الاعتيادية والاستثنائية بنفس الرتم والحصيلة .. مع الاكتفاء بذلك البيان الصاخب الحنان والطنان والذي تأخذ قضيتنا العربية فيه حيزها والتشديد على تعزيز التضامن العربي والتعاون المشترك .. ولكنها تظل في إطار التمنيات والطموح ... وبدون مخرجات ووضع آلية ومقترحات ومشروع لتحسين ورفع وتيرة العمل العربي وإيجاد استراتيجية وسلسلة من الإجراءات الملزمة واساليب عمل واقعية مناسبة للنهوض بهذا العمل القومي المصيري والمتبقي فقط من امجاد العرب الغابرة..!! هذا الأداء العربي المتوارث اثر بشكل مستمر ووأضح على كل اطر التعاون العربي المؤسسي ومنها الجامعة العربية كمضلة وكأحد الاطر الهامة ..،، انعكس ذلك وأفقدها دورها وتاثيرها في التكتلات والمحاور الدولية .. لقد هرمت الشعوب من الاعترافات والتمنيات والإشادة والشجب واعلان التضامن ومطالبة المجتمع الدولي بالقيام بدورة ... في حين لم تقم دولنا بدورها تجاه بعضها وفق المتاح واحلام وطموح الشارع العربي ..! فبدون العزم والتصميم وعقد النية والشروع في تغيير هذا الوضع القائم والواقع العربي الردي .. ستظل نظرة وتقييم جماهير هذه الاوطان العربية سلبية ومحبطة ..ونخشى ان تسحب الشعوب العربية تفويضها للجامعة العربية يوما ما..!! حين لايخضع العمل العربي بشكل مباشر للابتزاز ولموازين المصالح المستمرة والمدونة في اجندة القوى الدولية .. وحين ينصب عمل تلك القمم إلى داخل الاوطان وتعزيز أواصرها وتحسين معيشتها بتنافسية شبه ملزمة لجميع انظمتها .. وعندما تتبوء الجامعة العربية موقع يفرض نفسه بين التكتلات والتجمعات الأحلاف الدولية .. سياسيا واقتصاديا ودفاعيا .. اعتقد حينها يصبح هذا العمل الجمعي العربي رقما وجزء مهم في معادلة النظام العالمي المعاصر .. وحينها فقط نستطيع ان نقول ان العرب بخير وعملهم وتعاونهم المشترك على مايرام .. وإلى اللقاء في قمة عربية قادمة ..