يشيب العمر وتتعاظم الانواء لمسيرة اعوام من التصحر والتبلد وتمر ايامنا على ايقاع حزن ورتابة فكر يرتعد العالم آخر مسخ بلا حدود .. وبدون انذار تفوح رائحة الموتى على قارعة الطريق .. لميعاد على جموع الضحايا وانين المكلومين. نتوه وسط الطريق .. فيغتال حلمنا كابوسا ظل يراودنا سنين نراقب ليالينا .. ويطول السهر ويزداد الانين .. على فوهات وجنازيره القابضة على الارواح .ز فيتاح الجسد من الآهات وصرخات اكبادنا الماسورة في مستنقع بلا هوية او انتماء نكابر وفي غرفنا يكون للدم عنوانا لا بجديات صاغها جبروت الطغاة ..ويزع الالم على الجميع وتعلو صيحات لإيقاف النزيف فلا جدوى من ترديد النداء والتكبير ففي احشائنا زرع البؤس لغد جره بعيد . في القلب غصة ووخز يزداد كلما مات الوليد .. بكرا غصا وعلى اسنانه معنى الحنين. نقاوم اعتى الاعاصير .. نصارع ثيران الاباطيل .. نحارب لغة الدم والقهر المشين .ز نداوي جرحا بات غائرا في عمق الهواية فيرتاب الهوى ويرتعد من هول مآسينا وكذب اعارنا منذ عمر مديد. نتحدى وفي جوفنا نهر من الدموع والمآسي الحزين .تذرف على باقيات من عمرنا التعيس. قدرنا ان نحيا بلا ركن او تحديد المسار .. فينهار كل ما عشناه جيلا طال به الانتظار.. وقفنا في وسط الطريق نولول ونهيج كامرأة شمطاء بلا جلباب او ثوب يكون للطهارة فيه لون جديد. نهرب الى الجحيم الآتي .. لنغرس في افئدتنا مرارة الدرس والنهج المرير. عدنا من ماضي اثقلنا جراحه .. وعشنا حاضرا نهاره دماء وليله اشلاء واكفان وغده ألحاد لموتى بلا قبر.. للرب حكمة في قدرته وللبلاء عظمة للتأبين. ان كنا حقا نطيق فك طلاسم وحروز اوراق المهرولين .. لندرك وحقيقة معنى ان تكون من بني آدميين .. وعلنا نتدارك ظلمنا ونفيق من سكرة الظالمين يا سلم بات الأمل فيك بعيدا .. رغم الألم وجراحات السنين.