اليوم بدأ يترسخ في ذهن المتابع المتخصص الجنوبي لجزئيات الصراع بالجنوب، أن المحتل اليمني قد قام منذ وقت طويل بأعداد سيناريو ومخطط لفصل الجنوب إلى قسمين وكما صرح بذلك رأس السلطة باليمن علي عبدالله صالح أن خمس محافظات جنوبية ستسقط بيد المتطرفين الإسلاميين ولا ندري كيف علموا بهذا وبالتالي فقد لاحظوا وراقبوا التهيئة والأعداد أن لم يشاركوا في هذا العمل الكبير من قبل عناصر التطرف وهذا المجهود الكبير الذي يجب له الأعداد مسبقا .
ولن يخفى على أحد هذا العمل وهو بهذا المستوى من الحجم الكبير ويراد منه هو إخضاع خمس محافظات جنوبية ومنذ سويعات الثورة الأولى للتغيير عمد اليمنيون إلى تنفيذ هذا المخطط المعد قديما حيث يعتبر أهل اليمن الأسفل أن عدن وما حواليها هي امتداد لهم وقد مدوه بمقومات نجاحه ولم تستطع خبرات المجتمع الدولي من إجهاضه قبل وبعد التنفيذ وكأن ما يقومون به مع المجتمع الدولي من تعاون وهو ما قد وصلت إليه من أرقام خيالية وفلكية صرفت على مثل استباق هذه الأعمال وهي ليست بالأعمال التي يخطط لها بالخفاء بل هي من الأعمال التي لا يستطيع إخفائها أحد على أعين الرقابة والمراقبين المحليين والدوليين .
وبقيام سلطات المحتل بغض الطرف وتسهيل إيقاع سقوط أبين العاصمة زنجبار في قبضة أنصار الشريعة الإسلامية وكذا المناطق الأخرى من مدن المحافظة أبين وبعض مدن محافظة شبوة وانتشارهم في مدن الجنوب المتعددة والمتباعدة كانتشار النار في الهشيم .
ولكن ما يدور في أبين في هذه الأيام وبقليل من التركيز والدراسة للوضع السائد في أبين المحافظة نرى أن الوضع أكبر من مليشيات أنصار الشريعة التابعة لأحد أركان الصراع اليمني لبيوت الأحمر المرتبطة ببيوت المال لليمن الأسفل ولكنه مخطط سمعنا عنه سابقا وكثيرا وهو قص وسلخ المحميات الغربية عن الجنوب الحضرمي وإلحاقه مع عدن المحافظة ولحج لتعز اليمن .
أن من يدقق النظر في الخريطة الجغرافية للجنوب ولمدن أبين التي سقطت بيد أنصار الشريعة من جعار مرورا بزنجبار وشقرة ولودر والمحفد ومن ثم بشبوة ومنها عزان وحوطة الفقيه علي حتى ميفعة حيث ملتقى الطرق عبر أحور برضوم وبالحاف وما بينها من المناطق والمدن التي تعتبر ساقطة عسكريا أو بحكم السقوط .
إن اليمنيين اليوم يعدون ويقومون بتطبيق ما أعد له سابقا ومن خلال هذا الموضوع نحذر أهلنا في المحافظات الغربية لجنوبنا وعليهم أن يتحملوا مسئولياتهم قبل أن يتأصل ما هو بحكم المخطط لديهم ليتحول إلى واقع ثابت فسقوط أبين هو فصل المغرب الحضرمي ( لحجوعدنوأبين ) عن المشرق الحضرمي وأن يافع وأهلها هم يمتلك القدرة على إجهاض هكذا مشروع ويتحملون المسئولية التاريخية بمعية أهل المناطق الأخرى فالوقت من ذهب ولا مجال للتهاون وهدر الوقت .
أن العصابات التي تتشكل في مناطق الحبيلين وغيرها من أبناء المناطق الأخرى وعلى خطوط ومفترقات الطرق هي مقدمة لما جرى في أبين وإكمال لمخططات اليمني فأن لم يقف الجنوبيون موقف حازم تجاه أبنائهم من قطاع الطرق ومزاولة الحرابة وينفذوا فيهم حكم الله وشرعه ما لم ستتجذر هذه الظاهرة وستكون وبالا عليهم قبل غيرهم وستجر البلاد إلى ما لا يحمد عقباه ومنها تفعيل مخطط التقسيم للجنوب المنقسم فعلا عمليا من خلال سقوط أبين بيد أنصار الشريعة .
أن سقوط أبين والعمل منها الحد الفاصل (الإمارة الإسلامية)بين المشرق الحضرمي والمغرب الحضرمي عدنأبين هو فرض حالة من الأمر الواقع لإيجاد صيغ بديلة للتعامل وقطع خطوط الطرق والمواصلات مع المشرق الحضرمي والعمل على تخفيف درجات التشابك الاقتصادي مع المشرق الحضرمي والعمل على إيجاد الصيغ البديلة فنحن نذكر أنه حينما سقطت حضرموت في العام 1994م تبعتها عدن وسقطت .. وسقوط عدن لا يعني سقوط حضرموت فمن حضرموت يمكن الانطلاق لاستعادة المغرب الحضرمي (عدنأبينولحج) .
أن وجود قوات أبين الجنوبية الضامنة والمتمثلة في ألوية ثمود ورماه وحات أي (المحور الشرقي) هو ضمان للجنوب وورقة رابحة ضد المستعمر اليمني إذا ما استخدمت بتوافق مع أبناء المنطقة الشرقية الحضرمية وبدون حضارم المشرق تكون عديمة الجدوى والفاعلية محدودة فإذا لم تطعم بأفراد من أهل المنطقة فقد تتحمل أعباء أخرى مضافة فإذا لم يتم علاجها وبسرعة حتى تكون أكثر فاعلية .
لذا نقول إن حضرموت هي المحور الفعلي من هذا الكمين اليمني المعقد والذي يتعقد ويزداد تعقيدا وعلى النخبة من أهل المناطق الغربية لجنوبنا أن تتحمل مسئولياتها ليكون الغد المقبل هو شرح لما يحاك لجنوبنا من مؤامرات ومن خلال فضح تلك العمليات ومن ثم التنبيه والتحذير يتحصن مجتمعنا الجنوبي وتفشل مخططات المستعمر بالوعي والتحصين الثقافي والفكري تمهيدا للفعل والتطبيق والعبرة للمتقين .