منذ سنين ونحن نسمع عن الخلافات الجنوبية – الجنوبية ، وصراع الفئة النخبوية في هذا الوطن المغلوب على أمره ، لا لشيء سوى الاختلاف لمجرد الاختلاف .. دونما سبب منطقي يدعوا لذلك . اليوم وبعد كل الذي صار للجنوب ولأبناء الجنوب طيلة أكثر من عشرين عام - هي عمر الوحدة التي يرزح تحت وطأتها الجنوبيون ظلماً وتهميشاً وتجاهلاً واستباحة في الداخل .. ونفياً وتشريداً وتغريباً وتخويناً في الخارج - ها نحن نعاني من نفس المعضلة بعد كل الذي حدث ويحدث في وطننا من سلب ونهب وقتل وتشريد و .. و .. الخ .
ولهذا نقول أن استمرار الخلافات فيما بيننا أمراً يضعف ويقلل من إمكانية تحقيق أهداف وتطلعات أبناء الجنوب ويلبي بالمقابل ويخدم مصالح العدو المستفيد من شتاتنا وتمزقنا والذي يستغل كل ذلك في استمرار احتلاله المتخلف للجنوب الساعي إلى طمس الهوية الجنوبية ونهب الأرض الشاسعة الممتدة من المهرة إلى باب المندب ..!
نعم .. إن بقائنا في هكذا شتات وضعف ووهن يعني مصادرة أحلام شعب بأكمله واستمرار معاناة أهله وناسه ووضعه تحت رحمة احتلال همجي وبدائي لم يشهد التاريخ مثيلاً له ، وهذا كله صنعناه بأيدينا ونحن من أوصلنا بلادنا إلى هذا الوضع بسبب التسرع وغياب الحكمة في الأوقات العصيبة التي تتطلب تغليب مصلحة الوطن فوق المصالح الدنيا ..!
ومن هنا وعبر هذه الأسطر المتواضعة نوجه الكلمات إلى قادة الجنوب المنفيين قسراً خارج حدود الوطن الأم .. المبعدين ظلماً عن مرتع صباهم وذكريات شبابهم ومواقع حكمهم .. إلى قادة الجنوب المشردين بعيداً عن وطنهم وأهلهم وذويهم .. إلى السادة الرؤساء ( علي سالم البيض وعلي ناصر محمد وحيدر أبو بكر العطاس ) وبقية رفاق دربهم من قادة الجنوب في الداخل والخارج ...
نقول لهم : أما آن الأوان للالتقاء على طاولة واحدة من أجل مستقبل بلدكم ؟.. هل حان الوقت للتحاور والتفاهم حول قضية شعبكم ؟.. ألم تفكروا بعد من أجل العمل بيد واحدة في سبيل نصرة أهلكم وناسكم ؟.. لماذا إذا لا تنتصرون لحقكم وأرضكم ومستقبل شعبكم ؟.. ثم إلى متى تستمرون في تشتتكم وخلافاتكم ... ؟!!
نعم أيها القادة الأجلاء .. ندعوكم للالتقاء والتحاور .. للتفاهم والتقارب في وجهات النظر .. لحشد كل الإمكانات المتاحة لكم على طريق رد الاعتبار لشعب الجنوب بعد سنوات من التغييب والتقهقر .. نريد منكم العمل كفريق واحد ونبذ وإزاحة الخلافات جانباً لرسم خارطة طريق يسير على دربها شعب الجنوب من أجل الخروج من هذا النفق المظلم على أمل استعادة مكانته وموقعه التاريخي كدولة مستقلة ذات سيادة على كامل ترابها الوطني .
لنجعل كل همنا هو الجنوب .. لنضع دائماً في بالنا حب الجنوب .. لنلتقي ونجتمع ونتحاور من أجل انتصار قضية شعب الجنوب .. معاً لننبذ من ذواتنا مفاهيم الاختلاف الممل ونتكاتف جميعاً لرفع راية دولة الجنوب .. ليغدوا حلمنا وكل غايتنا سعادة شعب واستعادة وطن يسكن عشقه كل القلوب .. لنعمل جميعاً ومعاً من أجل إنقاذ الجنوب ..وشعب الجنوب .. وكل من يعشق تراب وطننا الغالي (الجنوب )...!
أفعلوها والتقوا وخلصونا لقد فاض الكيل بالشعب الجنوبي فالتاريخ لايرحم
فشعب الجنوب يترقب بكل لهفة إلى نتائج الاجتماع التاريخي الذي من المزمع عقده بعد غداً الأحد بالعاصمة اللبنانية بيروت بين القادة الفرقاء ( علي سالم البيض وحيدر أبوبكر العطاس وعلي ناصر محمد ) ، حيث يعقد على هذا الاجتماع آمالاً كبيرة تتمثل في أن يتفق القادة على سلوك مسعى وهدف واحد يخدم ويلبي تطلعات أبناء الجنوب في مستقبل أفضل يليق بهم وبما قدموه من تضحيات جسيمة خلال الأعوام الماضية وبالتحديد منذ اندلاع ثورة الغضب الجنوبية الشعبية المتمثلة بالحراك السلمي الجنوبي بداية العام 2007م .
شعبنا يؤمل عليكم أمالا كبيرة ... فهل اماله هذه لها مكانا بين قادته ؟