رائد علي شايف يترقب أبناء الجنوب بكل لهفة إلى نتائج الاجتماع التاريخي الذي من المزمع عقده بعد غداً الأحد بالعاصمة اللبنانية بيروت بين القادة الفرقاء ( علي سالم البيض وحيدر أبوبكر العطاس وعلي ناصر محمد ) ، حيث يعقد على هذا الاجتماع آمالاً كبيرة تتمثل في أن يتفق القادة على سلوك مسعى وهدف واحد يخدم ويلبي تطلعات أبناء الجنوب في مستقبل أفضل يليق بهم وبما قدموه من تضحيات جسيمة خلال الأعوام الماضية وبالتحديد منذ اندلاع ثورة الغضب الجنوبية الشعبية المتمثلة بالحراك السلمي الجنوبي بداية العام 2007م .
نعم .. إن على القادة المشار إليهم أعلاه أن يضعوا في مقدمة أولوياتهم مصلحة شعبهم فوق كل اعتبار بعيداً عن أي مكاسب أو مطامح سياسية ذاتية ، فالجنوب ينتظر منهم الكثير والكثير وعليهم أن يراعوا ذلك ويقدروا تضحيات أولئك الشهداء الذين سقطوا في مختلف ساحات الجنوب وهم يرددون ( البيض والعطاس با يرجع أيضاً وبا يرجع علي ناصر ) .
ليس هذا فحسب ولكن عليهم تقع مسئولية إخراج الجنوب وأبناء الجنوب من هذا الوضع المؤسف الذين كانوا هم السبب المباشر في ما وصل إليه حالنا اليوم ولهذا لا وقت للاختلاف والتشرذم والانفصام لأن الفرصة اليوم تبدوا سانحة أكثر من أي وقت مضى للتوحد ورص الصفوف والمضي قدماً بهدف واحد وتحت شعار واحد ترتضيه وتؤمن به جماهير الشعب في الداخل وعليهم التقاط مثل هذه الفرص التاريخية واستشعار حجم المسئولية التي يحملونها وأن شعب بأكمله في انتظار ما سيخرجون به من قرارات تصب في مصلحة أبناء الجنوب وتخدم أهداف الثورة الجنوبية في المقام الأول والأخير وللتأكيد بأن المستحيل مفردة مشطوبة من القاموس الجنوبي وأن الحق حتماً سيعود إلى أهله عما قريب حيث لا تراجع أو تخاذل كما ترددها جماهير الحراك الجنوبي يومياً في مختلف الساحات .
إذا فإنه من الغباء السياسي والحماقة أن يكرروا سيناريوهات فشلهم في الاتفاق على رؤيا محددة مرة أخرى لأن الشعب لن يمهلهم فرصة إضافية مجدداً فالوقت قد أزف ولم يعد هناك متسع للاختلاف في القضايا المصيرية وعليهم أن يدركوا أيضاً أن باستطاعة ثورة الحراك الشعبي ( ملهم الثورات العربية ) أن تعصف بهم تماماً كما فعل الربيع العربي بالقيادات الأزلية ، حيث لا مكان لمن لم يعمل لمصلحة وطنه وقضايا أبناء شعبه . ولهذا يحدونا الأمل في اجتماع الغد في أن يتم ترتيب الصف الجنوبي مجدداً وتوحيده خلف هدف واحد ونبذ الانشقاقات المملة والخلافات الغير مبررة .. نأمل ذلك ونترقب لحصوله غداً .. وليس غداً ببعيد ..! *عدن الغد