القسم السياسي ب (عدن الغد) ضربة قاسمة تلقتها مليشيات الحوثي الانقلابية بخسارتها رئيس مجلسها السياسي الأعلى "صالح علي الصماد" بغارة جوية لمقاتلات التحالف العربي استهدفت موكبه في مدينة الحديدة.
- رأس هرم سلطة الانقلاب
ومثل "الصماد" على مدى السنوات الثلاث الماضية من عمر الانقلاب على شرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي رأس هرم سلطة الانقلاب في الشمال اليمني وعاصمته صنعاء والمحرك الفعلي لمفاصل مليشياته المسلحة.
- تفاصيل جديدة لمقتل الصماد
وقال زعيم جماعة الحوثيين عبدالملك الحوثي أمس الاثنين، إن رئيس ما يسمى ب «المجلس السياسي الأعلى» صالح الصماد قتل مع 6 من مرافقيه إثر 3 غارات في شارع الخمسين بالقرب من جولة الأقرعي بمدينة الحديدة (غربي اليمن).
وأوضح بأن الصماد كان عائداً من جامعة الحديدة وذكر زعيم الحوثيين في كلمة له بثتها قناة «المسيرة»، إن الجماعة ستكون لها كلمة مغايرة عقب تشييع الصماد، في إشارة إلى أن الجماعة ستنتقم لمقتل الصماد.
واردف قائلا: «هذه الجريمة لن تكسر إرادة شعبنا العزيز والدولة».
ودعا أنصاره «للمشاركة الفاعلة في مراسم تشييع الشهيد وفي فعاليات العزاء والوفاء في المحافظات»، كما دعا «أهالي الحديدة للمشاركة في التظاهرة التي دعا إليها الشهيد الرئيس قبل استشهاده».
وكانت وكالة سبأ التي تسيطر عليها جماعة الحوثي، نشرت الخميس الماضي 21 ابريل، خبراً قالت فيه، ان خمسة مواطنين في حصيلة غير نهائية، قتلوا إثر ثلاث غارات للتحالف العربي استهدف أحد الأحياء في جولة الأقرعي بمديرية الحالي.
والمكان الذي اعلن عنه زعيم الحوثيين، هو ذات المكان الذي كانت وكالة سبأ التابعة للحوثيين اعلنت استهدافه من قبل الطيران في نفس التاريخ.
- مؤشرات توقيت عملية قتل الصماد
- جاء استهداف (الصماد) بغارة جوية قتلته بتوقيت شهد مستجدات هامة على الخارطتين السياسية والعسكرية في اليمن، أبرزها صعود تحالف ما بين قوات الحرس الجمهوري وقائدها العميد طارق صالح والإمارات من جانب، وفي الجانب الآخر تفاهمات سياسية ما بين الاماراتيين والسعوديين والحكومة الشرعية مكنت الأخيرة من العودة مؤخرا إلى مزاولة مهامها من عدن وكف يد المجلس الانتقالي الجنوبي عنها في وقت بدا فيه نشاط الأخير محدودا عما كان عليه سابقا وسط خفوت ملحوظ لصوته.
هي إعادة ترتيب واضحة من قبل السعودية والإمارات اللتين تقودان حرب التحالف العربي في اليمن للطاولة السياسية والحربية وفرض رموز معادلة سياسية ستحكم بها اليمن عقب انتهاء الحرب التي يبدو أنها دخلت مرحلتها الأخيرة ببدء تصفية رؤوس قادة الانقلاب الحوثي، والتي تم إرجائها فيما سبق ودشنت الآن بعد إتمام التحالف عقد تحالفاته مع قوى جنوبية وشمالية وفرضها على واقع الأرض.
- دلالات إعلان الحوثي
تفاجأ الجميع بالإعلان الرسمي لجماعة الحوثي عن مقتل القيادي الكبير صالح الصماد رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الذي تعتبره رئيس دولة الانقلاب، وهذا الاعلان يطرح عدة تساؤلات ويشير لعدة دلائل.
فاذا كان الصماد قتل بغارة جوية لطيران دول التحالف العربي، فهذا يؤكد ان هناك قيادات كبيرة كانت بجوار الصماد ولقت حتفها بنفس الغارة، كما يدل هذا الاستهداف للصماد من قبل طيران التحالف، على ان معركة التحرير والحسم قد دخلت مرحلتها النهائية، وان ذلك الاستهداف مقدمة لاستهداف سيطال جميع قيادات الجماعة الحوثية.
اعتراف جماعة الحوثي بمقتل الصماد بعد اربعة ايام من مقتله كما زعمت في بيانها انه قتل في نهار الخميس 4 شعبان، فهذا يدل على ان الجماعة مستسلمة للواقع كونها اول مرة تعلن عن مقتل شخصية كبيرة داخل الجماعة بهذا الشكل وهذه السرعة ولا ننسى ان اعلانها عن مقتل يوسف المداني جاء بعد سنة ونصف من مقتله، فلماذا اعلنت عن مقتل الصماد بعد اربعة ايام فقط؟، فهل هذا الاعلان جاء بعد ترتيبات صعدت شخصية قيادية بدلا عن الصماد لتتجنب به التساؤلات التي قد يطلقها الشارع عن غياب الصماد في حالة عدم ظهوره دون ان تعلن عن مقتله وهو ما ارغمها على الاعتراف حتى وان كان ذلك سيؤدي إلى تلقي ضربة موجعة داخل معنوية الجماعة وانصارها.
البخيتي: خسارة فادحة للحوثيين
وأكد الكاتب والسياسي علي البخيتي، أن خسارة الحوثيين كبيرة بمقتل رئيس المجلس السياسي صالح الصماد، مشيرا إلى أنه لم يعد لديهم سوى الوجوه السلالية القبيحة.
وأضاف البخيتي في تغريدات على حسابه بموقع "تويتر" أمس، أن الحوثيين فقدوا من له القدرة على التواصل مع القبائل اليمنية ومع المؤتمر وما بقي من مكونات سياسية ومجتمعية هشة، "كما أنه كان ملجأ للكثير من أهالي المعتقلين في سجون الجماعة"، في إشارة منه للقيادي القتيل صالح الصماد.
ولفت إلى أن الصماد كان قريبا جدا من الرئيس السابق علي عبدالله صالح وكذا من حزب المؤتمر لدرجة أنه كان يُتهم من قبل بعض قيادات الحركة بأنه "عفاشي"؛ فقط لأنه وفِي لما يلتزم به.
وأشار إلى أن الصماد تعرض للإحراج كثيرا من قبل القادة السلاليين الذين كانوا ينقضون الاتفاقات التي كان يبرمها والتعهدات التي كان يقدمها، حتى يظهر صغيرا أمام الآخرين؛ مضيفا: "ومع ذلك كان له دور ايجابي في حل كثير من القضايا".
وقال البخيتي، إن الحوثيين تركوا صالح الصماد مكشوفا أمنيا، ما سهل رصد تحركاته حتى تمكن التحالف منه، مؤكدا أن هذا ديدنهم مع القيادات الغير سلالية؛ لا يعيرونهم الاهتمام الكافي ليستثمرونهم بعد وفاتهم كما استثمروهم في حياتهم.
وأوضح بأن الصماد كان سيطا في أغلب المواقف وذو أخلاق وشيمة، إلا أنه كان واجهة ديكورية فقط.
الحوثيون يعينون المشاط رئيسا
واعلنت جماعة الحوثي الانقلابية أمس تعيين القيادي مهدي المشاط رئيسا للمجلس السياسي الذي يدير المناطق الواقعة تحت سيطرتهم.
جاء ذلك الإعلان بعد مقتل رئيس المجلس السياسي صالح الصماد في غارة للتحالف العربي.
وكانت جماعة الحوثي قد أعلنت مساء يوم الاثنين مقتل الصماد في غارة لطيران التحالف العربي بمحافظة الحديدة.
ويعتبر الصماد أحد ابرز قيادات الصف الأول للجماعة ويعد المطلوب الثاني للتحالف العربي.
- غموض يلف مقتل الصماد
ولف غموض مقتل رئيس المجلس السياسي لجماعة الحوثيين عقب نشر الجماعة خبر مقتله.
ونشرت جماعة الحوثيين مساء اليوم خبر مقتل صالح الصماد وهو رئيس المجلس السياسي للحوثيين، وقالت الجماعة أنه قتل في غارة جوية لطيران التحالف العربي بالحديدة الخميس الماضي، لكن قناة المسيرة التابعة للجماعة، نشرت خبرا عن الصماد أمس الأحد وهو مايؤكد أن مزاعم مقتله يوم الخميس غير صحيحة.
وقالت القناة التابعة للحوثيين، أن الصماد زار ورش التصنيع العسكري بالحديدة الأحد.
في ذات السياق، قال القيادي المؤتمري كامل الخوداني معلقا على مقتل الصماد، أن جناح القناديل حد وصفه، بقيادة محمد علي الحوثي وعبدالكريم الحوثي قاموا بتصفية صالح الصماد بعد استدراجه من صنعاء الى الحديدة.
وقال محامي الرئيس الراحل علي عبدالله صالح معلقا على مقتل الصماد: "لم يقتل الصماد يوم الخميس يا حوثة، حضر جنازة القوبري يوم السبت بجامع الصالح وشهود عيان أكدوا ذلك".
واضاف: "وكما حضر أمس حسب إعلام الحوثة في التصنيع العسكري الذي تحدثوا عنه، فلماذا تزعم عصابة الحوثي الإيرانية أنه قتل يوم الخميس 19 أبريل 2018م، وهل الخلافات الداخلية بينهم أدت إلى تصفيته؟".
