إن من يتحمل مسئوليته تجاه الجنوب يجب أن يتفاعل إيجابا مع متطلبات ميلاد فجره الجديد باعتماد الممارسة العملية لمعالجة الأزمات السياسية والاقتصادية من خلال الاهتمام في إقامة المشاريع الاستثمارية المستدامة الزراعية قبل الصناعية , لأن الزراعة هي عماد الصناعة الكفيل بتوفير المواد الخام لمختلف أشكال الصناعة . وعلى ضوء ذلك يجب أن يناضل ويعمل من أجل أن تشيد المصانع بجانب الحقول والمزارع لما يعود بالفائدة وتقليل نفقات نقل المواد الخام إلى المصانع والعكس , ي نقل الأسمدة إلى الحقول والمزارع لأن مخلفات التصنيع يستفاد منها في تسميد التربة الزراعية . أغلبية محافظات الجنوب لحج وأبين والضالع وشبوة وحضرموت والمهرة وسقطرة تمتلك مساحات زراعية شاسعة الأمر لذي يفرض على الجهات المسئولة الحكومة والسلطات المحلية , المجلس الانتقالي الجنوبي والقيادات المحلية توجيه اهتمامهم لهذه المسألة والشروع في حفر المزيد من الآبار الارتوازية نظرا لشحة الأمطار في جنوبنا العربي , وكذا الاهتمام بإعمار الريف لما من شأنه توفير فرص العمل وسبل الراحة للفلاحين والمزارعين وتوفير الخدمات والسكن الصحي لأهالي الريف والعاملين في الزراعة والصناعة هناك . الهدف الأساسي من وراء إدخال الصناعة في الريف هو رفع الإنتاج وإنتاجية الوحدة الواحدة وفي مقدمتها وحدة المساحة والحصول على منتوج ذي صفات عالية في الجودة في فترات قصيرة بأقل كلفة . ولتحقيق ذلك لا ينبغي استبعاد مسألة تنظيم الصرفيات مع التغلب على العوامل المؤثرة سلبا على الأرباح والربحية ونسبة زيادة إنتاج كل موسم , بل يجب تطويره من خلال تحسين الإدارة وإدخال المكننة والتكنولوجيا الحديثة والحاسوب الآلي كأفضل السبل وأقصر الطرق وحدث وسائل لعمل والإنتاج التي تساعد في تقليص الفروقات والاختلافات بين المناطق المختلفة الظروف المناخية والتضاريس والخزن. إن توجيه كافة الإمكانيات التنموية والخبرات الزراعية والقدرات الصناعية إلى الريف واستغلالها استغلالا حسنا في تحسين المستوى المعيشي في الجنوب العربي أمر مهم في تطوير وتحديث دولة الجنوب العربي الفيدرالية التعددية البرلمانية , والحديث عن الزراعة لا يقتصر على الجانب النباتي وحسب , ولكنه يرتبط ارتباطا وثيقا بالإنتاج الحيواني القائم على : 1- تربية الدواجن اللاحمة والبياضة وم يتعلق بديمومة العمل الوراثي لهما مع التركيز على السلالة المحلية وتطويرها . 2- تربية الأغنام والضان المحلية والمستوردة . 3- وكذا تربية الجمال والخيول . 4- تربية الأبقار الحلوبة لإنتاج الألبان ومشتقاتها , والأبقار اللاحمة لإنتاج اللحم البقري . الوحدات الأساسية التباعة للمزارع النباتية والحيوانية هي مصانع تكرير المحاصيل , ومصانع الأعلاف العادية والمركزة والمخازن للمواد الأولية والأعلاف والمنتجات , وحدات تعليب الألبان وتصنيع منتجاتها , مسالخ , مباني إدارية وصحية وهلم جرا . فالمعترك اليوم على الساحة الجنوبية هو معترك اقتصادي قبل ن يكون سياسي يجب ن تخوضه المكونات والقوى الجنوبية بشكل منفرد أو بالتعاون المشترك ومع الحكومة أيضا .