الأحداث الاخيرة الساخنة التي تدور رحاها على أرض مدينة تعز تثير السخرية والاشمئزاز مظاهرات وحروب بين هذه الجماعات الدينية أو تلك الجماعات وشجب واستنكار وصراخ وتلويح بالثأر اجتماعات مغلقة ومفتوحة وإشاعات واتهامات وتخوين وتجريم وتهميش وإقصاء والجميع شهيته مفتوحة على المشاركة في سفك المزيد من الدماء بين أبناء المدينه والعدو الحقيقي متربص بهم جميعا على بعد أمتار. ما يثير السخرية أنّ قادة الحروب المنتمين إلى تلك الجماعات الدينيه والمتحمسين لمشروع إعادة الدولة في المدينة الممزقة المنكوبة هم أبطال التخريب والتدمير ، وفرسان سرقة ثورات الوطن وثروات المدينة ، وقراصنة الكذب والدجل ، وتجار القيم العليا ، وسماسرة الشعوذة الذين تاجروا بتعاليم السماء من أجل أن يدمر مدينتهم وتحل الفجيعة بين ربوعها ، وتنتهك كرامته ، وتسفك دماء المدنيين الابراء ، ويصادر مستقبلة لصالح قوي خارجية ، وما يثير الاشمئزاز أنّ المصفقين والسائرين خلف من خانوا الوطن والمدينة ، وزنوا في تعاليم الله ، ومارسوا الجريمة ، هم من الذين أعمى الله بصيرتهم وختم على قلوبهم بالغباء. منذ الساعة التي وصلت فيها قطط المحاصة الى عرش السلطة في الوطن عن طريق ثورة التغير التى يتشدقون بها دايمآ حيث تسببت في وصول فئران الكهوف إلى عاصمة الوطن ومن ثم إلى المدينة وعاثو قتل وتشريد وتفجير في جميع ربوع الوطن وخلفوه الكثير من الشهداء والجرحى ونحن ندرك باليقين القاطع أن الوطن بكل تاريخه وثرواته وشعبة ومستقبله قد دخل إلى النفق المظلم الخانق تسببت فيه تلك الملشيات الدينيه ، وأيضا منذ الساعة التي وصلت فيها الدمى المنفوخة بالغطرسة الكاذبة إلى كرسي الأمر والنهي ، ونحن نرى الوطن يتلوى من جراحاته وهو يقف مترنحا وسط العواصف الهوجاء ، والبراكين المدمرة ، وأن المسيرة التي تقودها الثعالب لا تفضي إلا إلى الدمار الشامل ، وان منهج التبرير والتزوير لا يوصلنا إلا إلى المزيد من الهزائم والانتكاسات. لا يوجد شريف يستنكر ذالكم الحراك الواسع بقيادة محافظ المحافظة امين محمود من أجل أن تعود العافية إلى المدينة المنكوبة واستعادة هيبة الدولة وتسليم مقراتها إلى قيادة السلطة المحلية في المحافظة ، لكن العقلاء والشرفاء يؤمنون بأن تعز للجميع دون تمييز هو المنهج الصائب والوحيد الذي يفضي إلى الإصلاح الحقيقي ، وأن التمسك بمبدأ الاخوة والتعايش وحده القادر على تحقيق المشروع الكبير ومواجهة العدو الحقيقي . كفانا لعبا على حبال الشعارات الجوفاء ، وكفانا متاجرة بأرواح أبناء الوطن بشكل عام وأبناء مدينة تعز بشكل خاص من أجل مصالح حفنة من اللصوص والخونة والمرتزقة ، وكفانا كذبا على كتاب الله وسيرة رسولة ، ونحن نصفق للباطل ، وندفن رؤوسنا في الرمال ، كفانا قبحا ونحن نرى وطننا ومدينتنا الغالية تتمزق وتضيع من أجل زمرة من المنحرفين ارتضت لنفسها أن تنحدر إلى مستنقع الرذيلة والانحطاط و كفنا قبحا ونحن نرى العدو الحقيقي لمدينتنا وديننا وعرضنا على بعد أمتار ونحن نوجه اسلاحتنآ على بعضنا البعض. لا طريق ينقذ الوطن وتعز وأهلها غير السير على طريق المحبة والقبول بالآخر والتعايش مع الجميع ، وترسيخ روح المواطنة لدى الجميع ، والابتعاد عن كل فعل جبان يسيء إلى سمعة المدينة وأهله ، لتتضافر الهمم ، وتتوحد الجهود ، ويخرج الجميع حاملين هم واحد وهدف واحد سائرين على طريق تعز المحبة والتآلف ، ملتفتين إلى رب العزة والجلالة أن يوفق المحافظ الدكتور أمين محمود إلى كل ما فيه الخير للمدينة الحالمة وللوطن الجريح.