شيماء باسيد في عام 1963م سار حوالي 250 ألف شخص منهم نحو 60 ألفاً من البيض متوجهين نحو نصب"لنيكولن" التاريخي فكانت وقتها أكبر مظاهرة في تاريخ الحقوق المدنية وهنالك ألقى"مارتن لوثر كنج" أروع خطبه:"لدي حلم" . بعدها ب
خمس سنوات اغتيلت أحلام هذه الرجل ببندقية أحد المتعصبين فانتهت الأسطورة لتخلد في ذاكرة الإنسانية وللأبد. حين كانت البداية في ديسمبر1955م عندما رفضت السيدة"روزا باركس" وهي سيدة سوداء أن تخلي مقعدها لراكب أبيض فما كان من السائق إلا أن أستدعى رجال الشرطة الذين ألقوا القبض عليها بتهمة مخالفة القوانين والتي كانت لا تسمح سوى للبيض للجلوس على المقاعد الأمامية في الحافلات.
أشعلت الثورة وقاد"لوثر كنج" مسيرة نضال شعب بأكمله.ضارباً جذوره وبقوة ممتد بعيداً في التربة الأفريقية التي أقتلع منها الأجداد ليباعوا ويشتروا في الأراضي الأمريكية ولكي تستغل أجسادهم وأرواحهم لخدمة السيد الأبيض.
على مدار التاريخ يبقى المتعصبون وحدهم شديدو الصمم..يعيشون عالماً خاصاً مليئاً بهم وبأفكارهم وبقضاياهم وحسب,,ينتهي الأمر بالكثير منهم لخسارة قضاياهم في خضم العنف والتعصب. لدي حلم أن يغادرنا"السادة الحمر" بلا رجعة متجهين نحو قصاص عادل , وأن يتمزق النظام الفاسد والمفسد ارباً ارباً..وأن تتحطم كل"الماكينات" التي اعتادت تصنيع وتفريخ الفساد بصور عديدة واعتادت إلباس الزيف ثوب الحقيقة .
لدي حلم أن يسقط كل المتسللون من النوافذ بعد أن فشلت محاولاتهم للدخول عبر الأبواب. لدي حلم بأن نتساوى جميعاً في رغيف الخبز,,في توقنا للحياة, في فرصها المتاحة أو حتى في فرصها الممنوعة. لدي حلم بأن يتلون الواقع بقيم الحب والعدالة والمساواة, بقيم الانفتاح وتقبل الآخر مثلما هو دون رتوش .
لدي حلم بأن يصبح الإسلام مقدساً في القلوب فالبون شاسع وممتد بين أؤلئك الذين يخدمون الدين حقا وأؤلئك الذين يستخدمونه سلماً للصعود..نحو هاوية الأخلاق. لدي حلم بأن تنتصر الثورات انتصارا لا يبذر في رحم الأوطان الهزيمة. لدي حلم بأن يظل حلم الانتصار للقضية الجنوبية ملوحاً في الأرواح (فللحرية ثمن) وتحت هذه الكلمة ضعوا الآلاف الخطوط في انتظاري الملحمي لامتداد الوطن .
لدي حلم بأن تمنح للمواطن إجازة مفتوحة فيومين فقط لا يكفيان لمضغ هموم وأحلام الوطن أو التمرغ بأحزانه,فالوطن الحقيقي مفقود مفقود ولدي حلم كبير أن ألقاه يوما ما وأعتذر له عن تقصيرنا في البحث أو الذوذ عنه, عن تقصيرنا الشديد حتى عن الإيمان به أو استمرار الأحلام من أجله. لدي حلم بأن لا أفقد يوما شهيتي للحلم فالأحلام (ببلاش) وهي الشيء الوحيد المتوفر لأغنى غني ولأفقر فقير والشعوب الأشد فقراً هي الشعوب بلا أحلام. طيف أخير: من خطبة "مارتن لوثر كنج" الشهيرة: "لدي حلم بأن يوم من الأيام أطفالي الأربعة سيعيشون في شعب لا يكون فيه الحكم على الناس بألوان جلودهم، ولكن بما تنطوي عليه أخلاقهم". *عن صحيفة عدن الغد الورقية