جلت وصلت في التاريخ الحديث أبحث في مجلدات الكتب والإفلام الوثائقية . عن شخصية القرن العشرين قرن الثورات التحررية . وقرن الهامات البشرية والقيادات الوطنية التي غيرت مجريات الأمم والدول ونهضة بها وأحدثت أنواع شتى من التغيرات في المفاهيم البشرية في حب الوطن والإخلاص له . الهند دولة يطلق على أرضها شبة القارة الهندية . مساحة شاسعة . تعدد القوميات واللغات والديانات والثقافات والأعراق والعادات والتقاليد لبلد يحتل المرتبة الثانية بأعلى الدولة كثافة بشرية تعدت المليار نسمة . أستعمر وأستبد به الأستعمار سنين طويلة . وعندما بداءت الدول في التحرر من التبعية الإستعمارية منها من فاوض ومنها من ناضل وقدم وضحى بأزكاء الدماء فداء لحرية الوطن ذلك في البلدان صغيرة المساحة قليلة او متوسطة السكان ذات القومية الواحدة والديانة الواحدة واللسان الواحد من السهل قيادة تلك البلدان . لكن الهند التي سردنا عن طبيعتها الجغرافية والديموغرافية . صعب أن توحد أمم وقوميات وشعوب في بوتقة شعب واحد على قلب رجلٌ واحد ليعيش الجميع في سلام ووئام وتقدم وحضارة ورقي ذابت فيه كل أنواع الطائفية والمناطقية والقبلية والحزبية . شعب فقير معظمه فلاح متفشي فيه الجهل والمرض . تلك الهند وذلك قائدها المحامي محب الحرية والسلام المتفاخر ان يخرج ويتنقل ويدخل مجلس الوردات البريطاني بلباسه الوطني النصف عاري مع معزته . رجل هز عرش الأمبراطورية التي لا تغيب عليها الشمس ليس بقوته العسكرية وسفك الدماء لا . أنه غاندي الذي جمع الأمة الهندية بمختلف اجناسها ولغاتها ودياناتها ليضعها على قلب رجل واحد بسلام وسلم قاد تحرير الهند وركع أقوى الدول في ذلك الحين عند عصاه التي يتوكاء بها بابتسامته العذبة وهدوئه المتزن وحديثة المنطقي أقنع مليار نسمه للمضي بالسير بعده إلى شواطئ البحر ليعلن الثورة في جمع الملح ليقاطع البضائع البريطانية ويحيك ثوبة ويربي معزته ويشرب من لبنها ويغزل صوفها . ليقول للناس الخير في أرضنا متى ما مُدت أيادينا لنعمرها . وقبلها تمتد إيادينا لنتصافح ونتعانق ونحترم بعضنا البعض مهما أختلفت إنتمائاتنا السياسية ومهما أختلفت أدياننا ولهجاتنا واجناسنا إلا أننا قادرين نعيش بسلام على أرضنا ما دام نحب الوطن ونعتز بالإنتماء إليه نحمل هويته ونفاخر بإننا أبناء هذا الوطن المعطاء . المحامي الهندي البارع رجل السلام وقائد أكبر ثورة سلمية في التاريخ أجتاز بالهند من ضفة الصراعات والتناحرات إلى ضفة السلام بأمان ومحبة وأخاء وبعث فيهم حب الوطن وعلمهم طريق البناء فنهض بالهند من دولة الفقر والجهل والمرض إلى دولة في مصاف الدول الكبرى سلام أمن إقتصاد علم ثقافة حضارة . نحن على دين المحبة والسلام ولغتنا لغة الكتاب المنير وعددنا لم نتجاوز الثمانية مليون على حد أعلى في الداخل والخارج . ما استطعنا أن نوحد أنفسنا ونتحابب ونتسامح . من أين ناتي بغاندي ... من أين نأتي بغاندي .