* إنها ساعة الحقيقة التي لامناص منها والتي لم يعد بإمكان أي إنسان حجبها أو مواجهتها إلا بالإذعان لصوت الحق والعدل اللذين فقدناهم بشكل محدد منذ عام 2009 يوم إغلاقها بالحديد والنار.. وياسبحان الله إنه يمهل ولا يهمل, ومن كان يصدق أن الثورة التي تجري اليوم في عموم مرافق ومؤسسات الدولة ماهي إلا ترجمة كانت نبهت إليها "الأيام" من سلب ونهب وهضم للحقوق, وضم وإلحاق وتملك للبحار والجبال وكل شيء في عدن تحديداً وفي المحافظات الجنوبية والشرقية, بعد ابتلاعهم لكل شيء في المحافظات الشمالية, ولكن خاب ظنهم, وما أخذ بالقوة سوف يسترد بالقوة, وبالطيب أو بالبطّال! اليوم وبعد ظهور تنبؤات ومصداقية ماكانت تتناوله "الأيام" التي كافؤوها بالهدم والإغلاق, بعد أن مارسوا عليها حرباً ضروساً, لا مبرر لها, وسجنوا الشرفاء من آل باشراحيل ولم يحترموا تاريخهم ولا نضالاتهم ولا سن العميد الأستاذ هشام باشراحيل ولم يلتفتوا إلى ما يعانيه من أمراض, بل صعدوا خبثهم في إصرارهم لموت الرجل وعدم السماح له بالسفر للعلاج, وكما سجنوا المتضامنين والأبناء والأهل, وكأن "الأيام" قد قامت بانقلاب ضد الدولة, وهكذا خيّبهم الله وصمدت "الأيام", وتجاوزت كل المحن, لكنهم خلقوا لها قضية المحاكمة الهزلية التي ماتزال إلى اليوم.. وهو عشمنا أن يتم إلغاؤها فوراً, لأن تلك المحاكمة إنما هي محاكمة لثورة الشباب والشعب, إذ أنه لولا "الأيام" لما كانت الدولة هذه قد اعترفت بالظلم ورضخت لمبدأ إحقاق الحقوق والتعويض, وعودة المسرّحين من مدنيين وعسكريين ومظلومين, لكنهم لم يحفظوا لها جميلاً بل أضروا بها وهي عيننا ولسان حالنا وضميرنا الحي.. فهل يستطيعون أن ينكروا ذلك, وانظروا إلى البدائل اليوم ما أكثرها, وما أبشعها. لقد نكبوا "الأيام" لأنها كانت ومازالت صوتاً للحق, وأشارت إلى النهب والسلب, وأشارت إلى بعض أساطين الفساد, وحددت بالاسم أشخاصاً فعلوا الفعائل الإجرامية بتغطية من مواقعهم ومناصبهم ومواليهم من البشر, لكن ماذا كانت النتيجة.. وهل استطاع أولئك بتلك الأعمال الإجرامية إسكات صوت الحق أو النيل منه؟!. ياللمفخرة أن نرى اليوم تجاوز أخلاقيات المدينة والمدنيّة والناس المسالمين, حرصاً منهم على ألا تقع الفأس في الرأس كان يجب احترامه.. لكنهم أبوا وتغطرسوا, خاصة المسؤولين عن أمن عدن وحمايتها, ونكبوا "الأيام" ظانين أن المسألة إلى هنا وتنتهي, ولكن الناس لا ينسون, وإن تسامحوا فبحدود معقولة, لكن ليس إلى حد المذلة والتسليم بخنوع.. وهاهي عجلة الحياة تدور.. وعلى الباغي تدور (وقد دارت) الدوائر.. اللهم لا شماتة. من هنا نرفع الصوت مجلجلاً.. أطلقوا "الأيام" فوراً ياحكومة الوفاق (الشجاعة) عوضوها, وكرموها, لأنها نبهت لهذه الثورة قبل سنوات, ولم يستوعبوا طرحها ليصححوا سلوكهم, واليوم وهم في بؤسهم يذوقون المرارة في كل مواقع "تجبّرهم" بلا رحمة ولا شفقةّ!. لذلك نقول:
أطلقوا عين الثورة والتغيير ولسان حال المظلومين, وامنحوا "آل باشراحيل" الأوسمة والنياشين واضمنوا لهم سريان "الأيام" لأنهم بها ومن خلالها صاروا عين الوطن ورقيبه الذي لايهادن..
ومبارك ل"الأيام" هذا السمو والرفعة.. والله المستعان!.