عقدت هيئة رئاسة الجبهة الوطنية لتحرير واستقلال الجنوب اجتماعها الاعتيادي صباح اليوم الخامس من مايو 2018م برئاسة أ. محمد علي شايف وبحضور رؤساء المكونات الأعضاء في الجبهة وذلك للوقوف : 1) أمام جملة من القضايا ذات الصلة بالذات الكفاحية الداخلية للجبهة، ومستوى تأثيرها سلبا وايجابا بتطورات المشهد الجنوبي وتداعياتها السيو-سياسية والأمنية وسط مشهد يتسم بمزيد من التعقيد والتشابك كل يوم لتتخذ الأحداث فيه حركة الدوامة حينا وصورة المتاهة حينا آخر.
2) مناقشة الممكن والمتاح أمام الجبهة الوطنية للمساهمة مع قوى الثورة الجنوبية التحررية في مواجهة مخاطر احتواء الثورة الممنهج وصولا إلى افراغها من محتواها التحرري والمشفوعة بإعادة إنتاج ظاهرة البناء على هدم بنى الثورة التحررية التنظيمية والرؤيوية القائمة ضمن سيناريوهات الارباك والتفكيك.
3) موقف الجبهة الوطنية لتحرير واستقلال الجنوب من دعوة المجلس الانتقالي الجنوبي للحوار مع مكونات وقوى الثورة الجنوبية التحررية.
4) التحضير لذكرى إعلان فك الارتباط 21 مايو 2018م. وبعد نقاش مفعم بروح الوفاء لأرواح الشهداء الأبرار وآلام الجرحى الأبطال والشعور بالمسؤولية إزاء حمل الأمانة عنهم، لانتصارات حلمهم في وطن جنوبي حر مستقل كامل السيادة. وخلصت هيئة رئاسة الجبهة الوطنية إلى مايلي :
1) ان الجبهة الوطنية كغيرها من قوى الثورة الجنوبية التحررية، ليست بمنأى عن تأثير العوامل والمتغيرات الدرامية وتداعياتها المتواصلة تلك التي أنتجتها الحرب بأبعادها وأهدافها الظاهرة والمستترة.
2) أن ظاهرتي البناء على هدم والترحال السياسي والتنظيمي، في هذه المرحلة، قد حقنتا الحماس العاطفي بجرعة إغراء السلطة، لتحدث انكسارا مضببا للسياق الطبيعي للثورة الذي كان ينبغي الحفاظ عليه لتعاضد جناحي الثورة : السياسي والعسكري ( = المقاومة ) بدل الاستغراق في فكرة محاصرة وخلخلت الموجود لبناء المستحيل. وإعادة الثورة إلى مرحلة تشكيل واستنساخ المكونات ولاسيما في عامي 2011- 2012م.
3) وبشأن المخاطر الماثلة ولاسيما إجراءات وسيناريوهات احتواء الثورة الجنوبية التحررية على طريق استكمال افراغها من محتواها التحرري فإن الجبهة الوطنية كانت وستواصل كفاحها مع كل القوى المؤمنة بحق شعبنا الشرعي والعادل في الحرية والاستقلال كخيار وطني لا رجعة عنه.
وترى الجبهة الوطنية أن مواصلة الصمت إزاء تغييب قضية شعب الجنوب الوطنية عن المشهد يمثل تواطؤ إن لم يكن تنازلا وإهدار لتضحيات شعبنا الجسيمة، إذ أن الصمت واللامبالاة والخضوع الترهيب والترغيب عوامل لا تنتمي لروح الثورة وقيمها الوطنية، إنما الثورة فعل مستمر حتى تنجز كامل أهدافها. وهو الأمر الذي يستلزم تكاتف الجهود الوطنية الجنوبية المنتمية إلى إرادة شعب الجنوب وآماله وتطلعاته، للعمل المشترك بوعي واستيعاب معطيات وحقائق مشهد الصراع بصورة عامة وفي الجنوب بوجه خاص، للإستفادة مما تحقق واستغلاله الواعي لإعادة تشكيل المشهد، بما يعيد صياغة موازين القوة لصالح قضية شعب الجنوب بما يفرض حضورها الجيوسياسي، بعد تغييب قسري غير مبرر، لا عسكريا ولا سياسيا ولا أخلاقيا طوال ثلاث سنوات خلت، لأسباب سبق للجبهة الوطنية أن شخصتها ونبهت إلى مخاطرها، في أكثر من مناسبة .
4) وبشأن دعوة المجلس الانتقالي الجنوبي، على لسان رئيسه عيدروس الزبيدي للحوار مع مكونات وقوى الثورة المؤمنة بحق شعب الجنوب الأبي في تحرير أرضه واستعادة دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني، فإن الجبهة الوطنية لتحرير واستقلال الجنوب، إذ ترحب بالدعوة وتعتبرها خطوة مهمة في هذه الظروف شديدة التعقيد والتشابك، فإنها ترى أنه لايمكن الوصول إلى توحيد أداة الثورة بدون شراكة ومشاركة كل القوى المؤمنة بتحرير واستقلال الجنوب واستعادة دولته والنديه بالحوار وتشدد على :
أ ) أن تكون الدعوة انتصارا واعيا وصادقا لوحدة الإرادة والقيادة والقرار والفعل الثوري الميداني لتجاوز العوائق الذاتية والموضوعية على طريق استكمال النصر السياسي والعسكري على كامل خريطة وطنا الجنوب.
ب) أن يكون التوافق المؤطر بهدف شعب الجنوب التحرري، أساسا، لجدولة الحوار المسؤول والندي وفق مؤشرات ومعطيات وحقائق صيرورة مشهد الصراع، للشروع بالمهام والاستحقاقات الآنية والمحتملة و...الخ
ج) أن يكون الحوار المأمول، عامل قوة آخر، يفرض حضور قضيتنا الوطنية كقضية شعب مستقلة، في أية مفاوضات في إطار مساعي التسوية السياسية الدولية والإقليمية، من جهة، وتوفير عوامل وأسباب إثبات أن لا حل للصراع في هذا الإقليم ما لم تحترم إرادة شعب الجنوب وتضحياته، وحقه في نيل حريته واستقلاله. وتؤكد الجبهة الوطنية، بأنها ستعمل بروح وطنية مسؤولة، مع قوى الثورة التحررية في كل جهد يجسد إرادة شعب الجنوب، ويسعى لتحقيق تطلعاته الشرعية في وطن حر مستقل كباقي شعوب الأرض.
العهد يتجدد للشهداء الأبرار في حمل الأمانة عنهم حتى يتحقق حلمهم في وطن حر مستقل كما حلموه. الشفاء للجرحى والحرية للأسرى وأنها لثورة حتى ترتفع راية الاستقلال فوق صيرة خفاقة منتصرة.
صادر عن : هيئة رئاسة الجبهة الوطنية لتحرير واستقلال الجنوب. عدن الخامس من مايو 2018م.