يستقبل اليمنيون شهر رمضان المبارك للعام الثالث على التوالي في ظروف غاية في السؤ واحوال معيشية واجتماعية صعبة وماساوية مع دخول الحرب في اليمن عامها الرابع . لكن لااحد يلتفت في هذا العالم على احوال اليمنيين في مثل هذه المحن ولانسمع إلا المناشدات الاممية التي تطلقها المنظمات الانسانية والاغاثية الدولية بين الحين والاخر التي تحذر من حدوث كارثة انسانية في اليمن وتحاول ان تنشط في تقديم المساعدات الغذائية والصحية الوقائية في اجزاء كبيرة اليمن ومع ذلك وكما هو معروف فان نسبة كبيرة من المخصصات المالية المعتمدة في موازنات المنظمات الدولية المقدم كتبرعات من قبل بعض الدول تذهب كاجور ورواتب للخبراء والعاملين في هذه المنظمات. غير ان هذه حالة عامة ولاتخص المساعدات المقدمة حصرالليمن وهو الامر الذي ربما يجعل مثل هذه المساعدات الاممية غير فعالة لناحية ارتفاع تكلفتها . ومع ذلك لا احد يستطيع ان ينكر الدور الحيوي الذي تضطلع به المنظمات الدولية التابعة للامم المتحدة والمنظمات الانسانية الدولية الاخرى المستقلة وماتقوم به على الارض من جهود انسانية في اليمن . وربما هو مانراة في الواقع الى جانب مايقدمة بعض الاشقاء من خلال قنواتهم الخاصة . لكن الدعم الاممي.. مهما تعاظم لا يصل الى كافة المستهدفين ولايمكن بالتالي ان يقلل من استمرار ارتفاع معدلات الفقر وحالة المجاعة في اليمن لانه سيضل تاثيرة محدود في غياب او ضعف دور الدولة اليمنية مثلما انه لايمكن ان يكون بديلا عن هذا الدور ولذلك في الواقع الاقتصادي و الاجتماعي والسكاني نحتاج في اليمن الى دور متعاظم وحضور فاعل للدولة لا العكس . الشاهد انه ومع استمرار الحرب في اليمن وبقاء الاولوية المحلية والاقليمية وربما العالمية منصبا في خدمة المعركة سعيا من كل طرف لحسم الحرب التي طال امدها لصالحة بغض النظر عن تكلفتها البشرية المرتفعة والتي يدفع ثمنها اليمنيون ولا احد غيرهم . فان انعكاسات هذه الحرب السلبية الاقتصادية الاجتماعية والمعيشية والنفسية في غياب اي دعم تنموي حقيقي من الاشقاء يمكن ان يوجه لاعادة بناء البنية التحتية التي دمرت مع توقف القروض والمساعدات ذات البعد التنموي وعدم وفاء الدول المانحة بالتزاماتها الدولية هذا الوضع بالتوازي مع استمرار تردي الوضع الاقتصادي اليمني او بقاء الاوضاع كما هي عليه الناتج عن تفاقم الاختلالات في المؤشرات الاقتصادية الكلية والذي انعكس في محصلتة على تدهور القوة الشرائية للعملة الوطنية على النحو الذي نراه جعل اليمنيون يواجهون ظروف معيشية اكثر صعوبة . ولذلك لانبالغ اذا ماقلنا ان اليمنيون واقصد الجزء الاعظم من السكان يستقبلون رمضان في بطون خاوية ومع ذلك سيصومون وبشكل صارم في رمضان استجابة لربهم . وفي هذا الشهر الكريم كما هو معروف ترتفع الاسعار تلقائيا وهو ناتج عن ارتفاع الطلب الاستهلاكي حيث تحتاج الاسر الى انفاق المزيد من الاموال لتلبية متطلبات رمضان ولكن من اين لمعظم الاسر مثل هذه الاموال. وفي وضع كهذا واقصد ظروف الشهر الكريم فان اليمنيون لايعولون على الخارج ولكنهم يعولون على بعضهم البعض وان جزئيا وفي الحدود الدنيا. لكن من جهة اخرى فرغم ان شهر رمضان له حرمة او هكذا يجب بمعنى ان يتوقف سفك الدماء في الشهر الكريم وتتوقف معه بالتالي ازير الرصاص وضربات المدافع والصواريخ على الاقل" كنوع من استراحة المحارب " غير ان مثل هذا للاسف لايحصل ولايمكن ان يحصل لا في اليمن ولا عند المسلمين اجمالا بل على العكس يزداد تقديس الحرب وترتفع وتيرة المعارك اعتقادا من كل طرف ان الانتصارات الكبرى تاتي في شهر رمضان . لكن من ناحية اخرى نامل ان يكون شهر رمضان عند اليمنينين شهرا مباركا و مناسبة كبيرة وعظيمة لاطلاق دفق جديد من التكافل والتراحم بين الناس حيث يتعين ان يلتفت من يملكون الثروة والمال للمحرومين والفقراء من الناس استجابة لتعاليم الاسلام وشرايعة . د.يوسف سعيد احمد