قال صحفي ومحلل سياسي بارز من عدنجنوباليمن أن رهان الاطاحة برئيس الحكومة الدكتور أحمد عبيد بن دغر لم يفلح خصوصاً و أن المتربصين بمركزه كثيرون. وأكد الصحفي والمحلل السياسي البارز من عدنجنوباليمن سامي الكاف أن رئيس الحكومة اليمنية قدم نفسه من خلال الأحداث الأخيرة التي شهدتها سقطرىاليمنية "ليس كسياسي صدامي يُعقّد المشاكل فوق ما هي معقدة، بل كسياسي مرن و متمرس، باحث عن حلول واقعية تحافظ على استمرار التحالف العربي في أداء ما عليه أداؤه وفق قرار مجلس الأمن الدولي 2216 الداعم لشرعية الرئيس هادي و وحدة اليمن و سلامة أراضيه". وأشار الكاف إلى أن رئيس الحكومة اليمنية "واجه حملة شعواء تستهدف الاطاحة به" بسبب تصديه لفرض الإمارات سيطرتها عسكرياً على مطار وميناء سقطرى، مؤكداً أن "الحملة التي راحت تستهدف رئيس الحكومة اليمنية لم تقف عند مستوى اللاعبين المحليين، بل و شارك فيها لاعبون آخرون من خارج اليمن". و قال الكاف أن عبدالله عبدالخالق مستشار ولي عهد ابوظبي شن هجوماً عنيفاً على الحكومة اليمنية مؤكداً أن بلاده الإمارات في اليمن لافشال مشروع الحوثي الانقلابي واستعادة الشرعية، فاذا كان الأمر كذلك "فكيف كيف سيتم استعادة الشرعية التي يشير إليها مستشار ولي عهد ابوظبي في ظل استمرار دعم و تمويل بلاده لمكونات عسكرية لا تعترف بالشرعية مثل المجلس الانتقالي الجنوبي و قوات "حرّاس الجمهورية" التي تغير اسمها لاحقاً الى قوات "المقاومة الوطنية" وقائدها طارق محمد عبدالله صالح الذي قاتل ضد التحالف العربي لنحو ثلاث سنوات فائتة ما زال غير معترف بهذه الشرعية؟!". وأكد الكاف أنه "ما زال أمام الدكتور أحمد بن دغر كرئيس حكومة قطع مشوار طويل و صعب لتعزيز مركزه في مشهد سياسي معقد يقوم على اصطفافات عسكرية و قبلية و مناطقية و طائفية آخذة في التوسع يوماً بعد يوم، و يدركه هو لأنه لا يستند إلى ثقل عسكري أو قبلي أو مناطقي أو طائفي، في ظل استمرار تحالف جناح حزب المؤتمر المساند لهادي وحزب الإصلاح ومن تم استمالتهم باسم الحراك الجنوبي في الهيمنة على ناصية القرار الرئاسي، و تصرف المجلس الانتقالي الجنوبي في عدن و في عدد من المحافظات الأخرى كبديل للسلطة الشرعية بل ويتعاملون مع رئيس هذا المكون السياسي كرئيس دولة!، وكل هذا على حساب أفعال حقيقية تعزز من جعل كل الأطراف السياسية في شمال اليمن و جنوبه تذهب الى مفاوضات جادة تنهي النزاع المسلح وتنتقل بالجميع على نحو عادل صوب المستقبل". و ختم الكاف أن "الحاجة الى قراءة الأحداث التي تمر بها اليمن بطريقة موضوعية، تتطلب من الرئيس عبدربه منصور هادي ورئيس حكومته الدكتور أحمد بن دغر تقديم فعل حقيقي يدل على أن صنع القرار السياسي ينبغي أن يكون توافقياً ولا يهيمن عليه تحالف ما أو جهة ما وغير خاضع لأي اصطفاف يقوّض من مشروع الدولة الحاضن للجميع، سواء على مستوى الرئاسة أو على مستوى الحكومة في اطار اعادة صنع علاقة واضحة مع كافة الأطراف في الداخل، وهو ما سيمهّد صنع علاقة واضحة مع دول التحالف العربي في الخارج وفق قوانين ومواثيق الأممالمتحدة". وأضاف: "دول التحالف العربي لطالما اعلنت انها مع القرارات الدولية المتخذة بشأن اليمن و داعمة لها؛ و ليس العكس..!". وكانت وكالة "سبأ" للأنباء أشارت إلى انتهاء الأزمة التي شهدتها اليمن إثر قيام دولة الإمارات العربية المتحدة بفرض سيطرتها عسكرياً على مطار وميناء سقطرى، وقالت الوكالة أن اللجنة اليمنية السعودية توصلت إلى "اتفاق بإزالة أسباب التوتر الذي حدث في الأسبوعين الماضيين وعودة عمل القوات الأمنية في المطار والميناء الى عملها وسحب كل القوات التي قدمت إلى الجزيرة بعد وصول الحكومة وتطبيع الحياة في كافة مناطق وجزر الارخبيل والبدء بتنمية وإغاثة شاملة للجزيرة تشمل كل المرافق الخدمية والحيوية وفِي كل المديريات والجزر بدعم من المملكة العربية السعودية".